4 أسباب مهمة.. لماذا لم ينفذ كريستيانو رونالدو وعده للعراقيين؟

4 أسباب مهمة.. لماذا لم ينفذ كريستيانو رونالدو وعده للعراقيين؟

أثيرت حالة من الجدل والتساؤلات بسبب غياب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن المشاركة في بعض المباريات الأخيرة لفريقه النصر السعودي، ومباراة الزوراء العراقي القادمة وهو ما أعاد إلى الأذهان وعده السابق بزيارة العراق، والذي لم يتحقق بعد. 

وبينما يميل البعض إلى نظريات المؤامرة، فإن تحليلًا واقعيًا ومدروسًا يكشف عن أسباب فنية واستراتيجية بحتة تقف خلف غياباته المدروسة، والتي تهدف في المقام الأول إلى خدمة أهداف الفريق والنجم البرتغالي على المدى الطويل.

 

إراحة النجم: ضرورة لا رفاهية

أحد الأسباب الرئيسية لغياب رونالدو عن بعض المباريات، مثل لقاء الكأس الذي لم يشارك فيه سواء في الرياض ومباراة جدة في الدوري، هو قرار منحه قسطًا من الراحة. 

ففي سن الأربعين، ورغم احترافيته البدنية العالية، يصبح من الضروري إدارة المجهود الذي يبذله لتجنب الإرهاق والإصابات. 

وقد ظهر هذا جليًا في قرار جورج جيسوس الحفاظ عليه في بعض المباريات، حيث صرح المدرب أن الهدف هو “الحفاظ على لياقته وتجهيزه لمباريات الدوري المقبلة”، مما يؤكد أن إراحته كانت قرارًا استراتيجيًا.

اتفاق مع العراب جيسوس: تركيز على الأهم

تشير الدلائل إلى وجود تفاهم واضح بين كريستيانو رونالدو والمدرب جورج جيسوس. هذا الاتفاق غير المكتوب يقضي بإدارة مشاركات اللاعب بذكاء، مع إمكانية غيابه عن نسبة قد تصل إلى 25% من المباريات الأقل أهمية أو التي لا تتطلب حضوره الحاسم. 

الهدف من هذا الاتفاق هو ضمان جاهزيته الكاملة للمعارك الكروية الكبرى، سواء في دوري روشن السعودي أو في الأدوار المتقدمة من دوري أبطال آسيا 2.

هذا النهج يضمن استمرارية اللاعب بنفس المستوى العالي في اللحظات التي يحتاجه فيها الفريق بشدة.

الدوري أولًا: قرار استراتيجي للمدرب

لا يمكن إغفال أن قرار إراحة رونالدو هو في الأساس قرار فني من المدرب جورج جيسوس، من الواضح أن تركيز المدرب البرتغالي منصب بشكل كبير على الفوز بلقب دوري روشن، الذي يعتبر الأولوية القصوى لإدارة النصر وجماهيره هذا الموسم. 

في ظل منافسة شرسة على صدارة الترتيب، كما شهدنا في اللقاء الحاسم ضد الاتحاد يرى جيسوس أن المخاطرة برونالدو في مباريات الكأس المبكرة أو اللقاءات الأقل تنافسية قد تأتي بنتائج عكسية، ويفضل الاحتفاظ بورقته الرابحة للمواجهات التي تحدد مسار اللقب.

العملاق الذي لا بديل له

على الرغم من الأسماء اللامعة في هجوم النصر، يظل كريستيانو رونالدو اللاعب الوحيد في قائمة الفريق الذي لا يمتلك بديلاً بنفس الخصائص والتأثير.

فهو ليس مجرد هداف، بل قائد وملهم وصانع للفارق في أصعب اللحظات. في مركز رأس الحربة الصريح، يبدو الفرق شاسعًا بينه وبين أقرب الخيارات المتاحة مثل هارون كمارا، الذي لا يزال بعيدًا عن مستوى المشاركة بانتظام. 

هذا الفراغ النوعي يجبر الجهاز الفني على التعامل مع رونالدو كـ “أصل ثمين” يجب الحفاظ عليه وادخاره للمباريات التي تتطلب خبرته وقدراته التهديفية الفريدة، ما يجعل غيابه أحيانًا ضرورة حتمية لضمان استمراريته.

في الختام، فإن عدم مشاركة رونالدو في بعض المباريات ليس تجاهلاً أو مؤامرة، بل هو نتاج رؤية فنية وإدارية مشتركة تضع مصلحة الفريق وأهدافه الطويلة الأمد فوق كل اعتبار، وتضمن استمرار أسطورته في الملاعب لأطول فترة ممكنة بنفس البريق والتألق.

 

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف