“غولدمان” و”كارلايل” يستعدان لافتتاح مكاتب في الكويت

يعتزم “غولدمان ساكس” إلى جانب عدد من الشركات المالية الأخرى، افتتاح مكاتب في الكويت، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، في خطوة تُعد دفعة للجهود الجديدة للدولة العضو في “أوبك” لترسيخ مكانتها كمركز أعمال إقليمي.
قال الأشخاص، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم نظراً لسرية المعلومات، إن “كارلايل غروب” (Carlyle Group Inc)، و”فرانكلين تمبلتون” (Franklin Templeton)، و”ستيت ستريت” (State Street)، تدرس أيضاً افتتاح مكاتب محلية.
الكويت تلحق بركب أبوظبي والرياض
تأتي هذه الخطوات بعد قرار “بلاك روك” بفتح مكتب في البلاد، ما من شأنه تعزيز جهود الكويت لتطوير قطاعها المالي، الذي تراجع عن كل من دبي وأبوظبي والرياض خلال السنوات الماضية.
تُعد الكويت بالفعل من بين عملاء هذه الشركات التي سيتيح لها وجودها الفعلي تعزيز علاقاتها مع الحكومة وصندوق الثروة السيادي للبلاد البالغ حجمه تريليون دولار. وقد ظهرت بعض هذه العلاقات بشكل واضح الأسبوع الجاري، عندما ساعد “غولدمان ساكس” في إدارة أول إصدار سندات دولي للكويت منذ ثماني سنوات.
اقرأ المزيد: الكويت تختار بنوكاً تمهيداً لإصدار أول سندات في السوق الدولية منذ 2017
قال أشخاص مطلعون على الأمر إن الشركة الأميركية اختارت لإدارة مكتبها المحلي واحداً ممن انضموا إليها حديثاً، هو محمد المتروك، الذي كان يشغل سابقاً منصب مدير عام في صندوق التقاعد العام الكويتي، المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية.
رفض ممثلو “غولدمان ساكس” و”ستيت ستريت” و”كارلايل” التعليق. وقالت “فرانكلين تمبلتون” في بيان إن مكتبها الجديد سيُعنى في البداية بتقديم الدعم للأعمال المؤسسية، والمساهمة في تحقيق أهداف رؤية الكويت 2035.
أموال الشرق الأوسط تستقطب البنوك العالمية
توسعت الشركات العالمية في أنحاء الشرق الأوسط، مدفوعة بحجم رؤوس الأموال السيادية الكبير، والعائلات الثرية في المنطقة التي تملك مجتمعةً أكثر من تريليون دولار من الأصول. وبينما تركز هذا التوسع حتى الآن على السعودية والإمارات، تحركت قطر خلال الأشهر الماضية لاستقطاب هذه الشركات.
رغم أن الكويت تُصنّف من بين أغنى دول العالم من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، وتملك احتياطيات نفطية ضخمة، فإنها عانت بسبب سنوات من جمود السياسات والبرلمان العاصف الذي تلقى اللوم لعرقلته التنمية والإصلاح الاقتصاديين.
مع ذلك، بدأ المسؤولون الآن اتخاذ خطوات أكثر جرأة للحاق بالركب.
الكويت ملتزمة باستقطاب الاستثمارات ذات القيمة
كان أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح علّق عمل البرلمان لمدة أربع سنوات بدءاً من 2024، مفسحاً المجال أمام الحكومة، التي تترأسها وتعينها الأسرة الحاكمة، تشريعات مهمة لدفع الإصلاحات.
وفي الآونة الأخيرة، قال مسؤول في هيئة تشجيع الاستثمار المباشر في الكويت إن البلاد ملتزمة باستقطاب “الاستثمارات المباشرة ذات القيمة المضافة، مع التركيز على تنمية الكفاءات الوطنية وتعزيز الشراكات طويلة الأجل”.
أصبحت “بلاك روك”، التي تربطها علاقات وثيقة بالكويت، أول من بادر بالتحرك الشهر الماضي، بعدما عيّنت رئيساً للعمليات في البلاد وافتتحت مكتباً هناك. وتُعد الهيئة العامة للاستثمار، التي تدير أصولاً بقيمة تريليون دولار، من بين أكبر المساهمين في شركة إدارة الأصول، فيما اعتاد الرئيس التنفيذي لاري فينك زيارة البلاد سنوياً.
كبار المصرفيين يكثفون حضورهم في الخليج
في دلالة على أهمية الشرق الأوسط، وصف اثنان من كبار التنفيذيين في “غولدمان ساكس” المنطقة بأنها “واحدة من أهم فرص جمع التمويل في العالم”. وكانت الشركة قد افتتحت مكتباً في أبوظبي في عام 2023، وأصبحت أول مصرف من فئة البنوك الاستثمارية الكبرى يحصل على ترخيص مقر إقليمي في السعودية.
أفادت “بلومبرغ نيوز” بأن عمالقة قطاع الملكية الخاصة مثل “كارلايل” كثّفوا أيضاً تعاملهم مع الصناديق السيادية الخليجية من خلال تنظيم ورش عمل وإطلاق برامج تدريبية للمواهب المحلية.
وتسعى “ستيت ستريت” إلى إطلاق مزيد من الصناديق المتداولة في البورصة التي تتبع أسواق رأس المال الخليجية، في حين أطلقت “فرانكلين” صناديق مغذية في الإمارات وأبرمت صفقات للاستثمار في الأسهم السعودية.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج