علاوة غلاء المعيشة تبتلع 45 مليار جنيه.. من المستفيد الحقيقي؟

في ظل الضغوط الاقتصادية المتزايدة وارتفاع تكاليف المعيشة بشكل غير مسبوق، أقرت الحكومة صرف علاوة غلاء المعيشة بتكلفة ضخمة تجاوزت 45 مليار جنيه، في محاولة للتخفيف عن كاهل المواطنين ومواجهة موجات التضخم المتلاحقة، وبينما يُنظر إليها كخطوة داعمة للأسر المصرية، يظل التساؤل مطروحًا: من هو المستفيد الحقيقي من هذه المخصصات؟ وهل ستنعكس فعليًا على تحسين القدرة الشرائية، أم أن ارتفاع الأسعار سيلتهم تأثيرها سريعًا؟
تخصيص نحو 45.763 مليار جنيه لبند علاوة غلاء المعيشة الاستثنائية
وكشف البيان التحليلي لمشروع الموازنة العامة للعام المالي 2025/2026 الذي يرصده تحيا مصر عن تخصيص نحو 45.763 مليار جنيه لبند علاوة غلاء المعيشة الاستثنائية.
العلاوة قد تمثل متنفسًا مهمًا لشريحة واسعة من الموظفين وأصحاب الدخول الثابتة
ويرى متابعون أن هذه العلاوة قد تمثل متنفسًا مهمًا لشريحة واسعة من الموظفين وأصحاب الدخول الثابتة، إذ تمنحهم قدرة أكبر على مواجهة الارتفاعات المتلاحقة في الأسعار. غير أن آخرين يشيرون إلى أن تأثيرها قد يكون مؤقتًا إذا لم تتزامن مع إجراءات لضبط الأسواق وكبح جماح التضخم، ما قد يقلل من جدواها الحقيقية.
كما يبرز جانب آخر للنقاش يتعلق بالعدالة في التوزيع، حيث إن الاستفادة المباشرة من العلاوة تقتصر على العاملين في الجهاز الإداري للدولة والقطاعات المشمولة، بينما يبقى قطاع كبير من أصحاب الأعمال الحرة والعمالة غير المنتظمة خارج دائرة الاستفادة، ما يثير تساؤلات حول الحاجة إلى حلول أشمل وأكثر استدامة.
مواجهة الغلاء لا يمكن أن تعتمد فقط على الدعم النقدي
وفي ضوء ذلك، يرى خبراء الاقتصاد أن مواجهة الغلاء لا يمكن أن تعتمد فقط على الدعم النقدي، بل تحتاج إلى حزمة متكاملة من السياسات، تشمل تعزيز الإنتاج المحلي، وتوسيع برامج الحماية الاجتماعية، وتكثيف الرقابة على الأسواق، بما يضمن أن تنعكس هذه المخصصات بالفعل على حياة المواطن وتحافظ على استقرار قدرته الشرائية.
وفي النهاية، تبقى علاوة غلاء المعيشة خطوة مهمة ضمن سلسلة من السياسات الهادفة لتخفيف الضغوط عن المواطنين، لكنها وحدها لا تكفي لمواجهة التحديات الاقتصادية المعقدة، فالسؤال الأبرز الذي يظل قائمًا هو: كيف يمكن ضمان استدامة هذه المخصصات وتحقيق أثر ملموس ومستمر على حياة الأسر المصرية، بعيدًا عن أن تتحول إلى مجرد مسكن مؤقت أمام موجات التضخم المتلاحقة؟
نقلاً عن: تحيا مصر