مدير مشروعات تطوير الري الحقلى لتحيا مصر.. فيضان النيل يهدد المحاصيل ويؤثر على خصوبة التربة بشكل مباشر

مدير مشروعات تطوير الري الحقلى لتحيا مصر.. فيضان النيل يهدد المحاصيل ويؤثر على خصوبة التربة بشكل مباشر

قال الدكتور حسن شمس الدين، مدير مشروعات تطوير الري الحقلي، أن موجة الفيضان الأخيرة تركت آثارًا سلبية واضحة على الأراضي الزراعية والمحاصيل بمختلف أنواعها.
وأوضح أن اندفاع المياه بقوة يؤدي إلى اقتلاع النباتات وجرف المحاصيل، بالإضافة إلى تشبّع التربة بالمياه، ما يمنع تقوية جذور النباتات ويعرضها للموت السريع.
كما أشار، مدير مشروعات تطوير الري الحقلي، فى تصريح خاص لـ”موقع تحيا مصر”، إلى أن الفيضان يتسبب في غسل الأسمدة من التربة وإفقادها قيمتها، فضلًا عن إحداث ما يُعرف بـ”الانجراف السطحي”، وهو انتقال التربة الزراعية من مكانها، مما ينعكس مباشرة على خصوبتها وجودتها الإنتاجية.

تأثر جميع المحاصيل والدلتا الأكثر عرضة

وشدد شمس الدين على أن كافة المحاصيل الزراعية تتأثر بالفيضان، إلا أن مناطق الدلتا تحديدًا تظل الأكثر عرضة للخسائر بحكم طبيعتها الجغرافية وكثافة الزراعة بها.
وأضاف أن محصول الأرز – الذي كان من أبرز محاصيل الدلتا – غير موجود حاليًا في هذه الفترة، لكنه أكد أن جميع المحاصيل الأخرى مهددة بشكل كبير.

أهمية شبكات الصرف الزراعي للتعافي

وأوضح الخبير أن الأراضي الزراعية تصل إلى ما يسمى بـ”الساعة الحقلية” خلال فترة تتراوح بين 24 و48 ساعة، وهي المرحلة التي يجب أن تستوعب فيها التربة المياه بشكل متوازن دون زيادة تؤدي إلى الغرق.
وأشار إلى أن وجود شبكة صرف زراعي جيدة، سواء على مستوى الحقول أو المصارف العمومية، يساعد بشكل كبير في التعافي من آثار الفيضان والحد من خسائره.

إجراءات عاجلة من وزارة الري

وأكد شمس الدين أن وزارة الموارد المائية والري تستعد لاتخاذ حزمة من الإجراءات العاجلة، أبرزها تطهير المصارف الزراعية وفتح المفيضات الخاصة بالري، للتعامل مع كميات المياه القادمة من النيل ومن اتجاه أسوان.
كما أشار إلى أن هناك مفيضات في الجنوب مثل مفيض توشكى، وأخرى في الشمال على البحر المتوسط سيتم تشغيلها لتصريف المياه الزائدة وضمان عدم تراكمها داخل الأراضي الزراعية.

حيث شهدت قرية دلهمو التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، اليوم الجمعة، غرق عدد من المنازل ومساحات واسعة من الأراضي الزراعية الواقعة على حرم فرع نهر النيل، نتيجة الارتفاع الملحوظ في منسوب المياه.
وتكررت بذلك معاناة الأهالي مع الفيضان الذي يجتاح القرية كل عام، مسببًا أضرارًا مادية جسيمة وخسائر في المحاصيل والممتلكات.

بيانات وتحذيرات رسمية لإخلاء المنازل والمزارع

وأصدرت رئاسة مركز ومدينة أشمون بيانًا عاجلًا، ناشدت فيه المواطنين والمزارعين بسرعة إخلاء المنازل والأراضي المقامة على أراضي طرح النهر، واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لحماية الأرواح والممتلكات، مؤكدة أن هذه التدابير مؤقتة حتى استقرار منسوب المياه.

وفي السياق ذاته، وجهت رئاسة مركز ومدينة منوف تحذيرات مماثلة، مشددة على أن استمرار ارتفاع منسوب المياه قد يؤدي إلى غمر مساحات أكبر من الأراضي الزراعية والمباني، الأمر الذي يستوجب وقف الأنشطة الزراعية بشكل مؤقت لحين زوال الخطر.

مجلس الوزراء: الاستجابة للتحذيرات ضرورة

من جانبه، جدد مجلس الوزراء تحذيراته للمواطنين، مؤكدًا ضرورة الالتزام الكامل بالتعليمات الرسمية وعدم التهاون في التعامل مع الأزمة، نظرًا لخطورة استمرار التواجد على ضفاف النهر مع ارتفاع مناسيب المياه.

أهالي دلهمو بين المعاناة والخوف من المستقبل

وعبّر عدد من أهالي القرية عبر منصات التواصل الاجتماعي عن استيائهم من تكرار الأزمة، مؤكدين أن بعض الأسر لا تمتلك مساكن بديلة سوى تلك المقامة على حرم النهر، ما يجعلهم عرضة لخطر الغرق كل عام.
وأشار الأهالي إلى أن غياب حلول جذرية يجعلهم يعيشون حالة قلق دائم مع بداية موسم الفيضان.

أراضي طرح النهر.. السبب وراء تكرار الأزمة

بحسب مسؤولي الري، فإن جذور المشكلة تعود إلى إقامة منازل ومزارع على ما يُعرف بـ”أراضي طرح النهر”، وهي مناطق منخفضة ملاصقة لمجرى النيل، ما يجعلها أكثر عرضة للغمر بالمياه كلما ارتفعت مناسيب النهر خلال موسم الفيضان.

إجراءات عاجلة من المحافظة

وكانت محافظة المنوفية قد وجهت، مساء أمس الخميس، تحذيرات عاجلة للمواطنين المقيمين على أراضي طرح النهر بمركز أشمون، وطالبتهم بسرعة إخلاء المنازل والمزارع لحماية الأرواح.
وأكدت المحافظة في بيان رسمي أن الارتفاع الكبير في منسوب المياه بفرع النيل يمثل تهديدًا مباشرًا للأراضي الزراعية والمباني المجاورة للمجرى المائي.

دعوات للحذر ووقف الزراعة مؤقتًا

وشددت المحافظة على ضرورة توخي الحذر والامتناع عن زراعة أي محاصيل جديدة في الوقت الحالي، مع إخلاء المنازل على الفور حفاظًا على السلامة العامة.
وتأتي هذه التحذيرات في إطار المتابعة المستمرة لتداعيات ارتفاع مناسيب النيل، والتي كان رئيس الوزراء قد شدد على خطورتها مؤخرًا، مطالبًا بالتعامل العاجل معها لحماية المواطنين والممتلكات.

نقلاً عن: موقع تحيا مصر

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف