صعيد مصر يدخل عصر الميجا بروجكتس.. من المستفيد؟

صعيد مصر يدخل عصر الميجا بروجكتس.. من المستفيد؟

في السنوات الأخيرة، لم يعد صعيد مصر مجرد منطقة بعيدة عن دوائر الاستثمار الكبرى، بل تحوّل إلى ساحة مفتوحة أمام مشاريع ضخمة تحمل ملامح “الميجا بروجكتس”. من محطات طاقة ومناطق صناعية إلى بنية تحتية ومراكز لوجستية، تتغير خريطة الجنوب بسرعة غير مسبوقة، لتفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية: من المستفيد الحقيقي من هذا التحول؟ وهل تنعكس هذه المشروعات على حياة المواطنين بشكل مباشر، أم تظل مكاسبها حبيسة الأرقام والبيانات الرسمية؟

يشهد صعيد مصر طفرة غير مسبوقة في حجم ونوعية المشروعات القومية، حيث تتحول مدن ومحافظات الجنوب إلى مركز استثماري وتنموي يضعها على خريطة الاقتصاد العالمي. المشروعات الجديدة لا تقتصر على تحسين البنية التحتية فحسب، بل تمتد لتشمل الطاقة المتجددة، النقل الحديث، والتنمية الصناعية، بما يفتح آفاقًا جديدة للتنمية المستدامة.

1- محطة “أوبليكس” للطاقة الشمسية
تعد من أحدث محطات توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في صعيد مصر، وتأتي امتدادًا لتجربة “بنبان” الشهيرة في أسوان. المحطة تمثل نقلة في استخدام تقنيات متطورة لتوليد الكهرباء النظيفة، بما يسهم في تعزيز حصة مصر من الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، فضلًا عن توفير فرص عمل لأبناء المنطقة.

2- مشروع رياح الخماسين
يُعد من أضخم مشروعات طاقة الرياح في المنطقة، إذ يتم تنفيذه في محافظة المنيا بقدرات توليد عالية تتماشى مع خطط مصر للتحول الأخضر. المشروع يستغل الطبيعة الجغرافية والمناخية لصعيد مصر، حيث الرياح القوية والمستقرة، ليكون ركيزة أساسية لإمداد الشبكة القومية بالكهرباء النظيفة وجذب استثمارات جديدة في قطاع الطاقة.

3- شبكة القطار الكهربائي السريع
يمثل مشروع القطار الكهربائي السريع “العين السخنة – مرسى مطروح – أسوان” أحد أهم المشروعات التي تعيد رسم خريطة النقل في مصر. ويمتد الجزء الأكبر منه عبر مدن ومحافظات الصعيد، ليختصر زمن الرحلات بشكل غير مسبوق، ويربط الجنوب بالموانئ والمدن الصناعية في الشمال. هذا المشروع لا يحقق فقط نقلة نوعية في خدمات النقل، بل يعزز حركة التجارة والسياحة الداخلية، ويرفع من قيمة الأراضي على طول مساره.

الخلاصة

تلك المشروعات مجتمعة تؤكد أن صعيد مصر لم يعد على هامش خطط التنمية، بل أصبح محورًا رئيسيًا في الاستراتيجية القومية للتحول الاقتصادي. وبينما تتباين المكاسب المباشرة بين توفير الطاقة وفرص العمل وتطوير البنية التحتية، تبقى الفائدة الكبرى في تغيير الصورة الذهنية للصعيد وتحويله إلى بيئة جاذبة للاستثمار.

نقلاً عن: تحيا مصر

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف