“حي للبيع”.. ما قصة أكبر تجمع سكاني عشوائي في آسيا؟ (صور)

يستعد سكان حي دارافي في مومباي، أحد أكبر الأحياء العشوائية في آسيا، لمغادرته قبل أن تصل الجرافات لبدء مشروع تطوير ضخم يهدف إلى تحويل المنطقة إلى مجمع سكني حديث.
ووُضعت علامات حمراء على المنازل، بما فيها منزل بيبنكومار بادايا، البالغ من العمر 58 عاماً، وهو واحد من آلاف السكان الذين سيُجبرون على الرحيل. بحسب ما نشرت “فرانس برس”.
وقال بادايا: “وُلدت هنا، وأبي وُلد هنا، وجدّي كذلك.. لكن لا خيار أمامي سوى المغادرة”.
ويمثل حي دارافي، الذي يغطي مساحة 240 هكتاراً، ويضم نحو مليون نسمة، قلب النشاط غير الرسمي في بومباي، إذ تعمل فيه ورش صغيرة لصناعة الفخار، ومعالجة الجلود، وإعادة التدوير، بما يولّد نحو مليار دولار سنوياً.
وكان المخرج البريطاني داني بويل قد صوّر في دارافي فيلمه الحائز على الأوسكار “سلام دوغ ميليونير”، لكن السكان يرون أن الفيلم قدّم صورة كاريكاتورية عن حياتهم اليومية.
ومع ذلك، يؤكد بادايا: “نحن نعيش في حي فقير وغير صحي، لكننا سعداء هنا، ولا نريد المغادرة”.
المشروع الذي يقوده الملياردير غوتام أداني والسلطات المحلية، يعد أكبر مشروع للتجديد الحضري في العالم، ويهدف إلى بناء “مدينة داخل مدينة” تشمل مبانيَ جديدة، وشوارعَ معبدة، ومساحات خضراء، ومراكزَ تسوق.
وأكد إس في آر سرينيفاس، الرئيس التنفيذي للمشروع، أن كل عائلة ستحصل على منزل جديد، مع إعادة إسكان العائلات القديمة مجاناً أو بأسعار منخفضة، بحسب مدة تواجدها في الحي.
لكن الانتقادات لم تتوقف، حيث يرى معارضون مثل أوليش غاجاكوش أن المشروع قد يؤدي إلى تهجير واسع للسكان، وصنّاع الفخار المحليين. وقال غاجاكوش: “إذا لم توفر لنا المساحة الكافية أو أجبرتنا على الانتقال، سنفقد أعمالنا وأرضنا”.
ويشكك البعض في نوايا أداني، معتبرين أن المشروع يهدف بالدرجة الأولى إلى تحويل دارافي إلى سوق عقارات مربح بجوار منطقة الأعمال الفاخرة باندرا-كورلا، وهو ما يثير مخاوفَ من أن أغلب السكان لن يستطيعوا تحمل تكاليف المساكن الجديدة، فيما وصفته نشطاء محليون بأنه كارثة اجتماعية محتملة.
نقلاً عن: إرم نيوز