أسعار النفط تواصل الهبوط| خام برنت يقترب من 65 دولارًا وسط

في مشهد يطغى عليه القلق العالمي، دخلت أسعار النفط دائرة التراجع للجلسة الثالثة على التوالي، لتخسر اليوم الأربعاء أكثر من 1.5% مع انزلاق خام برنت لشهر ديسمبر الأول قرب مستوى 65 دولارًا للبرميل.
أسعار النفط تواصل الهبوط
هذا الانخفاض لا ينفصل عن مؤشرات متشابكة بين تراجع الطلب في آسيا والولايات المتحدة، وإشاعات متضاربة حول تحركات تحالف “أوبك+”، فضلًا عن الضبابية التي يلقيها الإغلاق الحكومي الأميركي على الأسواق.
خام برنت يقترب من 65 دولارًا وسط ضبابية اقتصادية
وبينما نفت أمانة “أوبك” أي خطط مؤكدة لزيادة الإنتاج، استمرت الأسواق في التفاعل مع تقارير عن إمكانية رفع الإمدادات بما يصل إلى نصف مليون برميل يوميًا الشهر المقبل، وهو ما زاد من مخاوف تخمة المعروض.
على الجانب الآخر، أظهرت البيانات الأميركية انخفاضًا في مخزونات الخام بنحو 3.67 مليون برميل، لكن ارتفاع مخزونات البنزين والمقطرات بدد تأثير تلك الأرقام الإيجابية، أما في آسيا، فقد ساهم تباطؤ نشاط المصانع وانكماش مؤشرات التصنيع في الصين وعدة اقتصادات رئيسة في تعزيز المخاوف بشأن مستقبل الطلب.
أسعار النفط العالمي اليوم الأربعاء
الضغوط لم تتوقف عند هذا الحد؛ فالإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة عرقل صدور تقارير اقتصادية مهمة وألقى بظلاله على حركة السفر والتوظيف والإنفاق، بينما يراقب المستثمرون عن كثب قدرة السوق على امتصاص أي زيادة محتملة في إنتاج “أوبك+”.
اللافت أن برنت وغرب تكساس الوسيط أنهيا شهر سبتمبر بخسائر طفيفة، لكن التطورات الحالية قد تعمّق هذا النزيف في أكتوبر إذا تزاوجت زيادات المعروض مع تباطؤ الطلب العالمي.
مع استمرار التوتر بين معطيات العرض والطلب، تبدو أسواق النفط أمام مرحلة حساسة قد تحدد ملامح الربع الأخير من العام، ففي الوقت الذي تتسارع فيه الشكوك بشأن النمو الاقتصادي العالمي، تتكثف المخاوف من زيادة الإمدادات وما قد تسببه من تخمة تؤثر على استقرار الأسعار.
ورغم محاولات “أوبك+” طمأنة الأسواق ونفي وجود قرارات نهائية بشأن زيادة الإنتاج، إلا أن حالة التذبذب تبقى سيدة الموقف. وفي ظل غياب مؤشرات واضحة على تحسن الطلب، خصوصًا في آسيا وأميركا، يظل مستقبل الأسعار غامضًا.
المتابعون يرون أن أي تحرك مفاجئ من التحالف النفطي أو انفراج اقتصادي عالمي قد يغير قواعد اللعبة سريعًا، لكن حتى ذلك الحين، سيبقى النفط رهين ضبابية الأسواق وتقلّبات الاقتصاد الدولي.
نقلاً عن: موقع تحيا مصر