
أطلق رينيه مولينستين، المدرب السابق في مانشستر يونايتد، تصريحًا ناريًا أشعل به الجدل حول مستقبل الأسطورة كريستيانو رونالدو، حيث أشار إلى أن الهدف رقم 1000 في مسيرة الدون لن يكون مجرد رقم قياسي، بل قد يكون لحظة تاريخية يتمنى حراس المرمى أن يكونوا جزءًا منها.
وقال مولينستين: “هل يمكنك تخيل أنك حارس المرمى؟ سترغب في أن يدخل الهدف مرماك، أليس كذلك؟ لأنك ستُذكر كالحارس الذي استقبل الهدف الألف لكريستيانو”.
هذا التصريح المثير لم يفتح الباب أمام تخيل المشهد التاريخي فحسب، بل عزز نظرية تكتسب زخمًا يومًا بعد يوم: أن “الطلقة رقم 1000” لن تكون مجرد احتفال، بل ستكون هي لحظة الوداع الأسطورية التي يسدل بها رونالدو الستار على مسيرته.
لأربعة أسباب منطقية، يبدو هذا السيناريو هو الأكثر ترجيحًا.
أولًا: خاتمة سينمائية تليق بالأسطورة
يسعى كل بطل عظيم إلى كتابة نهاية مسيرته بنفسه، ورونالدو ليس استثناءً. الاعتزال بعد تحقيق رقم أسطوري لم يصل إليه أي لاعب في التاريخ هو الخاتمة السينمائية المثالية التي تليق بمسيرة استثنائية.
إنها لحظة “إلقاء الميكروفون” التي سيترك فيها المسرح وهو في قمة مجده التاريخي، بدلاً من الدخول في مرحلة التراجع البطيء التي تفرضها طبيعة العمر وتجبر العديد من الأساطير على نهايات باهتة. سيُذكر رونالدو دائمًا بأنه الرجل الذي وصل للقمة ثم قرر أن هذا هو المشهد الأخير، تاركًا العالم بأسره في حالة من الإعجاب والذهول، وهي الصورة التي لطالما حرص على بنائها.
ثانيًا: آخر جبل يمكن تسلقه
قضى رونالدو مسيرته في تحطيم الأرقام القياسية: الهداف التاريخي لدوري أبطال أوروبا، الهداف التاريخي للمنتخبات، وغيرهما من الإنجازات التي لا تحصى.
الهدف رقم 1000 هو بمثابة “الجبل الأخير” في سلسلة التحديات الفردية، وهو الإنجاز الأكثر صعوبة ورمزية. بمجرد تحقيقه، لن يتبقى هناك دافع شخصي كبير آخر يدفعه للاستمرار بالشغف القاتل ذاته.
سيكون أكمل كل مهماته الفردية في كرة القدم، والوصول لهذا الرقم سيكون بمثابة إعلان شخصي منه بأنه أنجز كل ما يمكن للاعب أن يحلم بإنجازه.
ثالثًا: إدراك حدود الجسد والاعتزال في القمة
وصول لاعب يبلغ من العمر 40 عامًا إلى هذا الرقم المذهل هو في حد ذاته شهادة على انضباطه الخارق وقدرته على تحدي الزمن. لكن هذا السعي يتطلب مجهودًا بدنيًا وذهنيًا جبارًا.
سيكون تحقيق الهدف الألف بمثابة إعلان رمزي من رونالدو بأنه وصل إلى الحدود القصوى لما يمكن لجسده أن يقدمه. الاعتزال في هذه اللحظة سيكون قرارًا ذكيًا واستراتيجيًا، يسبق به مرحلة التراجع الحتمي، ويحافظ على صورته الخارقة في أذهان الجماهير. إنه اعتزال بشروطه، وليس بشروط جسده.
رابعًا: نهاية الدافع بعد المونديال الأخير
من المرجح أن تكون بطولة كأس العالم 2026 هي المحطة الدولية الكبرى الأخيرة في مسيرة رونالدو. سواء نجح في الفوز باللقب أم لا، فإن دافعه الدولي سيصل إلى نهايته الطبيعية بعد هذه البطولة.
الحلم الأكبر لبلاده سيكون انتهى، ودورة أربع السنوات القادمة تبدو بعيدة المنال. تزامن تحقيق الهدف الألف مع نهاية مسيرته الدولية سيخلق حالة من الإشباع الكامل، حيث يكون أغلق ملف النادي والمنتخب في توقيت متزامن؛ ما يجعل قرار الاعتزال منطقيًا وطبيعيًا بعد أن يكون قدم كل شيء ممكن لكرة القدم.
نقلاً عن: إرم نيوز