تيك توك أوراكل تتولى تأمين خوارزمية جديدة للتطبيق في أميركا

تيك توك أوراكل تتولى تأمين خوارزمية جديدة للتطبيق في أميركا

تتولى شركة “أوراكل” الأميركية، توفير الحماية والمساعدة في الإشراف على إعادة إنشاء نسخة أميركية جديدة من خوارزمية تطبيق “تيك توك”، في إطار صفقة يجري الإعداد لها لبيع عمليات التطبيق المملوك للصين في الولايات المتحدة، إلى ائتلاف من المستثمرين الأميركيين، حسبما ذكر مسؤول رفيع في البيت الأبيض لـ”بلومبرغ”.

وقال المسؤول، الاثنين، إن الترتيب المقترح يهدف إلى ضمان سيطرة المشترين الأميركيين على برنامج اقتراح المحتوى الخاص بـ”تيك توك” في الولايات المتحدة، عقب تخلي الشركة الأم الصينية “بايت دانس” عن حصتها.

وأوضح المسؤول، أن مالكي “تيك توك” في الولايات المتحدة، سيستأجرون نسخة من الخوارزمية من “بايت دانس”، على أن يُعاد تدريبها “من الصفر” تحت إشراف “أوراكل”.

وأضاف أن بيانات المستخدمين الأميركيين، ستُخزن في سحابة بيانات آمنة تديرها “أوراكل”، مع فرض ضوابط تضمن منع الوصول إليها من خصوم أجانب، بما في ذلك الصين.

وأكد المسؤول أن “بايت دانس”، ومقرها بكين، لن يكون لها أي وصول إلى معلومات مشتركي “تيك توك” في الولايات المتحدة، كما لن تملك أي سيطرة على الخوارزمية هناك.

ومن شأن هذا الترتيب أن يسمح لـ”أوراكل” بمتابعة آلية عمل الخوارزمية، بينما يتولى الكيان الأميركي الجديد لـ”تيك توك” تشغيلها والتحكم بها، بحسب المسؤول، الذي قلل من شأن تعقيد خوارزمية اقتراح المحتوى الخاصة بـ”تيك توك”، رغم أنها تحديداً تمثل منذ فترة طويلة العامل الأكثر تعقيداً أمام إبرام أي صفقة.

وينص القانون الأميركي، الذي يفرض بيع “تيك توك”، على منع “بايت دانس” من لعب أي دور في تشغيل التطبيق الأميركي الجديد، بما في ذلك على مستوى البرمجيات، في حين يحظر القانون الصيني تصدير مثل هذه التقنيات الحساسة.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان المشرعون الذين أيدوا عملية التخارج الصينية، سيقبلون بخطة الخوارزمية، وما إذا كان النهج القائم على فصل “تيك توك” كلياً عن “بايت دانس” قابلاً للتنفيذ من الناحية التقنية.

وواجهت محاولات “أوراكل” السابقة لتأمين بيانات مستخدمي “تيك توك” في الولايات المتحدة، ضمن الشراكة المعروفة باسم “مشروع تكساس” ثغرات، وهو ما كان أحد الأسباب وراء عدم حصولها على موافقة رسمية من الجهات التنظيمية الأميركية، وعدم اعتمادها كحل.

شراكة مع الحكومة الأميركية

وقال المسؤول في البيت الأبيض لـ”بلومبرغ”، إن “أوراكل” ستعمل هذه المرة، بموجب الصفقة، بالشراكة مع الحكومة الأميركية في مجموعة واسعة من القضايا تشمل إعادة تدريب الخوارزمية، وتطوير التطبيق، ومراجعة الشيفرة المصدرية. 

لكنه أضاف أنه لم يتضح بعد الدور الذي قد تضطلع به الحكومة في الإشراف على التطبيق وخوارزميته وبيانات المستخدمين.

وأوضح المسؤول، أن جزءاً من دور “أوراكل” في الإشراف على الخوارزمية الأميركية يتمثل في “ضمان منع أي تلاعب غير مشروع”، دون أن يقدم مزيداً من التفاصيل.

وجاءت هذه المعلومات حول الضوابط الأمنية بينما يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإقرار خطة طال انتظارها لبيع منصة المقاطع المصورة الشهيرة إلى ائتلاف من المشترين الأميركيين.

وذكرت “بلومبرغ” أن إتمام الصفقة من شأنه أن يساعد ترمب على الوفاء بتعهد انتخابي، وفي الوقت نفسه، إزالة نقطة خلاف في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، بينما يسعى أكبر اقتصادين في العالم إلى تخفيف التوترات بشأن الرسوم الجمركية وضوابط التصدير.

وقال المسؤول في البيت الأبيض، إن ترمب يعتزم توقيع أمر تنفيذي هذا الأسبوع لإضفاء طابع رسمي على موافقته على الصفقة، مضيفاً أن عدداً من المراجعات التنظيمية لا يزال يتعين اجتيازها من كلا الجانبين.

مع ذلك، عبر ترمب الأسبوع الماضي، عن ثقته في أن جميع الأطراف متفقة على المضي قدماً. وقال للصحافيين، الجمعة، بعد ساعات من اتصاله بنظيره الصيني شي جين بينج: “أجريت مكالمة رائعة مع الرئيس شي، وكما تعلمون، فقد وافقت على صفقة تيك توك، ونحن في طور إنجازها. نتطلع إلى إتمام هذه الصفقة”.

وفي حين أشار ترمب إلى أن شي أبدى موافقته، امتنعت وزارة الخارجية الصينية في بيان، الجمعة، عن تقديم تأييد كامل للصفقة.

وقالت الوزارة: “الحكومة الصينية تحترم رغبات الشركة المعنية، وستكون سعيدة برؤية مفاوضات تجارية مثمرة تتماشى مع قواعد السوق، وتفضي إلى حل يلتزم بالقوانين واللوائح الصينية ويراعي مصالح الطرفين”.

وقال المسؤول، إن توقيع الأمر التنفيذي، يمثل تأكيداً على أن الصفقة تلبي احتياجات الأمن القومي الأميركي، وأنها تشكل “تخارجاً لائقاً” بموجب القانون.

120 يوماً مهلة إضافية

وأضاف المسؤول أن الأمر التنفيذي سيمدد كذلك مهلة بيع “بايت دانس” لمدة 120 يوماً إضافياً من تاريخ التوقيع، لإتاحة مزيد من الوقت لإتمام الصفقة. وكان ترمب قد وقع الأسبوع الماضي أمراً بتمديد المهلة 90 يوماً حتى منتصف ديسمبر المقبل.

وقال المسؤول في البيت الأبيض، إن مجموعة المشترين لم تُحسم بشكل نهائي بعد، لكن بموجب الاتفاق ستؤول غالبية ملكية الكيان الأميركي الجديد إلى مستثمرين أميركيين، فيما ستتراجع حصة “بايت دانس” إلى أقل من 20%، امتثالاً للقانون الذي يفرض عليها التخلي عن السيطرة.

ولفت إلى أن 6 من أصل 7 مقاعد في مجلس إدارة “تيك توك” الأميركي، ستُخصص لمواطنين أميركيين، دون الكشف عن أسماء الأعضاء. أما “بايت دانس” فستحتفظ بالمقعد الأخير، لكنها ستُستبعد من لجنة الأمن التابعة للشركة الجديدة.

وطرح ترمب أيضاً فكرة حصول الولايات المتحدة على ما وصفه الأسبوع الماضي بـ”رسوم إضافية مقابل مجرد إتمام الصفقة”. لكن المسؤول أوضح أن تفاصيل هيكل هذه الرسوم، بما في ذلك النسبة التي قد تحصل عليها الحكومة، لم تُحسم بعد.

وأضاف المسؤول أن الكيان الأميركي الجديد، لن يضم أي عضو في مجلس الإدارة تختاره الحكومة الأميركية، كما أنها لن تمتلك أي حصة في المشروع.

وأفادت “بلومبرغ” في وقت سابق، بأن “أوراكل” تعد من بين المستثمرين في الائتلاف الذي يضم أيضاً شركة “أندريسن هورويتز” و”سلفر ليك مانجمنت” للاستثمار المباشر. ومن شأن إعادة تدريب الخوارزمية وتأمينها أن توسع أكثر العلاقة المربحة بين “أوراكل” و”تيك توك”.

وتقدم “أوراكل” خدمات الحوسبة السحابية للتطبيق، وتستضيف بيانات المستخدمين في الولايات المتحدة ودول أخرى، في إطار شراكة “مشروع تكساس” التي تُقدر بمليارات الدولارات.

وتستهدف الخطط الخاصة بحماية برنامج اقتراح المحتوى وبيانات المستخدمين الأميركيين معالجة المخاوف الأمنية التي يشترك فيها العديد من الجمهوريين والديمقراطيين في الكونجرس، الذين أقروا قانوناً يُلزم “بايت دانس” بالتخارج أو مواجهة حظر التطبيق في الولايات المتحدة.

ويقول هؤلاء المشرعون أن الصين قد تضغط على “بايت دانس” لمشاركة بيانات المستخدمين أو استخدام التطبيق في نشر الدعاية، وهي مزاعم نفتها الشركة والسلطات في بكين مراراً.

نقلاً عن: الشرق

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف