بعكس كريستيانو رونالدو.. كيف ضاعف بنزيما جراح الاتحاد السعودي؟

في عالم كرة القدم، لا تُقاس قيمة النجم بما يقدمه على العشب الأخضر فحسب، بل بمواقفه في الأوقات الصعبة وقدرته على أن يكون قائدًا حقيقيًّا يحمل الفريق على كتفيه وقت الأزمات.
وفي هذا السياق، يقدم الدوري السعودي نموذجًا صارخًا للتباين بين أسطورتين: كريستيانو رونالدو الذي حمل مشروع النصر على عاتقه منذ اليوم الأول، وكريم بنزيما الذي يبدو أنه يضاعف من جراح الاتحاد في وقت هو أحوج ما يكون فيه إلى قائده.
صمت مريب في وقت الأزمة
عندما يمر نادٍ بحجم الاتحاد بفترة من التخبط وتراجع النتائج، تتجه كل الأنظار إلى نجمه الأبرز، ليس فقط لإنقاذ الفريق فنيًّا، بل لبثِّ الطمأنينة في نفوس الجماهير وتأكيد الولاء للمشروع، لكن بنزيما، الحاصل على الكرة الذهبية، اختار الصمت المريب الذي تحول إلى مصدر قلق إضافي، ففي خضم أزمة النادي الفنية ورحيل لوران بلان ظهرت تقارير صحفية تتحدث عن عقده وتجديده وتزامنت مع أنباء عن رغبة نادي بنفيكا البرتغالي في ضمه.
الكارثة لم تكن في ظهور الشائعات، فهي جزء من لعبة كرة القدم، بل في ردة فعل اللاعب. ترك بنزيما الباب مفتوحًا لكل التكهنات، لم يخرج بتصريح واحد ينفي فيه هذه الأنباء أو يؤكد التزامه الكامل بالسفينة الاتحادية التي تواجه الأمواج العاتية.
هذا الصمت فُسّر من قبل الكثيرين بأنه علامة على عدم الرضا وربما التفكير في الهروب، وهو ما عمّق جراح النادي وزاد حالة الانقسام والشك بين الجماهير.
رونالدو.. قائد بالكلمات والأفعال
على النقيض تمامًا، يقف كريستيانو رونالدو كنموذج للقائد الملتزم، منذ وصوله إلى النصر، وحتى عندما كان الفريق يعاني فنيًّا مع مدربين أقل من الطموح وتشكيلة تفتقر إلى الجودة التي يتمتع بها اليوم، كان رونالدو هو المتحدث الأول باسم المشروع.
في حفل “غلوب سوكر”، وأمام وسائل الإعلام العالمية، وفي كل مناسبة أتيحت له، كان يكرر بثقة: “أنا باقٍ في النصر، ومستمر هنا”. لم يكتفِ بالتصريحات، بل جدد عقده فعليًّا، قاطعًا الطريق على أي محاولة للتشكيك في ولائه.
بين بناء المشروع والبحث عن مخرج
رونالدو لم يتهرب من المسؤولية، بل تحملها كاملة. كان وصوله الشرارة التي بدأت ثورة الانتقالات الكبرى في صيف 2023، وأتمّها هذا الصيف بعد التجديد، وأسهم بشخصيته وجاذبيته في تحويل الدوري السعودي إلى وجهة للنجوم. صبر على تواضع الإمكانيات في موسمه الأول، وعمل ليكون جزءًا من الحل، ليجني الثمار في المواسم التالية بفريق مدجج بالنجوم.
وهنا يكمن الفارق الجوهري؛ رونالدو رأى في التحديات فرصة للبناء ووضع بصمته ليصبح الأب الروحي للمشروع، بينما يبدو أن بنزيما، بتصرفاته الأخيرة، يرى في أزمة الاتحاد عبئًا قد يدفعه للبحث عن مخرج. في وقت المحن، أثبت رونالدو أنه قائد داخل الملعب وخارجه، أما بنزيما، فبصمته وإشاراته الغامضة، لم تزد الطين إلا بلة، ليتحول من حل مُنتظر إلى جزء من الأزمة التي تعصف بالعميد.
نقلاً عن: إرم نيوز