صعود طفيف للعقود الأميركية والأسهم الآسيوية مع عودة الزخم الحذر

سجلت العقود الآجلة للمؤشرات الأميركية ارتفاعاً طفيفاً في التعاملات الآسيوية، بعد يومين من التراجع في “وول ستريت” نتيجة بوادر تباطؤ في الزخم الصاعد المدفوع بالذكاء الاصطناعي.
صعدت عقود مؤشري “إس آند بي 500″ و”ناسداك 100” بنسبة 0.2%، في إشارة إلى احتمال استئناف المكاسب بعد توقف مؤقت. أما الأسهم الآسيوية فسجلت بدورها ارتفاعاً محدوداً بنفس النسبة، فيما ارتفعت أسهم هونغ كونغ مع عودة المدينة إلى نشاطها الطبيعي بعد إعصار “راجاسا” العنيف.
في أسواق السلع، استقر النحاس بالقرب من أعلى مستوى له منذ أكثر من عام، بعد إعلان “فريبورت-ماكموران” حالة القوة القاهرة بشأن الإمدادات المتعاقد عليها من منجم “غراسبرغ” في إندونيسيا.
في المقابل، تراجع سعر الدولار أمام جميع عملات مجموعة العشر، وانخفضت أسعار النفط بعد قفزتها الأكبر منذ يوليو، فيما ارتفعت أسعار سندات الخزانة الأميركية بشكل طفيف، مع انخفاض العائد على السندات لأجل 10 سنوات نقطة أساس واحدة إلى 4.13%.
وفي اليابان، شهدت مزادات السندات الحكومية لأجل 40 عاماً طلباً يفوق متوسط العام الماضي، ما ساهم في تهدئة المخاوف بشأن شهية السوق للديون فائقة الأجل، رغم حالة عدم اليقين السياسي مع اقتراب انتخابات قيادة الحزب الحاكم المقررة في 4 أكتوبر.
لمتابعة أداء السندات اضغط هنا
الزخم تحت الاختبار
شهدت الأسهم العالمية اندفاعاً نحو شركات الذكاء الاصطناعي مثل “إنفيديا” و”علي بابا”، في ظل ضخ استثمارات ضخمة في القطاع، وهو ما غذّى مكاسب الأسهم الأميركية والصينية هذا العام. لكن هذا الزخم يواجه اختباراً جديداً مع صدور بيانات الإنفاق الشخصي في الولايات المتحدة يوم الجمعة، والتي تشكل مقياساً مفضلاً للاحتياطي الفيدرالي لمتابعة التضخم.
وتوقع المحللون أن يُظهر التقرير ارتفاع مؤشر الإنفاق الشخصي الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة) بنسبة 0.2% في أغسطس مقارنة بـ0.3% في يوليو، على أن يستقر المعدل السنوي عند 2.9%، ما قد يوفر للمركزي الأميركي هامشاً للتحرك في ظل تباطؤ سوق العمل.
هل انتهى الفيدرالي من خفض الفائدة لهذا العام؟
حذر من الفيدرالي ومخاطر سياسية
قالت رئيسة “الفيدرالي” في سان فرانسيسكو، ماري دالي، إن تخفيضات إضافية في أسعار الفائدة قد تكون ضرورية، لكنها شددت على أهمية التريث والحذر. وجاءت تعليقاتها بالتزامن مع تصريحات أكثر تحفظاً من رئيس البنك جيروم باول، ما ساهم في تهدئة الزخم الصعودي في الأسواق.
وكتب كايل رودا، كبير المحللين في “كابيتال دوت كوم” في ملبورن: “اللغة المتزنة من مسؤولي الفيدرالي هذا الأسبوع، خاصة باول، سحبت الزخم من موجة الصعود التي طال انتظار تصحيحها”.
كما تلقت الأسواق إشارات سلبية من الجبهة التجارية، مع إعلان الإدارة الأميركية فتح تحقيقات في واردات الروبوتات والمعدات الصناعية والأجهزة الطبية، ما أثار تكهنات بإمكانية توسيع ترامب لنظام التعريفات الجمركية.
من جهة أخرى، حذر رئيس وزراء كوريا الجنوبية من أن مشاريع الاستثمار الكبرى في الولايات المتحدة قد تتعثر ما لم يتم حل مشاكل التأشيرات، داعياً واشنطن إلى طمأنة الكوريين القلقين من عمليات الاحتجاز.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج