
لم يكن تألق الفنانة المصرية أنغام في الحفل الغنائي المرتقب الذي أحيته مساء أمس الثلاثاء على خشبة مسرح “ألبرت هول” الملكي ذو الشهرة العالمية بلندن، هو الأول من نوعه كحدث فريد ونادر في تاريخ الغناء العربي، فقد سبقها آخرون للوقوف على خشبته أبرزهم العندليب عبد الحليم حافظ العام 1968.
وما إن ظهرت أنغام على المسرح حتى دوّى التصفيق في القاعة، لتفتتح الحفل بأغنيتها الشهيرة “كل ما نقرب لبعض” وترد على تحية الجمهور بكلمات مؤثرة قائلة: “الحمد لله فعلاً بجد.. أنا شوفت السلامة وشوفت الحب وشوفت الدعم منكم، شكرًا على حضوركم ودعمكم في كل لحظة”.
وحمل الحفل بعدًا رمزيًا، كونه الظهور العلني الأول لأنغام بعد أزمة صحية اضطرتها للقيام برحلة علاج طويلة نسبيًا في ألمانيا، وسط أنباء مقلقة عن حالتها وخضوعها لجراحة دقيقة.
ويعد عبد الحليم حافظ أول فنان مصري وعربي يقف على هذا المسرح العريق العام 1968، في حفل امتد لأكثر من 3 ساعات متواصلة، تبرع العندليب بأرباحه لدعم “المجهود الحربي” في مصر آنذاك.
كما شهد المسرح نفسه حفل تكريم للموسيقار محمد عبد الوهاب بحضور عدد من الشخصيات الثقافية والفنية البارزة العام 1988، حيث غنى الفنان محمد ثروت عدة مختارات من أعمال “موسيقار الأجيال”، فيما قدمت الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي حفلًا لا يُنسى العام 1995 رفع لافتة “كامل العدد”، إذ بيعت جميع التذاكر بالكامل.
وفي العام 1997، استقبل المسرح الأشهر حفلًا جمع بين الفنان العراقي كاظم الساهر والفنانة التونسية لطيفة، حيث قدما دويتو “إنسان” من كلمات الشاعر نزار قباني، في حدث نادر حضرته الأميرة “آن” ابنة ملكة بريطانيا الراحلة “إليزابيث الثانية”.
ويُعد مسرح “رويال ألبرت هول” أحد أعرق المسارح العالمية ورمزًا ثقافيًا وفنيًا في بريطانيا، وهو معروف بتاريخه العريق في استضافة ألمع النجوم والأحداث التاريخية، فضلًا عن تصميمه المعماري المذهل الذي استُوحِي من المدرجات الرومانية، بالإضافة إلى دوره في دعم الفنون والعلوم وتقديم الفعاليات المجتمعية والتعليمية.
افتُتِح العام 1871 على يد الملكة فيكتوريا، ومنذ ذلك الحين أصبح معلمًا رئيسيًا وشاهدًا على العديد من اللحظات المؤثرة، مثل الخطابات الملهمة للسير ونستون تشرشل، وكذلك مناقشات مهمة لحقوق المرأة، فضلًا عن عرض الكثير من الأفلام الشهيرة؛ ما أضفى عليه بعدًا تاريخيًا عميقًا.
نقلاً عن: إرم نيوز