تغيّر منظومة القيم وراء تسارع معدلات الطلاق بين الأجيال الجديدة

تغيّر منظومة القيم وراء تسارع معدلات الطلاق بين الأجيال الجديدة

أوضحت الدكتورة هند فؤاد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن تسارع معدلات الطلاق في السنوات الأولى من الزواج يرجع بالأساس إلى تغيّر منظومة القيم داخل المجتمع المصري، مقارنة بالأجيال السابقة.

 

وأشارت خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، ببرنامج “البيت”، المذاع على قناة الناس، اليوم الثلاثاء، إلى أن فكرة الطلاق في الماضي كانت ثقيلة على المرأة ولا تُطرح بسهولة، حيث كانت القيم الاجتماعية مثل المودة والاحترام والتوازن هي أساس العلاقة الزوجية، وتدعمها العائلات بكلمات الصبر وتحمل المسؤولية، وهو ما لم يعد حاضرًا بقوة لدى الأجيال الجديدة.

 

وأكدت أن سلم القيم تغيّر؛ فبينما تراجعت القيم الاجتماعية إلى مؤخرة الاهتمامات، صعدت القيم المادية لتكون المحدد الأول في الاختيارات الزوجية، سواء بامتلاك المسكن أو الوظيفة أو الاستقرار المادي، أما في الطبقات الدنيا فالمعيار أصبح القدرة على الإنفاق فقط.

 

وأضافت أن أبناء جيل السبعينيات والثمانينيات الذين هاجروا إلى دول الخليج وعادوا حاملين ثقافة “كل شيء متاح بسهولة”، نقلوا هذه النزعة إلى أبنائهم، فكبر جيل يتعوّد على الحصول على ما يريد بسرعة، وبالتالي يتخلى بالسرعة نفسها عند مواجهة المشكلات الزوجية.

 

ولفتت إلى أن الانفتاح على العولمة ووسائل التواصل الاجتماعي خلق عزلة اجتماعية بين الشباب، فضعفت قدرتهم على تكوين صداقات أو علاقات حقيقية، ما جعل الزواج يتم غالبًا عبر “الصالونات” أو ترشيحات الأهل دون اختبار حقيقي للتوافق النفسي والاجتماعي والفكري بين الطرفين.

 

وأكدت الدكتورة هند أن زواج الصالونات في الماضي كان ينجح لوجود منظومة قيم داعمة مثل احترام الحقوق والصبر ودعم الأمهات للأبناء، إلى جانب وصم اجتماعي قوي ضد فكرة الطلاق، أما اليوم فقد زال هذا الوصم، وأصبح الطلاق مقبولًا اجتماعيًا، ما سهّل اتخاذ القرار.

 

وأوضحت أن الزواج المبكر في الماضي كان يجد دعمًا من الأسرة الممتدة، حيث كانت الأم أو الحماة تساعد في تربية الأبناء وتسيير شؤون البيت، بينما اليوم تعاني كل الأسر من ضغوط اقتصادية واجتماعية تجعل الاستمرار أصعب.

 

وأكدت أن اختلاف التوقعات بين فترة الخطوبة والحياة الزوجية، وغياب التوافق الحقيقي بين الطرفين، مع الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، كلها عوامل جعلت الأجيال الجديدة أقل قدرة على الصمود داخل مؤسسة الزواج، وأسرع في اتخاذ قرار الانفصال.

نقلاً عن: مصر تايمز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف