من انتصارات أفريقيا إلى هزائم المونديال.. مأزق أسامة نبيه مع «منتخب الأصدقاء»

من انتصارات أفريقيا إلى هزائم المونديال.. مأزق أسامة نبيه مع «منتخب الأصدقاء»

وضع منتخب مصر للشباب  نفسه في موقف صعب للغاية بعد خسارتين متتاليتين في كأس العالم تحت 20 عاماً المُقامة في تشيلي، ما يهدد أحلام الصعود إلى دور الـ16، فبعد الخسارة أمام اليابان بنتيجة 2-0 في الجولة الأولى.

 تلقى “شباب الفراعنة” ضربة ثانية من نيوزيلندا بنتيجة 2-1 مساء الثلاثاء، ليبقى دون نقاط في رصيده ويتذيل ترتيب المجموعة الأولى، وهي النتائج التي ألقت بظلالها على المدير الفني للمنتخب أسامة نبيه، الذي يتعرض لانتقادات حادة بسبب الأداء الباهت والأخطاء التكتيكية الواضحة التي ظهرت في المباراتين، ما دفع الجماهير للتساؤل عن قدرته على قيادة المنتخب في هذه البطولة الدولية الهامة.

محطات مضيئة في مسيرة لاعب دولي مخضرم

وُلد أسامة نبيه في 20 يناير 1975، وبدأ مشواره الكروي في قطاع الناشئين بنادي الزمالك، لينضم للفريق الأول لاحقاً ويصبح أحد نجومه البارزين، و تنقل بين عدة أندية محلية وعربية، حيث انتقل لصفوف الترسانة عام 1995، ثم عاد للزمالك عام 1996 واستمر حتى 1999، قبل أن يخوض تجربة احترافية في نادي ألتاي سبور التركي عام 2000، ثم ينتقل بعدها إلى نادي الكويت الكويتي عام 2001، ومحلياً، لعب أيضاً في أندية غزل المحلة والترسانة والمصرية للاتصالات، حيث كانت محطته الأخيرة كلاعب قبل إعلان اعتزاله في موسم 2009.

بصمة مع المنتخب الوطني

تمكن أسامة نبيه خلال مسيرته الكروية من تحقيق سجل حافل بالإنجازات، حيث توج مع الزمالك ببطولة الدوري مرتين، بالإضافة إلى كأس مصر، وبطولة السوبر المحلي، و3 بطولات أفريقية، أما مع المنتخب الوطني، فقد شارك في 18 مباراة دولية سجل خلالها هدفاً واحداً، وكان ضمن القائمة التي فازت بكأس الأمم الأفريقية عام 1998 في بوركينافاسو تحت قيادة المدرب حسن شحاتة، كما ساهم في حصد الميدالية الذهبية لكرة القدم في دورة الألعاب الأفريقية 1995 مع الفراعنة.

التحول إلى التدريب والوصول إلى المنتخب 

بعد اعتزاله مباشرة في عام 2009، بدأ أسامة نبيه مشواره التدريبي من حيث بدأ مسيرته الكروية، حيث عمل في قطاع الناشئين بنادي الزمالك، تولى منصب المدرب المساعد والمدرب العام في الفريق الأول بالنادي لأكثر من مرة، كما تولى مهام المدرب الأول بشكل مؤقت من 25 يناير حتى 2 فبراير 2023. 

وشكلت محطة عمله في الجهاز الفني للمنتخب الوطني تحت قيادة الأرجنتيني هيكتور كوبر خلال الفترة من ديسمبر 2013 حتى يونيو 2018 أحد أبرز محطاته التدريبية، حيث شهدت هذه الفترة تأهل مصر لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018 ووصولها إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية في الجابون 2017.

تجارب تدريبية متعددة النتائج

تولى أسامة نبيه تدريب عدة أندية عربية منها المريخ السوداني والشعلة السعودي، بالإضافة إلى توليه مهمة المدير الفني لنادي إف سي مصر (زد). وقد لوحظ أن هذه المحطات التدريبية لم تسفر عن تحقيق أي بطولات أو إنجازات ملحوظة. وفي 21 فبراير 2024، تم تعيينه مديراً فنياً لمنتخب مصر للشباب (مواليد 2007)، قبل أن يتم تصعيده كمدير فني لمنتخب الشباب (2008) خلفاً للبرازيلي روجيرو ميكالي في 4 يناير 2025.

أداء متعثر في كأس العالم.. أخطاء فردية ووعود بالتحسن

بعد المباراة الافتتاحية أمام اليابان، علق أسامة نبيه على الأداء بقوله: “قدمنا أداء جيداً لكننا استقبلنا هدفين من أخطاء فردية”، معرباً عن ثقته بأن “الأداء سيتحسن وسنقدم مستويات أفضل في مباراة نيوزيلندا”.

 كما وجه رسالة للجماهير المصرية قال فيها: “البداية ليست كل شيء وهناك أمور إيجابية حدثت في أرض الملعب والقادم سيكون أفضل للمنتخب المصري”. إلا أن هذه الوعود لم تتحقق على أرض الملعب، حيث سقط منتخب مصر أمام نيوزيلندا بهدفين مقابل هدف، ليضيع فرصة إنعاش آماله في الصعود.

إشكاليات تكتيكية وضعف في الأداء

كشفت التحليلات عن ثلاثة عوامل رئيسية أسهمت في الخسائر المتتالية للمنتخب. يأتي في مقدمتها محدودية إمكانات ما يُعرف بـ “منتخب الأصدقاء”، الذي يضم جيلاً من اللاعبين ضعيفي المستوى لم يقدموا الأداء المنتظر. ويتمثل العامل الثاني في عدم امتلاك المنتخب لمهاجم سوبر قادر على استغلال الفرص أمام المرمى بشكل فعال، حيث راهن المدرب على لاعب جناح هجومي هو محمد عبد الله، في ظل ضعف قدرات المهاجمين في التشكيلة. أما العامل الثالث فيتمثل في فشل الجهاز الفني بقيادة أسامة نبيه في إدارة المباراة، حيث لم تنجح تغييراته في تعديل النتيجة أو معالجة الأخطاء الدفاعية المتكررة.

سيناريوهات التأهل الصعبة

رغم الوضع الصعب، لا تزال هناك فرص نظرية أمام منتخب مصر للتأهل إلى دور الـ16. يلعب منتخب مصر مباراته القادمة ضد تشيلي (المستضيف) يوم السبت المقبل الموافق 4 أكتوبر الجاري، في تمام الساعة 2 فجراً بتوقيت القاهرة. ويملك المنتخب المصري فرصة التأهل باحتلال المركز الثاني في المجموعة الأولى، بشرط الفوز على تشيلي بهدفين على الأقل دون رد، مع خسارة نيوزيلندا أمام اليابان بأي نتيجة. 

وفي هذه الحالة، سيتأهل منتخب مصر مع اليابان إلى دور الـ16، نظراً للتفوق في فارق الأهداف على نيوزيلندا. كما يمكن للمنتخب التأهل كأحد أفضل أربعة فرق تحتل المركز الثالث في المجموعات الست المشاركة في البطولة.

ترتيب المجموعة بعد الجولة الثانية

اليابان: 6 نقاط (فارق الأهداف +4)

نيوزيلندا: 3 نقاط (فارق الأهداف 0)

تشيلي: 3 نقاط (فارق الأهداف -1)

مصر: بدون نقاط (فارق الأهداف -3)

مستقبل غامض وامتحان مصيري

تواجه مسيرة أسامة نبيه التدريبية مع منتخب مصر للشباب اختباراً مصيرياً في المباراة المقبلة ضد تشيلي، حيث أصبح موقف المنتخب المصري شديد التأزم من الصعود للدور الـ16 من البطولة، بينما  التحدي الأكبر لنبيه يتمثل في قدرته على معالجة الأخطاء الفردية والثغرات التكتيكية التي ظهرت في المباراتين السابقتين، وتحمله لمسؤولية الأداء المخيب للآمال الذي قدمه منتخب الشباب في البطولة حتى الآن.

نقلاً عن: تحيا مصر

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف