مدحت باشا.. سوق دمشق الذي يحتفظ بروح الأجداد وتراث المدينة (صور)

مدحت باشا.. سوق دمشق الذي يحتفظ بروح الأجداد وتراث المدينة (صور)

بشكل مواز لسوق الحميدية والحريقة، يمتد سوق مدحت باشا في الشارع الطويل، الواصل إلى الباب الشرقي، وتتفرع منه أسواق جانبية باختصاصات مختلفة، تزينها أقواس وقناطر أثرية وخانات، تجمع بين متعة التسوق ومشاهدة الأماكن القديمة.

ويعود إنشاء سوق مدحت باشا، إلى عام 1878، ويخترق المدينة القديمة، من باب الجابية، الذي دخل منه ابن الجراح إلى دمشق، ويوصِل إلى شرقي المدينة، عند الباب الذي دخل منه خالد بن الوليد، حيث يجمع السوق وتفرعاته، فترات مختلفة من التاريخ الإسلامي والقديم.

ويمتاز السوق بالأرضيات الحجرية والسقف المقبب لمسافة طويلة منه، إضافة إلى الأبواب الخشبية للمحلات، المستوحاة من التراث، حيث يختص القسم الأول من السوق، ببيع الأقمشة والألبسة والبياضات بأنواعها، ثم يختص القسم الثاني، بالأعشاب الطبية والبذوريات، ويكثر فيه العطارون وباعة الصابون والروائح الطيبة.

سوق مدحت باشا

لا يتفاجأ الزائر، بتزاحم الناس عند خبراء الأعشاب المشهورين، وهم يطلبون خلطات خاصة بعلاج الجهاز الهضمي والمناعة والبشرة، فالخبرات في هذه المحلات متوارثة عبر الأجيال، وما على الزبون سوى وصف الحالة التي يعاني منها، حتى ينصحه صاحب المحل بالوصفة التي تفيده وتعطيه الوقاية والعلاج.

وتتفرع من السوق، أسواق ضيقة طويلة، ذات تفرعات جانبية إضافية، تلتف حول المنطقة القديمة الممتدة من القلعة وسوق الحميدية، إلى باب الجابية وباب الصغير، تختص ببيع المصنوعات الشامية، من الأنسجة والمطرزات وأغطية الأسرة المزركشة و”البساطات” القديمة المصنوعة يدويًّا من الصوف.

ورائحة التاريخ القديم، تحضر في جميع مفاصل السوق، حيث المساجد الأثرية القديمة، وبجانبها الخانات والقصور، مثل مكتب عنبر، الذي يقدم نموذجًا معماريًّا رائعًا عن فن البناء الدمشقي، كما يتفرع منه، الشارع الموصل إلى سوق البذورية المختص ببيع البهارات والحلويات الشامية التراثية.

كما يعبر طريق السوق، في الجزء المكشوف منه، بالقرب من كنيسة حنانيا العريقة، ومئذنة الشحم، والمصلبة، وتلة السماكة، وجميعها أماكن تاريخية، يحكي كل منها قصة تنتمي إلى عصر وثقافة معينة.

سوق مدحت باشا

وتتجاور في سوق مدحت باشا، معالم التراث مع الحداثة معًا. وكلما تقدم الزائر في السوق، اختلفت أنواع المعروضات وتنوعت، بين مشغولات تركز على الجانب الفني، مثل: النحاسيات، والموزاييك، والعباءات المذهبة، والأقمشة الحريرية الشرقية التي تشتهر بها دمشق.

ويضيف سوق مدحت باشا، لونًا مختلفًا لأسواق دمشق الشهيرة، مثل: الحميدية والحريقة، بسبب ميله للتراث أكثر من الحداثة، فهو غني بالأبنية الأثرية، التي جعلته يميل لبضاعة التراث أكثر من المواد العصرية.

سوق مدحت باشا

ولا تكتمل متعة زائر دمشق، من دون المرور المطول في سوق مدحت باشا، ذلك المكان الواصل بين غرب المدينة وشرقها، يعتبر جسرًا يصل بين حضارات وثقافات متنوعة، حيث في كل مفرق وعند كل زاوية، قصة أو حدث، يقتفي أثره عشاق المدن القديمة، بحثًا عن رائحة الأجداد.

 

 

 

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف