
أعلنت شركتا “إنفيديا” و”OpenAI” عن شراكة استراتيجية بقيمة 100 مليار دولار، تهدف إلى بناء بنية تحتية ضخمة من مراكز البيانات، لدعم الجيل القادم من نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وتخطط الشركتان لنشر ما لا يقل عن 10 جيجاواط من مراكز البيانات، في خطوة تهدف إلى تمهيد الطريق نحو بناء ذكاء اصطناعي فائق.
وتُعد “إنفيديا” رائدة في مجال معالجات الرسوميات وأنظمة الذكاء الاصطناعي، في حين تتخصص “OpenAI” في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وتتضمن الاتفاقية استثمارات ضخمة من جانب “إنفيديا”، حيث تعتزم الشركة ضخ ما يصل إلى 100 مليار دولار في “OpenAI”، يتم الإفراج عنها تدريجيًا مع نشر كل جيجاواط جديد من مراكز البيانات. ويُتوقع أن يبدأ تنفيذ المرحلة الأولى، بقدرة جيجاواط واحد، في النصف الثاني من عام 2026.
مراكز بيانات ضخمة
ويقاس حجم مراكز البيانات العملاقة أحيانًا بكمية الطاقة الكهربائية التي تستهلكها عند التشغيل الكامل. فعندما تقول “إنفيديا” و”OpenAI” قدرة 10 جيجاواط، فهي تشير إلى حجم ضخم من البنية التحتية، أي مراكز بيانات تحتوي على ملايين وحدات المعالجة الرسومية، قادرة على تنفيذ تريليونات العمليات الحسابية في الثانية لتدريب وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي، وربما الوصول إلى الذكاء الاصطناعي الفائق.
وتحتاج مراكز البيانات هذه إلى كمية هائلة من الكهرباء لتشغيلها تقاس بالجيجاواط. مع العلم أن مدينة متوسطة من مليون نسمة تحتاج 1 جيجاواط لتشغيلها. إذن، 10 جيجاواط من مراكز البيانات تعادل استهلاك طاقة ضخم يعادل كهرباء تكفي لتشغيل 10 مدن متوسطة في الوقت نفسه.
عقد من التعاون
ومنذ تأسيس “OpenAI” في عام 2015، جمعتها علاقة وثيقة بـ”إنفيديا”، حيث اعتمدت على معالجاتها المتقدمة في تدريب النماذج الأولى، وصولًا إلى الإنجاز الكبير بإطلاق “ChatGPT” الذي غيّر ملامح الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.
وأكد جنسن هوانغ، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ”إنفيديا”، أن هذه الشراكة تمثل قفزة جديدة في مسيرة التعاون بين الطرفين، قائلاً: “لقد دفعنا بعضنا البعض خلال العقد الماضي من أول حاسوب فائق DGX وصولًا إلى إنجاز ChatGPT. واليوم، يمثل نشر 10 جيجاواط من القدرة الحاسوبية خطوة هائلة نحو عصر جديد من الذكاء”.
أما سام ألتمان، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لـ”أوبن إيه آي”، فقال: “كل شيء يبدأ من القدرة الحاسوبية. فبنية الحوسبة ستكون أساس اقتصاد المستقبل، وسنستفيد مما نبنيه مع إنفيديا لابتكار إنجازات جديدة في الذكاء الاصطناعي وتمكين الأفراد والشركات على نطاق واسع”.
كما أشار غريغ بروكمان، الرئيس المشارك في تأسيس “OpenAI” ورئيسها الحالي، إلى أن التعاون مع “إنفيديا” امتد منذ البدايات، وأضاف: “اعتمدنا على منصات إنفيديا لبناء أنظمة يستخدمها مئات الملايين يوميًا. ونشر 10 جيجاواط إضافية من القدرة الحاسوبية مع إنفيديا سيتيح لنا دفع حدود الذكاء الاصطناعي إلى آفاق جديدة ونشر فوائده على الجميع.”

بنية تحتية عالمية
وبموجب الاتفاق، ستكون “إنفيديا” الشريك الاستراتيجي المفضل لـ”OpenAI” في مجال الحوسبة والشبكات، حيث سيعمل الطرفان على مواءمة خرائط الطريق الخاصة بهما، سواء على صعيد تطوير النماذج والبنية التحتية البرمجية لدى “OpenAI”، أم على مستوى العتاد والبرمجيات لدى إنفيديا.
كما يأتي هذا التعاون ليتكامل مع شبكة أوسع من الشراكات التي تجمع “OpenAI” مع شركات عالمية مثل “مايكروسوفت” و”أوراكل” و”سوفت بنك” ومجموعة شركاء مشروع “Stargate”، بهدف بناء أكثر ذكاء اصطناعي تقدمًا على مستوى العالم.
فصل جديد
وشهدت “OpenAI” خلال السنوات الماضية نموًا متسارعًا، إذ وصل عدد مستخدميها النشطين أسبوعيًا إلى أكثر من 700 مليون مستخدم، مع تبنٍّ واسع لتقنياتها من قبل المؤسسات العالمية والشركات الصغيرة والمطورين المستقلين.
وتؤكد الشركة أن هذه الشراكة ستساعدها على المضي قدمًا في مهمتها المعلنة وهي بناء ذكاء اصطناعي عام (AGI) يعود بالنفع على البشرية جمعاء.
ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن التفاصيل النهائية لهذه الشراكة خلال الأسابيع المقبلة، لتفتح فصلًا جديدًا في تاريخ صناعة الذكاء الاصطناعي، حيث يُتوقع أن يشكل نشر 10 جيجاواط من القدرة الحاسوبية قفزة نوعية غير مسبوقة على مستوى العالم.
نقلاً عن: إرم نيوز