المهمة المستحيلة”.. 4 كوارث تنتظر “مدرب الاتحاد القادم”

بعد الإطاحة بالمدرب الفرنسي لوران بلان، تتجه أنظار جماهير الاتحاد السعودي بفارغ الصبر نحو “المنقذ” القادم، وتتداول الأسماء الكبرى مثل سيرجيو كونسيساو ولوتشيانو سباليتي وتشافي هيرنانديز وإن كان مدرب ميلان السابق هو أقربهم في الوقت الحالي بحسب التقارير الأخيرة.
لكن خلف بريق الأسماء والطموحات الكبيرة، يكمن واقع مرير: إن كرسي تدريب الاتحاد حاليًا ليس فرصة ذهبية، بل هو “مهمة مستحيلة” وأشبه بالسير في حقل ألغام.
أي مدرب سيقبل بهذه المهمة، مهما كان حجمه، سيجد نفسه في مواجهة أربع “كوارث” مترابطة قد تحرق مسيرته قبل أن تبدأ.
الكارثة الأولى: فريق منهار نفسيًا
أول ما سيصطدم به المدرب الجديد ليس خصمًا في الملعب، بل هو فريق محطم نفسيًا وفاقد للثقة تمامًا. “العميد” يدخل هذه المرحلة الجديدة وهو يجر أذيال خيبة أمل ثلاثية: هزيمتان متتاليتان ومذلتان في بداية مشواره بدوري أبطال آسيا أمام فرق أقل منه في الإمكانيات، وفوق كل ذلك، “صفعة” الكلاسيكو المؤلمة على أرضه أمام الغريم التقليدي النصر.
المهمة الأولى للمدرب القادم لن تكون تكتيكية، بل نفسية بحتة. سيحتاج إلى أن يلعب دور “الطبيب النفسي” قبل أن يلعب دور المدرب، في محاولة لإعادة بناء ثقة لاعبين يشعرون بأنهم خذلوا ناديهم وأن موسمهم على وشك الانهيار.
الكارثة الثانية: غرفة ملابس على حافة الانفجار
لن يرث المدرب الجديد مجرد لاعبين محبطين، بل سيرث “غرفة ملابس” مليئة بالنجوم الكبار وأصحاب الشخصيات القوية، وعلى رأسهم كريم بنزيما. إقالة لوران بلان نفسها جاءت وسط أحاديث عن عدم رضى بعض النجوم عن أسلوبه. هذا يثبت أن “قوة اللاعبين” في الاتحاد أصبحت حقيقة واقعة.
المدرب القادم سيجد نفسه في مواجهة تحدٍ هائل: كيفية فرض سيطرته وشخصيته على لاعبين كبار يشعرون بأن لهم كلمة في قرارات النادي. أي صدام مبكر مع نجم بحجم بنزيما قد يعني كتابة شهادة وفاة المدرب الجديد قبل أن يبدأ مهمته، تمامًا كما حدث مع سلفه.
الكارثة الثالثة: جدول مباريات “ناري” لا يرحم
لا يوجد وقت لالتقاط الأنفاس أو فترة “شهر عسل”. المدرب الجديد سيتم إلقاؤه مباشرة في قلب النار. جدول الاتحاد في شهر أكتوبر هو الأصعب لأي فريق في الدوري: سيبدأ بمواجهة الفيحاء محليًا، ثم مباراة حاسمة ومصيرية في دوري أبطال آسيا ضد الشرطة العراقي، وبعدها مباشرة قمة مرتقبة أمام الهلال في الدوري، ليختتم الشهر بـ”معركة ثأرية” أخرى أمام النصر في دور الـ16 من كأس خادم الحرمين الشريفين.
هذا الجدول يعني أن المدرب الجديد مطالب بتحقيق نتائج إيجابية فورية ضد أقوى الفرق، وأي تعثر في هذه السلسلة سيضعه تحت ضغط جماهيري وإعلامي لا يطاق منذ اليوم الأول.
الكارثة الرابعة: إدارة تحت ضغط جماهيري هائل
المدرب الجديد لن يعمل تحت مظلة إدارة مستقرة وهادئة. إدارة الرئيس فهد سندي نفسها تعيش تحت ضغط جماهيري وإعلامي رهيب بسبب أسلوب تواصلها المثير للجدل والنتائج السلبية الأخيرة.
هذا يعني أن الإدارة لن تكون قادرة على حماية المدرب لفترة طويلة إذا استمرت النتائج السيئة. أي تعثر جديد سيدفع الإدارة لاتخاذ قرارات متسرعة لامتصاص غضب الجمهور، وسيكون المدرب هو “كبش الفداء” الأسهل. باختصار، سيعمل المدرب القادم وهو يعلم أن “حبل المشنقة” قريب جدًا وأن صبر الإدارة والجمهور قد نفد تمامًا.
في النهاية، من سيقبل بتدريب الاتحاد الآن لا يقبل بمجرد وظيفة، بل يقبل بمغامرة محفوفة بالمخاطر. النجاح سيتطلب أكثر من مجرد عبقرية تكتيكية؛ سيتطلب شخصية كاريزمية قادرة على لم شمل فريق منهار، ودبلوماسية للتعامل مع النجوم، وحظًا لتجاوز جدول الموت.
نقلاً عن: إرم نيوز