الفضة تقفز لمستويات تاريخية.. مؤشرات على أزمة أوسع قادمة

في مشهد يعكس توترات الأسواق العالمية، قفزت أسعار الفضة إلى مستويات تاريخية لم تسجلها منذ سنوات طويلة، لتثير تساؤلات واسعة حول مستقبل المعادن النفيسة ودورها كملاذ آمن في أوقات الاضطراب.
وبينما ينظر المستثمرون إلى هذه القفزة باعتبارها مؤشراً على تحولات اقتصادية أعمق، يرى خبراء أن ما يحدث قد يكون بداية لأزمة أوسع تمتد آثارها إلى مختلف القطاعات المالية والتجارية حول العالم.
9 % ارتفاعًا في أسعار الفضة بالأسواق المحلية خلال أسبوع
أظهر تقرير صادر عن مركز «الملاذ الآمن» للأبحاث أن أسعار الفضة التي يرصدها تحيا مصر ارتفعت بالأسواق المحلية بنسبة 9% خلال تعاملات الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت الأوقية في البورصة العالمية بنسبة 7% لتغلق عند أعلى مستوياتها منذ أغسطس 2011، مدفوعة بتراجع الدولار الأمريكي، وزيادة الطلب الصناعي، إلى جانب تنامي التوقعات بتوجه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي نحو مزيد من تيسير السياسة النقدية خلال الفترة المقبلة.
سعر جرام الفضة عيار 800 يرتفع بنحو 5 جنيهات
على المستوى المحلي، ارتفع سعر جرام الفضة عيار 800 بنحو 5 جنيهات، حيث افتتح تعاملات الأسبوع عند 55 جنيهًا، واختتم عند 60 جنيهًا، بينما سجل جرام الفضة عيار 999 نحو 75 جنيهًا، وعيار 925 حوالي 70 جنيهًا، في حين استقر سعر جنيه الفضة (عيار 925) عند 560 جنيهًا.
ارتفاع الأوقية بنحو 3 دولارات من 43 دولارًا إلى 46 دولارًا
وعلى الصعيد العالمي، فقد ارتفعت الأوقية بنحو 3 دولارات من 43 دولارًا إلى 46 دولارًا، لتُسجّل بذلك أعلى مستوى منذ 14 عامًا، بدعم من زيادة الإقبال على الملاذات الآمنة، وارتفاع الرهانات على خفض أسعار الفائدة الأمريكية، ما عزز جاذبية المعادن غير المدرة للعائد، وعلى رأسها الفضة.
مكاسب منذ بداية العام
وأشار التقرير إلى أن أسعار الفضة محليًا حققت مكاسب بلغت 46.3% منذ مطلع العام، أي ما يعادل 19 جنيهًا للجرام، إذ ارتفع السعر من 41 جنيهًا إلى 60 جنيهًا،أما عالميًا، فقد قفزت الأسعار من 29 دولارًا إلى 46 دولارًا للأوقية، بزيادة 17 دولارًا تعادل 59%، لتصبح الفضة من أفضل الأصول أداءً بين المعادن النفيسة في 2025.
نظرة تاريخية: تضاعف السعر حدث نادر
أوضح التقرير أن تضاعف أسعار الفضة خلال أربع سنوات يُعد حدثًا استثنائيًا، إذ تكرر فقط ست مرات منذ عام 1973، وفي أغلب الحالات السابقة، كان هذا الأداء إشارة إلى بداية اتجاه صعودي طويل الأجل وليس مجرد ذروة مؤقتة.
الفترات التي تجاوزت فيها مكاسب الفضة 100% خلال أربع سنوات ترافقت مع عوائد سنوية تراكمية بلغت في المتوسط نحو 19.5%، وهي نسبة تفوق أداء معظم المعادن الأخرى في فترات الاستقرار.
لكن التقرير حذّر من أن الفضة لم تحافظ دائمًا على مكاسبها بعد كل موجة تضاعف، مستشهدًا بما حدث في 2006 عندما تراجعت الأسعار بنحو 33% عقب صعود قوي، رغم تحقيقها مكاسب تجاوزت 100% في الفترة السابقة.
وفي الوقت ذاته، يرى التقرير أن الارتفاع الحالي بنسبة 38% خلال العام الماضي لا يُعتبر مفرطًا مقارنة بالموجات التاريخية، ما يُشير إلى زخم صحي ومُستدام نسبيًا.
كما لاحظ التقرير أن الفضة سجّلت 21 قمة سعرية على مدى أربع سنوات خلال العام الماضي، وهي وتيرة تُظهر وجود قوة دافعة أساسية وراء الاتجاه الصاعد، ما يُعزز فرضية دخول السوق في موجة صعود هيكلية مستمرة.
نقلاً عن: تحيا مصر