بعيدا عن كريستيانو رونالدو.. كيف جمعت جورجينا رودريغيز ثروتها الطائلة؟

من فتاة عادية في بلدة “خاكا” الإسبانية إلى بناء إمبراطورية تجارية بملايين الدولارات بفضل حنكتها في إدارة الأعمال وتأثيرها على وسائل التواصل الاجتماعي، يجسّد مسار جورجينا رودريغيز، الصديقة الشهيرة لنجم كرة القدم الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو، مزيجًا من الصراع الشخصي، والتشابكات العاطفية، واستثمار فرص العصر.
تُقدَّر ثروة جورجينا رودريغيز اليوم بنحو 20 مليون دولار، وهو رقم شهد قفزة هائلة منذ ارتباطها برونالدو، أول رياضي في التاريخ يجني مليار دولار.
وبينما يتناول المقال الذي نشره موقع “ZonalSports” علاقتها برونالدو، والبنية الأسرية المعقدة لأطفالهما الخمسة، وكيفية موازنتها بين حياتها الشخصية وطموحاتها التجارية تحت أعين الجمهور، فإنه يقدّم لمحة بانورامية عن حياتها متعددة الأوجه.
وبالاستناد إلى بيانات موثوقة وبحث معمّق، يسعى المقال لتقديم صورة متعددة الأبعاد تتجاوز وصفها بـ”زوجة المشاهير”، ليكشف عن امرأة عصرية تتحدى باستمرار افتراضات المجتمع من خلال صلابتها، ورؤيتها الاستراتيجية، وعلاقاتها الإنسانية.
نقطة الانطلاق
كانت نقطة الانطلاق في رحلة جورجينا رودريغيز نحو تكوين ثروتها من بلدة “خاكا” الصغيرة في منطقة أراغون بإسبانيا، بداية صعبة كشفتها لتحديات يومية شاقة ومستمرة.
بدأت جورجينا مسيرتها المهنية عاملةً في مطعم، ثم كمساعدة مبيعات في شركة الأزياء الشهيرة “ماسيمو دوتي” في مدريد، قبل أن تكتسب خبرة أكبر في مجال التجزئة بمدينة سان سيباستيان. لم تصقل هذه التجربة حسها التجاري فحسب، بل عرّفتها أيضًا على خبايا صناعة الأزياء.

وفي العام 2010، انتقلت إلى بريستول في إنجلترا للعمل كمربية مقيمة، حيث لم تقتصر الفائدة على تحسين طلاقتها في اللغة الإنجليزية، بل وسّعت أيضًا آفاقها الدولية. وبعد عودتها إلى إسبانيا العام 2016، دخلت عالم السلع الفاخرة وعملت كمساعدة مبيعات في متجر “غوتشي” بمدريد، براتب أسبوعي لا يتجاوز 250 جنيهًا إسترلينيًا.
ومع ذلك، تم الاستغناء عن خدماتها في “غوتشي” في ديسمبر 2016، بعد ثمانية أشهر فقط من العمل، بسبب تغطية الإعلام الإيطالي لأنشطتها اليومية، خصوصًا بعد انكشاف علاقتها بصديقها النجم كريستيانو رونالدو.
لاحقًا، واصلت جورجينا نموها في مجال تجارة الأزياء بالعمل مع “برادا”، لكنها اضطرت مرة أخرى لترك وظيفتها، بعدما صار المعجبون يتدفقون على المتجر، إما على أمل لقاء رونالدو أو لالتقاط صورة مع جورجينا.
ولكي لا تعرقل هذه الظروف مسيرتها، اختارت جورجينا دراسة المحاسبة المالية العام 2017 خلال فترة حملها، فاتحةً بذلك الطريق نحو انتقالها المهني المستقبلي. وقد شكّل هذا القرار نقطة تحول محورية في انتقالها من مجال التجزئة إلى عالم عرض الأزياء، والتأثير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وريادة الأعمال.

بداية الإمبراطورية التجارية
وبدأت الإمبراطورية التجارية لجورجينا في فبراير 2021، حين دخلت رسميًا إلى قطاع الأزياء عبر علامتها الخاصة “OM by G”. ورغم ما أظهرته هذه العلامة من إمكانات سوقية واعدة في البداية، إلا أنها أُغلقت العام 2024 بسبب ضعف المبيعات، وهو ما يعكس شدة المنافسة في عالم الموضة.
مع ذلك، أتاح النجاح المحدود لـ “OM by G” لجورجينا فرصة اكتساب خبرة عملية في إدارة العلامات التجارية، كما أكّد على قوة تأثيرها في التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
أما المحطة التجارية الفارقة فكانت العام 2019، حين شاركت جورجينا، إلى جانب رونالدو، في تأسيس وإدارة عيادة “إنسباريا لزراعة الشعر”، التي تعتمد على أحدث التقنيات وفريق طبي متخصص، لتصبح بسرعة مرجعًا في مجال زراعة الشعر بأوروبا.
حققت العيادة مبيعات بلغت 10.5 مليون يورو في العام 2020، بصافي ربح وصل إلى 2 مليون يورو، قبل أن يقفز صافي الربح إلى 4.21 مليون يورو بحلول 2022.
ورغم أن نسبة الملكية بين الطرفين غير معروفة، إلا أن الدور المحوري لجورجينا في إدارة العمليات اليومية ووضع الاستراتيجيات التسويقية يظل عاملاً لا يمكن تجاهله.
ويتجاوز التأثير التجاري لجورجينا حدود علامتها الخاصة، إذ أسهمت شراكاتها مع كبرى العلامات العالمية مثل غوتشي، برادا، شانيل، GUESS، وجيني في تعزيز قيمتها التسويقية وترسيخ مكانتها البارزة في صناعة الأزياء.
وسجلت جورجينا حضورًا لافتًا حين شاركت كضيفة في أسبوع باريس للموضة، وأصبحت أول شخصية شهيرة في تاريخ دار جيني يتم اختيارها من قِبل المديرة الإبداعية للدار سارة كافازا فاكيني لتقديم مجموعة خريف/شتاء 2022، وهو ظهور خطف أضواء الإعلام.
كما ساهم حضورها القوي على وسائل التواصل الاجتماعي في تسريع نجاحها التجاري بشكل ملحوظ. فبفضل امتلاكها أكثر من 18 مليون متابع على إنستغرام، غالبًا ما يُنظر إلى جورجينا باعتبارها “ملهمة للموضة”، إذ تتحول اختياراتها في الأزياء وأسلوب حياتها إلى صيحات يتم تقليدها على نطاق واسع.
هذا “التأثير التسويقي للمؤثرين” ينعكس مباشرة في القيمة التجارية، حيث منح دعمها لعلامات مثل Alo Yoga، ومجوهرات باسكوال بروني، وساعات شوبارد انتشارًا واسعًا وأسهم في زيادة مبيعاتها بشكل واضح.
إن قصة جورجينا رودريغيز تمثل نموذجًا للطموح والمرونة والرؤية الاستراتيجية، بقدر ما تعكس انتقالها من فتاة صغيرة من بلدة متواضعة إلى سيدة أعمال بمليارات الدولارات. فكل قرار تجاري تتخذه يعيد صياغة الفرص أمام النساء العصريات في عالمي الأزياء والأعمال.
مصادر الدخل لجورجينا رودريغيز
وسائل التواصل الاجتماعي
بفضل امتلاكها أكثر من 65 مليون متابع على إنستغرام، تجاوز تأثير جورجينا رودريغيز حدود المشاهير التقليديين، بل وتفوّقت على أكثر الرياضيات متابعة في كرة القدم، أليشيا ليمان.
تشير التقديرات إلى أنها تجني ما بين 7.4 مليون و12 مليون دولار سنويًا، بالإضافة إلى نحو 60 ألف يورو (66 ألف دولار تقريبًا) من تعاونات إعلانية منفردة.
ومع متوسط 15 منشورًا مدعومًا شهريًا، يصل دخلها السنوي من هذه الإعلانات وحدها إلى حوالي 10.8 مليون يورو.
ويرتبط هذا النجاح جزئيًا بعلاقتها بكريستيانو رونالدو، أكثر شخصية متابعة على وسائل التواصل الاجتماعي في العالم، فضلًا عن نجاحها في صياغة هوية بصرية متكاملة تجمع بين المرأة المستقلة والفخامة العصرية، وهو ما يفسّر قدرتها الكبيرة على تحقيق الدخل.
وباستهدافها فئة الشابات تحديدًا، تغطي محتوياتها كل شيء بدءًا من الملابس اليومية والرياضة وصولًا إلى الحياة العائلية، وكل ذلك تحت إطار “أيقونة أسلوب الحياة الفاخر”؛ ما حوّل علامتها الشخصية إلى منجم تجاري مربح.
سلسلة نتفليكس
في العام 2022، تعاونت جورجينا مع نتفليكس لإنتاج الوثائقي “I Am Georgina”، الذي حقق إيرادات تقدّر بـ 30 مليون دولار على مدار ثلاثة مواسم (بمعدل 10 ملايين دولار للموسم الواحد).
اعتمد العمل على السرد الواقعي الذي ركّز على حياتها العائلية وتحدياتها التجارية، وهو ما لم يوفّر لها دخلًا ضخمًا فحسب، بل عزّز صورتها العامة كامرأة متعددة الأبعاد تتجاوز مجرد كونها “شريكة نجم عالمي”.
ومن خلال رعايات العلامات التجارية والمشاركة في فعاليات أسابيع الموضة، تحقق جورجينا دخلاً سنويًا يتراوح بين 2 و3 ملايين دولار أمريكي بالتعاون مع كبرى دور الأزياء الفاخرة مثل غوتشي وشانيل وجيس.
نقلاً عن: إرم نيوز