“جاكراندا”.. مسرحية تونسية تدعو للتنوير وتقاوم تزييف الوعي (صور)

وسط تفاعل جماهيري واحتفاء نقدي، بدأ عرض مسرحية “جاكراندا” على مسرح “الجهات” بـ “مدينة الثقافة الشاذلي القليبي” بالعاصمة التونسية، والتي لفتت الانتباه منذ اللحظة بسبب موضوعها الجريء.
وتسعى فكرة المسرحية إلى تنشيط الوعي الجمعي وتحفيز ملكات التساؤل والنقد الإيجابي البناء، ولا يبحث عن استقطاب الجماهير بموضوعات تجارية سطحية.
تدور أحداث العمل عبر مجموعة من الشباب الذين يعملون في “مركز نداء” ويمثلون جيلًا جديدًا تعرّض لتزييف الوعي، فأصبحت صورته لنفسه ولواقعه، محليًّا أو عربيًّا أو عالميًّا، سلبية ومنقوصة ومشوهة، حيث يعيش أفراد الجيل في حالة من العبث والفراغ والإحساس بعدم جدوى أي شيء.

يُفترض أن تعكس تلك المهنة الكثير من التواصل مع العالم الخارجي عبر كثرة الاتصالات الهاتفية، لكن أصحابها يسقطون في هوة الإحباط والانكفاء على الذات ويؤدون عملهم بشكل آلي؛ لأنهم يفتقدون إلى العنصر المعنوي المشبع بالحماسة والروح الإيجابية.
وسط هذا المناخ العام السلبي، يفتح صناع العمل، ولا سيما المؤلف عبد الحليم المسعودي والمخرج نزار السعيدي الذي تولى الإشراف على السينوغرافيا كذلك، نافذة للأمل من خلال الرهان على تأثير الاستنارة ومقاومة السطحية في حياتنا لصالح العمق والمعنى عبر طرح خيار آخر أمام شخصيات العمل يتمثل في النهوض وتغيير الدفة لصالح الأمل والعزيمة.
تميز أسلوب أداء الطاقم التمثيلي ولا سيما حمودة بن حسين، أصالة كواص، أنيس كمون، ثواب العيدودي، حلمي الخليفي، مريم التومي، محمد عرفات القيزاني، وحسناء غنام، بالفهم العميق لطبيعة العمل والقدرة على تجسيد حالات انفعالية ونفسية مختلفة تتباين من الفرح الشديد إلى الحزن الجارف والاكتئاب.

ويحمل اسم المسرحية بعدًا رمزيًّا لافتًا، فهو يشير إلى شجرة شهيرة تتميز بالجمال الشديد عبر زهرتها البنفسجية التي تأسر القلوب، ورغم أنها تعاني الهشاشة والضعف للوهلة الأولى، فإنها قادرة على الصمود والتجدد رغم ظروف الطبيعة والمناخ القاسية، وهو ما يتقاطع مع مضمون المسرحية الذي يؤكد نقطة الضوء وسط ظلام الإحباط.
نقلاً عن: إرم نيوز