openai تطلق خطة لبناء أضخم مجمعات للذكاء الاصطناعي في العالم

openai تطلق خطة لبناء أضخم مجمعات للذكاء الاصطناعي في العالم

طرحت شركة OpenAI، الثلاثاء، رؤيتها لتشييد شبكة ضخمة من مستودعات التخزين السحابي بتكلفة تريليون دولار في الولايات المتحدة وخارجها، كاشفة عن مجمع بحجم “سنترال بارك” في نيويورك، يقع على بُعد نحو 180 ميلاً غرب مدينة دالاس، حسبما نقلت “وول ستريت جورنال”.

وبعد يوم واحد من إعلان الشركة الناشئة عن صفقة بقيمة 100 مليار دولار مع “إنفيديا” ساعدت في إسكات المشككين في أوضاعها المالية، كشفت OpenAI أنها ستحتاج في نهاية المطاف إلى أكثر من 13 ضعف القدرة الحوسبية لموقعها الأول الناشئ الذي يجري تشييده وسط براري ولاية تكساس الأميركية.

وقالت “وول ستريت جورنال”، إن البناء في الموقع حول مساحات شاسعة من التربة الحمراء إلى ثمانية مراكز بيانات فائقة الحداثة توفر قدرة تشغيلية تقارب 900 ميجاوات.

ويعمل في المشروع أكثر من 6 آلاف عامل يومياً، بينهم كهربائيون وسباكون ولحامون، يتناوبون على ورديتين مدة كل منهما 10 ساعات، على مدار 7 أيام في الأسبوع. ومنذ الربيع، انتشرت أبراج رمادية لتوربينات الغاز في الأفق لتأمين مصادر احتياطية للطاقة.

واصطحب مسؤولو شركة “أوراكل” وOpenAI الصحافيين، الثلاثاء، في جولة بالموقع الممتد على مساحة 1100 فدان، واصفين إياه بأنه أكبر مجمع حوسبة فائقة للذكاء الاصطناعي في العالم.

وفي الخارج، كان العمال يرتدون كمامات واقية من الغبار ونظارات شمسية، ويتنقلون في عربات صغيرة هرباً من حرارة تجاوزت 100 درجة فهرنهايت. وقال أنوج ساهاران، أحد أعضاء فريق الحوسبة في OpenAI: “لم يكن هنا أي شيء قبل عام واحد فقط”.

وأعلنت OpenAI أيضاً، عن خمسة مواقع جديدة لمراكز بيانات في أنحاء الولايات المتحدة، ستُشيد بالشراكة مع “أوراكل” و”سوفت بنك”. وأوضحت أن هذه المرافق ستضيف ما يقارب 7 جيجاوات من القدرة التشغيلية، تكفي لتغطية احتياجات نحو 8 ملايين منزل.

“أبيلين”.. مجرد بداية

وأكد مسؤولو الشركة أن موقع “أبيلين” ليس سوى البداية، مشيرين إلى أنهم يتوقعون الحاجة إلى أكثر من 20 جيجاوات من القدرة الحوسبية لتلبية الطلب المتسارع على تطبيق ChatGPT، الذي يستخدمه حالياً أكثر من 700 مليون شخص أسبوعياً.

ويُتوقع أن تبلغ تكلفة كل جيجاوات من القدرة التشغيلية نحو 50 مليار دولار، ما يعني أن الشركة تمهد لاستثمارات في البنية التحتية لا تقل عن تريليون دولار.

وأوضح أحد مسؤوليها، أن الطلب قد يقترب في نهاية المطاف من 100 جيجاوات، أي ما يعادل خمسة تريليونات دولار، وهو ما يتجاوز الناتج المحلي الإجمالي السنوي لليابان أو ألمانيا.

وقال الرئيس التنفيذي لـ OpenAI سام ألتمان: “لا أعتقد أننا حددنا بعد الشكل النهائي لتمويل القدرات الحوسبية، لكنني أفترض، كما حدث في كثير من الثورات التكنولوجية الأخرى، أن التوصل إلى الصيغة المناسبة سيفتح المجال أمام قيمة هائلة تُقدم للمجتمع”.

وكشف إعلان، الثلاثاء، أن “سوفت بنك”، التي كانت تُعد سابقاً شريكاً رئيسياً محتملاً لتمويل OpenAI، قلصت طموحاتها في بناء مراكز البيانات، وهو ما كانت صحيفة “وول ستريت جورنال” ذكرته في يوليو الماضي.

