أزمة ارتفاع أسعار الطماطم في الأسواق.. الأسباب وتوقعات الانخفاض القريب

شهدت أسواق الخضروات في مصر خلال الأيام الأخيرة حالة من الجدل بعد الارتفاع الكبير في أسعار الطماطم، والتي قفز سعر الكيلو منها في بعض المناطق من 18 إلى 35 جنيهًا، ما أثار تساؤلات وقلقًا بين المستهلكين حول الأسباب الحقيقية لهذا الارتفاع، رغم أن الطماطم تعد من أكثر المحاصيل استقرارًا في السوق المحلي.
مصر من أكبر منتجي الطماطم في العالم
تحتل مصر المرتبة الخامسة عالميًا في إنتاج الطماطم، والأولى على مستوى إفريقيا والعالم العربي، حيث تزرع أكثر من 500 ألف فدان طماطم سنويًا، وتنتج نحو 6.5 مليون طن، بينما لا تتجاوز الصادرات 100 ألف طن تشمل الطماطم الطازجة والمجففة والمعلبة.
وتُزرع الطماطم في مصر على مدار العام من خلال 6 عروات زراعية متداخلة، تضمن وجود المحصول طازجًا طوال العام، سواء للاستهلاك المباشر أو للتصنيع الغذائي. وتعد من المحاصيل الأساسية التي يفضلها المزارعون لكونها تتحمل ملوحة التربة وتجود في الأراضي الصحراوية المستصلحة حديثًا.
أسباب ارتفاع أسعار الطماطم مؤخرًا
بحسب تصريحات حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، فإن ارتفاع أسعار الطماطم يعود إلى عدة أسباب رئيسية مرتبطة بالدورة الزراعية والمناخ، وهي:
انهيار أسعار العروة السابقة: خلال الموسم الماضي، شهدت الطماطم أسعارًا متدنية جدًا، ما دفع العديد من المزارعين إلى التوقف عن رعايتها وقلعها مبكرًا، أو اللجوء إلى زراعة محاصيل بديلة.
ارتفاع درجات الحرارة: خلال الأشهر الماضية، أدى الإجهاد الحراري إلى انخفاض إنتاجية العروة الحالية، وتأخر نضج الثمار، وهو ما تسبب في تراجع حجم المعروض بالسوق.
تأخر العروة الشتوية: العروة الشتوية، وهي الأساسية في إنتاج الطماطم، لم تدخل بعد مرحلة الذروة، ومن المتوقع أن تبدأ خلال ديسمبر، مما يعني أن السوق حاليًا يعاني من “فاصل بين العروات”.
متى تنخفض أسعار الطماطم مجددًا؟
أكد نقيب الفلاحين أن الارتفاع الحالي في الأسعار مؤقت ومعروف لدى المزارعين بأنه فترة انتقالية بين العروات الزراعية، وغالبًا ما تتكرر في هذا التوقيت من كل عام. وتوقع أن تبدأ الأسعار في التراجع بشكل تدريجي خلال نوفمبر المقبل، مع بداية إنتاج العروة الشتوية الجديدة.
كما أشار إلى أن الأسعار قد لا تتجاوز ذروتها عند 30 جنيهًا للكيلو، وقد تختلف من منطقة إلى أخرى حسب جودة المحصول وطريقة عرضه وتكاليف النقل.
هل الطماطم في الأسواق آمنة؟ وزارة الزراعة توضح الحقيقة
في ظل ارتفاع الأسعار، أثار مقطع فيديو تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي الجدل، إذ زعم أن بعض الطماطم الموجودة في الأسواق تم رشها بمادة كيميائية تعرف بـ “الإيثريل” لتسريع نضجها وتغيير لونها الخارجي.
وردًا على ذلك، أصدرت وزارة الزراعة بيانًا رسميًا نفت فيه تمامًا استخدام أي مواد كيماوية لتلوين الطماطم، مؤكدة أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة.
ما سبب اللون الأبيض داخل ثمار الطماطم؟
أوضحت وزارة الزراعة أن اللون الأبيض الذي يظهر داخل بعض ثمار الطماطم يرجع إلى أسباب طبيعية وزراعية لا علاقة لها بأي مواد صناعية، وأبرزها:
الإجهاد الحراري: تقلب درجات الحرارة، خصوصًا أثناء نضج الثمار، يؤثر سلبًا على إنتاج صبغة “الليكوبين”، المسؤولة عن اللون الأحمر في الطماطم.
اختلال التسميد: مثل نقص البوتاسيوم والكالسيوم، أو الإفراط في التسميد النيتروجيني.
وأكدت الوزارة أن الطماطم التي تحتوي على هذا اللون آمنة تمامًا للاستهلاك ولا تمثل أي ضرر صحي على المواطنين.
نقلاً عن: تحيا مصر