اللقب لم يحسم.. ماذا يحتاج النصر للتتويج بالدوري السعودي؟

أربعة انتصارات متتالية للنصر، العلامة الكاملة بـ12 نقطة، صدارة مستحقة لجدول ترتيب دوري روشن السعودي، وفوز ثمين على الغريم المباشر الاتحاد في عقر داره.
تبدو كل المؤشرات مثالية في بداية موسم النصر، وتدفع جماهيره للتفاؤل بقدرة كتيبة النجوم بقيادة كريستيانو رونالدو والمدرب جورجي جيسوس على استعادة اللقب الغائب.
لكن تاريخ النصر في المواسم الأخيرة يروي قصة مختلفة؛ قصة البدايات الصاروخية التي سرعان ما تفقد زخمها في منتصف الطريق.
المشكلة لم تكن يومًا في حصد النقاط في الجولات الأولى، بل في الاستمرارية التي تحول فريقًا جيدًا إلى بطل متوج في نهاية المطاف.
فما الذي يحتاجه “العالمي” هذا الموسم ليكسر هذه الدائرة ويتجنب سيناريوهات الماضي المؤلمة؟
الاستمرارية الفنية.. عقلية جيسوس هي المفتاح
أول وأهم تحدٍ يواجه النصر هو الحفاظ على النسق التكتيكي العالي الذي يفرضه المدرب البرتغالي جورجي جيسوس.
أظهر الفريق أمام الاتحاد شخصية قوية وضغطًا عاليًا وتنظيمًا دفاعيًا مميزًا، وهي سمات قد تظهر في المباريات الكبرى لكنها تختفي أحيانًا أمام الفرق المتوسطة التي تتكتل دفاعيًا.
مهمة جيسوس ليست فقط الفوز في الكلاسيكوهات، بل إيجاد الحلول لفك شفرة هذه الفرق، وهو الأمر الذي عانى منه النصر كثيرًا في الماضي وأفقده نقاطًا سهلة كانت تكلفه اللقب، الاستمرارية تعني تطبيق العقلية نفسها، والحدة في كل مباراة، بغض النظر عن اسم المنافس.
عمق الدكة.. هل الأسماء الحالية كافية؟
يملك النصر تشكيلة أساسية مرعبة تعد من بين الأقوى في القارة، لكن الموسم طويل وشاق ويشمل منافسات متعددة مثل كأس الملك ودوري أبطال آسيا 2.
هنا يبرز دور دكة البدلاء. هل يملك النصر لاعبين بدلاء بجودة الأساسيين نفسها للحفاظ على المستوى في حال حدوث إصابات أو إيقافات أو حتى لإراحة النجوم الكبار؟.
قد تكون فترة الانتقالات الشتوية المقبلة فرصة حاسمة لتدعيم بعض المراكز، ربما في خط الوسط الدفاعي أو الأظهرة، لضمان وجود “خطة بديلة” فعالة تمنع أي اهتزاز في المستوى العام للفريق على مدار الموسم الطويل.
غرفة الملابس.. التحدي الأكبر لإدارة النجوم
عندما يجتمع هذا الكم من النجوم في فريق واحد، يصبح التحدي الأكبر هو إدارة الأجواء داخل غرفة الملابس.
الحفاظ على روح الفريق الواحد، وإدارة الغرور بين لاعبين اعتادوا أن يكونوا النجم الأول في فرقهم، هي مهمة لا تقل عن الجانب الفني.
أي شرخ داخلي أو أزمة غير معلنة قد تنسف استقرار الفريق بأكمله، دور القادة في الفريق، وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو بخبرته الهائلة، بالإضافة إلى حنكة المدرب جيسوس والإدارة، سيكون حاسمًا في إبقاء الجميع على قلب رجل واحد، وتركيزهم منصب على الهدف الأسمى وهو التتويج باللقب.
الخلاصة
البداية الحالية للنصر مبشرة للغاية، لكنها ليست ضمانًا للقب، الطريق نحو منصة التتويج لا يعتمد فقط على حصد النقاط، بل يتطلب استقرارًا فنيًا، وعمقًا استراتيجيًا في قائمة الفريق، والأهم من ذلك، غرفة ملابس صحية ومتحدة.
إذا نجح النصر في تحقيق هذه المعادلة الصعبة، فإنه لن يكرر أخطاء الماضي فحسب، بل سيصبح المرشح الأقوى والأجدر بحمل درع الدوري في نهاية الموسم.
نقلاً عن: إرم نيوز