ومن المخطط بناء ثلاثة مواقع جديدة، أحدها قرب أبيلين وآخر شمال إل باسو في ولاية نيو مكسيكو وثالث في موقع لم يُعلن عنه بعد في منطقة الغرب الأوسط، إلى جانب توسعة مجمع أبيلين، لتوفير قدرة إجمالية تصل إلى 5.5 جيجاوات، وذلك بالشراكة مع “أوراكل”.

كما سيُشيد موقعان أصغر، أحدهما في لوردستاون بولاية أوهايو والآخر قرب أوستن في تكساس، بالشراكة مع “سوفت بنك”، بطاقة إنتاجية تبلغ 1.5 جيجاوات خلال الأشهر الـ18 المقبلة.

ويُعد أول مركز بيانات مكتمل، الذي أُطلق عليه اسم “المبنى 1” (Building 1) والمطلي باللون الأبيض الناصع المتباين مع التربة الحمراء المحيطة، أكبر حجماً من متجرين من سلسلة “وولمارت سوبر سنتر”. ويمنح الدخول إليه شعوراً شبيهاً بالصعود إلى طائرة، وسط ضجيج مستمر للمراوح.

ترتيبات أمنية

وتملأ صفوف متراصة من رفوف الخوادم أرجاء المجمع، وكل منها يضم 72 شريحة من طراز إنفيديا GB200. وتُقدر تكلفة كل وحدة من هذه الشرائح بما يعادل ثمن الطراز الأساسي من سيارة “تسلا موديل 3″، وفق تقديرات بعض خبراء القطاع. ولا تفصح “إنفيديا” عن أسعار منتجاتها رسمياً، إذ تختلف بحسب مجموعة من العوامل.

ويُحظر إدخال الأجهزة الإلكترونية إلى داخل المنشأة، فيما تنطلق صفارات الإنذار إذا بقي باب القاعة التي تضم شرائح “إنفيديا” مفتوحاً لفترة طويلة. وطلبت “أوبن إيه آي” من “أوراكل” تركيب كاميرا على كل رف خوادم تحسباً لأي محاولة تجسس صناعي قد تنجح في التسلل إلى المنشأة.

وتمتد خطوط الألياف الضوئية (الفايبر) عبر مراكز البيانات وتحت الأرض، مما يتيح لشرائح الذكاء الاصطناعي، المعروفة بوحدات المعالجة الرسومية (GPUs)، التواصل مع بعضها البعض وإنجاز الطلبات بسرعة أكبر.

ويؤكد مؤيدو طفرة البنية التحتية أنها ستوفر مئات الآلاف من الوظائف وتنعش قطاع التصنيع الأميركي. وفي يناير الماضي، كشفت OpenAI في البيت الأبيض، إلى جانب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، عن مشروع مراكز بيانات بقيمة 500 مليار دولار تحت اسم “ستارجيت”، متعهدة بدعم “إعادة التصنيع” في الولايات المتحدة.

إلا أن الواقع يبدو أكثر تعقيداً، فمراكز البيانات توفر بالفعل أعداداً كبيرة من الوظائف المؤقتة خلال مرحلة البناء، لكنها لا تحتاج إلى سوى عدد محدود من العاملين بعد اكتمالها.

وقال رئيس بلدية أبيلين، ويلدون دبليو. هارت، إن السكان لديهم “مشاعر متباينة” تجاه الموقع واستهلاكه للطاقة والمياه، رغم أن بعض المخاوف تراجعت. وأوضح مسؤول في “أوراكل” أن الموقع سيوفر نحو 1700 وظيفة دائمة بعد انتهاء أعمال البناء.

ووصفت “وول ستريت جورنال” مجمع مراكز البيانات، بأنه “شبه غير مرئي” في أبيلين، موضحة أنه يقع على بُعد نحو 6 أميال من وسط المدينة.

ومع ذلك، رحب المسؤولون في تكساس بالمشروع، وسعوا إلى تشجيع بناء مراكز بيانات جديدة من قبل مختلف المستثمرين. وقال هارت، الثلاثاء: “نحن مدينة سكك حديدية… لدينا إرث غربي، لكننا منفتحون دائماً على التقدم”.

نقلاً عن: الشرق

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف