السيارات الصينية توسع حصتها في أوروبا بطرز هجينة ميسورة التكلفة

استحوذت شركات صناعة السيارات الصينية على حصة قياسية قدرها 9.8% من مبيعات السيارات الهجينة في أوروبا خلال أغسطس، محققة بذلك تقدماً في قطاع يحظى بأهمية متزايدة لدى مشتري السيارات ومصنّعيها.
يُعد هذا الأداء الشهري المرة الرابعة هذا العام التي تسجل فيها العلامات التجارية الصينية مستوى قياسياً جديداً في حصتها من سوق السيارات الهجينة، بحسب بيانات شركة “داتافورس” (Dataforce). كما بلغت حصتها من سوق السيارات الكهربائية 9.6% في الشهر نفسه، بتراجع طفيف عن يوليو.
تسعى شركات مثل “بي واي دي” (BYD) و”إم جي” (MG) التابعة لـ”سايك موتور” (SAIC Motor)، إلى جانب مصنّعين صينيين آخرين، إلى تعزيز حضورها في سوق السيارات الكهربائية المتنامية في أوروبا، مما يضع ضغوطاً متزايدة على شركات راسخة مثل “فولكس واجن” (Volkswagen) و”ستيلانتس” (Stellantis) عبر تقديم طرازات تنافسية ميسورة التكلفة.
ووفقاً لجمعية مصنعي السيارات الأوروبية، ارتفعت تسجيلات السيارات الكهربائية العاملة بالبطاريات بنسبة 26% حتى أغسطس في الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة ودول رابطة التجارة الحرة الأوروبية، فيما قفزت مبيعات السيارات الهجينة القابلة للشحن بنسبة 28%. يأتي هذا في مقابل زيادة قدرها 0.4% في جميع أنظمة الدفع الأخرى.
الرسوم الأوروبية على السيارات الصينية
اتجهت شركات صناعة السيارات الصينية هذا العام نحو بيع المزيد من الطرازات الهجينة، بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي رسوماً جمركية على السيارات الكهربائية المُصنعة في الدولة الآسيوية. ومع ذلك، واصلت “بي واي دي” وغيرها زيادة مبيعاتها من السيارات الكهربائية، بينما تعمل على بناء قدراتها التصنيعية داخل المنطقة لتفادي الرسوم الجمركية الجديدة.
وبحسب بيانات منفصلة من شركة الاستشارات المتخصصة في السيارات “جاتو دايناميكس” (Jato Dynamics)، ارتفعت مبيعات “بي واي دي” من السيارات الكهربائية في أوروبا بأكثر من الضعف خلال أغسطس مقارنة بالعام الماضي. وحققت شركة “تشيجيانغ ليبموتور تكنولوجي” (Zhejiang Leapmotor Technology) نمواً هائلاً.
تطرح شركة “ليبموتور” (Leapmotor) واحدة من أرخص السيارات الكهربائية العاملة بالبطاريات في السوق، وهي سيارة المدينة “تي 03” (T03)، بحسب فيليبي مونوز، المحلل في شركة “جاتو”. وأضاف أن “السيارات الكهربائية العاملة بالبطاريات الميسورة التكلفة هي تماماً ما يطلبه المستهلكون في أوروبا، وحتى الآن لم يتمكن سوى قلة من المصنعين من تلبية هذا الطلب”.
منافسة الطرز الصينية للأوروبية
مع ذلك، أوضح مونيوز أن طراز “تي 03” يُعد قديماً نسبياً ويأتي بميزات أساسية، ما يعني أن “ليبموتور” بحاجة إلى طرح تصاميم جديدة للحفاظ على زخمها. وقدمت الشركة، التي دخلت في شراكة مع “بيجو” (Peugeot) و”فيات” (Fiat) التابعة لشركة “ستيلانتس” في أوروبا، سيارتها الهاتشباك الكهربائية “بي 05” (B05) خلال معرض ميونيخ للسيارات في سبتمبر، كمنافس مباشر لطراز “أي دي.3” (ID.3) من “فولكس واجن”.
كما شاركت شركة “بي واي دي” في معرض ميونخ، حيث كشفت عن سيارتها “سيل 6 دي إم-آي تورينغ” (Seal 6 DM-i Touring) من فئة ستيشن واغن ضمن استراتيجيتها لتعزيز حضورها في سوق السيارات الهجينة بالمنطقة.
طالع أيضاً: “فولكس واجن” تخفض الإنتاج وتوقف مؤقتاً مصنعين للسيارات الكهربائية
وحافظت “بي واي دي” على زخمها، إذ أعلنت مساء الأربعاء أنها سجلت أكثر من 3 آلاف سيارة في ألمانيا خلال سبتمبر، في إنجاز هو الأول من نوعه لها بالسوق الألمانية. وأصبحت الشركة تسيطر حالياً على 6.9% من سوق السيارات الهجينة، و2.9% من سوق السيارات الكهربائية الخالصة هناك.
بينما واصلت شركتا “ليبموتور” و”بي واي دي” التوسع في سوق السيارات الكهربائية، تراجعت “إم جي” بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي أعلى الرسوم الجمركية على شركتها الأم “سايك موتور” المملوكة للدولة.
باتت العلامة البريطانية، التي انضمت إلى “سايك” قبل نحو عقد، تركز بشكل أكبر على الطرازات الهجينة والهجينة القابلة للشحن في السوق الأوروبية، في الوقت الذي تراجعت فيه مبيعات سياراتها الكهربائية بالكامل بنسبة 16% خلال أغسطس، وفقاً لبيانات “جاتو”.
قال مونيوز: “إنهم يسعون لتقليل اعتمادهم على السيارات الكهربائية الخالصة”.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج