الأصول الناشئة تتهاوى وسط الرسوم الجديدة وغموض توقعات الفائدة

تراجعت أصول الأسواق الناشئة مع دخول جولة جديدة من الرسوم الجمركية الأميركية حيز التنفيذ، شملت فرض ضريبة بنسبة 100% على الأدوية ذات العلامات التجارية أو الحاصلة على براءات اختراع، ما انعكس سلباً على ثقة المستثمرين.

وفي الوقت نفسه، جاءت البيانات الاقتصادية الأميركية قوية بما يكفي لتزيد من ضبابية المشهد بشأن خفض أسعار الفائدة، الأمر الذي عزز قدرة الدولار على الاحتفاظ بمكاسبه.

انخفض مؤشر “إم إس سي آي للأسواق الناشئة” بنسبة 1% يوم الجمعة، في أكبر تراجع له منذ 20 أغسطس، فيما تراجع مؤشر يقيس عوائد عملات الدول النامية بنسبة 0.3%. كما هبط مؤشر بلومبرغ آسيا للأسواق الناشئة، الذي يتتبع أداء الشركات ذات القيمة السوقية الكبيرة والمتوسطة، بنسبة 1%.

اقرأ المزيد: الأسهم الآسيوية تتراجع ورسوم ترمب تربك شركات الأدوية

قال شير لي ليم، كبير استراتيجيي العملات الأجنبية والاقتصاد الكلي لدى “كونفيرا” (Convera)، إن قوة الدولار على نطاق واسع تضغط على أسهم الأسواق الناشئة، حيث تزيد الرسوم الجديدة التي فرضها الرئيس دونالد ترمب من تعقيد الأوضاع، خصوصاً بالنسبة للدول ذات الارتباط المباشر بالولايات المتحدة.

توقعات أسعار الفائدة

أضافت شير لي ليم أن البيانات الأميركية الأفضل من المتوقع، بما فيها طلبات السلع ونمو الناتج المحلي الإجمالي، أدت إلى “إعادة تقييم توقعات خفض أسعار الفائدة”، حيث أصبحت الأسواق أقل تفاؤلاً بشأن أي تخفيف وشيك في السياسة النقدية من قبل الاحتياطي الفيدرالية.

يتجه مؤشر “بلومبرغ للدولار الفوري” نحو تسجيل أفضل أداء أسبوعي له منذ مطلع أغسطس، في وقت أوضح ناكا ماتسوزاوا، الاستراتيجي لدى بنك “نومورا” (Nomura)، أن توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية لعام 2026 تراجعت إلى 60 نقطة أساس فقط.

وكتب قائلاً: “عادة ما يظهر شعور انتهاء دورة خفض أسعار الفائدة عندما ينخفض هذا المعدل إلى ما دون 50 نقطة أساس”.

هل انتهى الفيدرالي من خفض الفائدة لهذا العام؟.. التفاصيل هنا.

في الوقت نفسه، انهارت أسهم شركات الرعاية الصحية الآسيوية في أستراليا وكوريا الجنوبية واليابان والهند عقب الجولة الأخيرة من الرسوم الجمركية.

التداعيات في آسيا

في أنحاء آسيا، برزت سنغافورة كأكثر الدول عرضة لتأثير الرسوم الجمركية الأميركية، إذ إن 40% من صادراتها إلى الولايات المتحدة تحظى حالياً بإعفاءات في قطاع الأدوية، بحسب ما ذكر مايكل وان، كبير محللي العملات في “إم يو إف جي بنك” (MUFG Bank).

على صعيد العملات الآسيوية الناشئة، واصل البيزو الفلبيني خسائره بعدما تسببت مزاعم فساد في مشروعات حكومية في أكبر انخفاض له خلال شهرين يوم الخميس. وأعلنت السلطات وقف تداول العملات اعتباراً من بعد ظهر الجمعة، مع تعليق أعمال معظم الهيئات الحكومية جراء إعصار “بوالوي” المداري العنيف الذي تسبب في إغلاق المكاتب.

تراجع البات التايلندي بعدما صرح وزير بأن صعود العملة مقابل الدولار يضر بصادرات البلاد.