ناظم الغزالي.. كيف أصبح الممثل المسرحي أيقونة الغناء في العراق؟

في العام 1963، كان الفنان العراقي الراحل ناظم الغزالي يخطط للغناء بألحان الموسيقار المصري الكبير، محمد عبد الوهاب، وبدء محطة شهرة جديدة تضاف إلى نجاحاته الغنائية الكثيرة، غير أن القدر أنهى تلك المسيرة مبكرًا.
فقد توفي الغزالي في شهر أكتوبر من ذلك العام عن عمر 42 عامًا فقط، دون أن يشكل ثنائيًا مع الملحن المصري الأشهر الذي أعجبه صوت الغزالي ورأى فيه خامة خاصة تستحق أن ترتبط ألحانه بها.
وكان صوت النجم العراقي قد ذاع صيته في العالم العربي، وقد أحيا حفلات غنائية في العواصم العربية وسجل العديد من الأغاني لإذاعاتها، التي حرصت على إيصال ذلك الصوت العراقي لمستمعيها بين كبار فناني العرب من مستوى فيروز وأم كلثوم وفريد الأطرش، بجانب عبد الوهاب ذاته.
كما كان الغزالي مزيجًا بين الصوت الفريد بحنجرة ذات قدرة غير عادية، والتجديد للمقام الغنائي العريق، والأداء المميز للأغاني وكلماتها، والذي يرجع في جزء منه إلى مهارات الغزالي الذي بدأ حياته ممثلاً مسرحيًا محترفًا.
إذ يربط نقاد الفن، الذين درسوا وكتبوا عن تجربة الغزالي الغنائية، بين إجادته للمواويل بشكل مميز جعل منها خالدة ومطلوبة حتى اليوم ولمستمعين من مختلف الأجيال، وبين إجادة فن الشهيق والزفير في الأوقات الملائمة، والنفس الطويل، والتي تعلمها في دراسته السابقة للتمثيل.
كما منحت تجربة دراسة التمثيل وتقديم أعمال مسرحية الفنان الغزالي قدرة على الإحساس بالكلمة والإيقاع في كل أغانيه، التي ذاع صيت بعضها بشكل كبير مثل: “فوق النخل”، “طالعة من بيوت أبوها”، و”يا أم العيون السود”.
من هو ناظم الغزالي؟
ولد ناظم الغزالي في بغداد لعائلة فقيرة العام 1921، والتحق بعد المدرسة بقسم المسرح في معهد الفنون الجميلة، لكن وضعه المادي الصعب أجبره على ترك المعهد والعمل في أمانة بغداد موظفًا في مشروع للطحين.
وخلال تلك الحقبة برزت موهبة الغزالي الغنائية بعدما شد صوته المحيطين به، بينما راح هو يطور مهاراته الغنائية عبر الاستماع لعمالقة الغناء في ذلك الزمن، مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش وأسمهان وليلى مراد.
كما اهتم الغزالي بالقراءة الثقافية والأدبية، التي جعلت منه بعد أن عاد للدراسة في المعهد وتخرّج منه، كاتبًا أدبيًا وفنيًا في الصحافة العراقية، بجانب تحوله لممثل مسرحي قدم عدة أعمال في بداية الأربعينيات من القرن الماضي.
غير أنه اختار التفرغ للغناء مبكرًا، وانضم لإذاعة بغداد العام 1947، والتي قدمت للعالم العربي أيقونة غناء لا تزال أعماله، سيما قصائد من عيون الشعر العربي، خالدة بعد أكثر من ستة عقود على رحيل الممثل الذي آمن بكونه مغنٍ.
نقلاً عن: إرم نيوز