4 مستفيدين من ورطة النصر والاتحاد الكبرى

أسفرت قرعة دور الستة عشر من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين عن مواجهة نارية مبكرة، صُنفت بأنها “نهائي قبل الأوان”، حيث وضعت الاتحاد في مواجهة غريمه النصر في صدام عملاق.
وبينما حبس جمهور الفريقين أنفاسه استعدادًا لمعركة كسر العظام التي ستُطيح بأحدهما خارج البطولة مبكرًا، كانت هناك أندية أخرى تتابع المشهد بابتسامة عريضة، مدركة أن هذه “الورطة الكبرى” تفتح أمامها أبوابًا كانت شبه موصدة نحو تحقيق اللقب الغالي.
الأهلي.. فرصة ذهبية لاستعادة الأمجاد
يأتي النادي الأهلي على رأس قائمة المستفيدين بشكل مباشر من هذا الصدام، “الراقي” الذي يسعى بكل قوة للعودة إلى منصات التتويج المحلية بعد السوبر واستعادة مكانته التاريخية كبطل دائم، وجد في هذه القرعة خدمة جليلة.

خروج أحد أقطاب الكرة السعودية، النصر أو الاتحاد، يعني ببساطة إزاحة منافس يمتلك نفس القوة الشرائية والجماهيرية والزخم الإعلامي من طريقه. الطريق نحو الكأس أصبح أقل وعورة بشكل ملحوظ، فبدلاً من الاستعداد لاحتمالية مواجهة عملاقين في الأدوار المتقدمة، أصبح، الآن، عليه التفكير في واحد منهما فقط على أقصى تقدير.
هذه الميزة ترفع من أسهم الأهلي بشكل كبير وتمنح لاعبيه وجهازه الفني دفعة معنوية هائلة، وتجعل حلم معانقة الذهب أقرب إلى الواقع.
الشباب والتعاون.. ضحكة على أنقاض العمالقة
على نفس القدر من التفاؤل، يراقب الشباب والتعاون الموقف. فكلا الناديين يمثلان طموحًا مختلفًا؛ “الليث الشبابي” يسعى دائمًا للعب دور البطولة وتأكيد حضوره بين الكبار، بينما أثبت التعاون أنه “الحصان الأسود” القادر على تحقيق المفاجآت وإحراج أي فريق.
بالنسبة لهما، إقصاء أحد المرشحين الأبرز للقب هو بمثابة إزالة عقبة كبيرة من طريقهما. لم يعد الطريق إلى النهائي مفروشًا بمواجهتين محتملتين مع النصر والاتحاد، وهذا التطور يفتح شهيتهما للمنافسة بقوة أكبر، ويجعل حلم الفوز بالكأس مشروعًا ومنطقيًا، وكأنهما يشاهدان اثنين من أكبر منافسيهما يقومان بتصفية بعضهما البعض نيابة عنهما.
القادسية.. الهدية المزدوجة
أما نادي القادسية، فينظر إلى الموقف من زاوية مختلفة وأكثر تركيبًا، ليجد نفسه أكبر الرابحين على الإطلاق. لا تقتصر استفادته على بطولة الكأس فحسب، بل تمتد لتشمل صراع المنافسة في دوري روشن السعودي. فالفريق الذي يلاحق ثنائي الصدارة، النصر والاتحاد، بفارق 7 نقاط، يرى في مواجهتهما المباشرة في الدوري فرصة لا تعوض لتقليص الفارق.

الصدام المرتقب بينهما في الكأس سيزيد من حالة الشحن والتوتر قبل لقائهما في الدوري، وقد يؤثر ذهنيًا على اللاعبين. وفي كلتا الحالتين، فإن أي تعثر لأي منهما أو كليهما بالتعادل في مواجهة الدوري يصب مباشرة في مصلحة القادسية.
إنها هدية مزدوجة؛ فبينما يقاتل العملاقان على جبهتين، يتقدم القادسية بهدوء، مستفيدًا من حرب استنزاف تشتعل بين منافسيه.
في النهاية، قد تكون قرعة الكأس قد أحبطت جماهير النصر والاتحاد، لكنها في المقابل أشعلت حماس أندية أخرى رأت في هذه “المعركة المبكرة” فرصة تاريخية لإعادة رسم خريطة المنافسة على أغلى الكؤوس.
نقلاً عن: إرم نيوز