كيف ترهق التربية الحديثة الآباء ماليا ونفسيا؟

كيف ترهق التربية الحديثة الآباء ماليا ونفسيا؟

كشف تقرير جديد صادر عن National Debt Relief بالتعاون مع Talker Research أن 6 من كل 10 آباء أمريكيين لأطفال تتراوح أعمارهم بين 0 و18 عامًا قد لجأوا إلى الديون لتغطية نفقات أطفالهم، في ظل الارتفاع المستمر في تكاليف المعيشة. ومن بين هؤلاء، يفضل 81% تلبية احتياجات أطفالهم على سداد ديونهم، فيما يرى نحو نصفهم أن ديونهم أصبحت خارج السيطرة.

وأوضح د. ستيفن داي، أستاذ الاقتصاد بجامعة فرجينيا كومنولث، لموقع “بيرنتس”، أن ارتفاع أسعار الفائدة بعد جائحة كوفيد-19 ساهم بشكل كبير في زيادة عبء الديون، إذ لجأ كثير من الأهالي إلى بطاقات الائتمان والقروض، ثم فوجئوا بارتفاع تكلفة الفوائد بشكل مفاجئ؛ ما أدى إلى صعوبة إدارتها ضمن ميزانياتهم.

المقارنات والتوقعات

لكن الأمر لا يقتصر على الأعباء الاقتصادية فقط، بل إن الثقافة الحديثة في تربية الأطفال تضاعف الضغوط. فمع تزايد التوقعات المجتمعية والمقارنات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يشعر الآباء أنهم مجبرون على إنفاق المزيد على الأنشطة اللامنهجية، والمدارس الخاصة، والدروس الخصوصية، وكل ما من شأنه أن يدعم نجاح أطفالهم أكاديميًا واجتماعيًا. ويصف د. داي هذه الظاهرة بـ”التربية المكثفة”، التي تجعل الآباء يدفعون أكثر مما يستطيعون.

والدين لا يؤثر فقط على الجوانب المادية، بل له أثر نفسي عميق أيضًا. فقد أظهرت الدراسة أن 44% من الآباء يشعرون بتوتر أكبر بسبب الديون مقارنة بصحة أطفالهم أو علاقتهم بهم، و48% يقلقون من الديون أكثر من قلقهم بشأن ما إذا كانوا آباءً جيدين. كما أن الآباء المديونين أكثر عرضة مرتين لإهمال صحتهم الجسدية والنفسية.

وتحذر المعالجة النفسية ريسا موراليس من أن الضغط المستمر الناتج عن الديون قد يؤدي إلى الإرهاق، والاكتئاب، والقلق، وفي بعض الحالات قد يصل إلى التفكير في إيذاء النفس. وتنصح بتخصيص وقت محدد يوميًا للقلق المالي، مع محاولة البقاء حاضرين ذهنيًا مع العائلة، والاهتمام بالنفس كجزء من الرعاية الذاتية.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف