“باريدوليا”.. تشكيلية لبنانية تستلهم “ظاهرة غامضة” في لوحاتها (صور)

تستلهم الفنانة التشكيلية اللبنانية منى نحلة ظاهرة غامضة للغاية، رغم شيوعها في حياتنا اليومية، وهي “باريدوليا”، في معرض جديد يحمل نفس الاسم ويقام حاليًا بغاليري “ميشن أرت” بمنطقة “مار مخايل” بالعاصمة بيروت.

ويضم المعرض عددًا من اللوحات التي تخطف العين من المرة الأولى والمنفذة بخامات الأكريليك، فضلًا عن التماثيل المدهشة ذات الطابع غير التقليدي المنفذة بتقنية “الورق المحفوف”؛ ما يصنع حالة خاصة لدى المتلقي.

ويقصد بـ”باريدوليا” رؤيتنا لوجوه البشر وأشكال الحيوانات بشكل غير منطقي وغير حقيقي في العديد من الأشياء، مثل الغيوم والجدران وأسطح الرخام والقمر وفنجان القهوة وغيرها مما تقع عليه أعيننا بشكل يومي.

وتؤكد بحوث علمية أن “الظاهرة تعكس آلية للبقاء يستخدمها المخ البشري حيث يميل لترجمة الأشياء وفق آليات مألوفة مسبقة حتى لو كانت ستؤدي إلى نتائج زائفة”، لكن منى نحلة تتعامل مع تلك الصور و”التهيؤات” على نحو شديد الجدية، وتسعى لتقديمها وفق معانٍ جديدة تؤكد على مأزق إنسان العصر وعذاباته.

وتجمع أعمال الفنانة بين العديد من المتناقضات مثل الظل والنور، الحلم والكابوس، الذكورة والأنوثة، الفلسفة والعبث، الشفافية والغموض. 

وتعكس عناوين اللوحات اشتباكا مع اللحظة الاجتماعية والسياسية والنفسية التي يعيشها البشر في المنطقة العربية والعالم، كما في “منطقة الراحة”، “كونيكتد”، “اللعبة المنتظرة”، “الإدراك الطبقي”، “حب الذات”. 

أما عناوين اللوحات فتعكس ثنائية المظهر والجوهر، وحقيقة ما يدور داخل النفس الإنسانية من انفعالات ورؤى وأفكار غير مألوفة، كما في “الراقصة”، “المنطوي على نفسه”، “الطفل في داخلنا”، “فتاة الزهور”.