تطبيق Sora من OpenAI يثير جدلًا حول التزييف العميق (فيديو)

تطبيق Sora من OpenAI يثير جدلًا حول التزييف العميق (فيديو)

يثير إطلاق تطبيق “Sora” من شركة “OpenAI” جدلًا واسعًا، بعدما فتح الباب أمام مرحلة جديدة في عالم المحتوى المرئي على الإنترنت، إذ يتيح للمستخدمين إنشاء مقاطع فيديو مولَّدة بالكامل بالذكاء الاصطناعي عبر نموذج “So”ra2 المتطور، انطلاقًا من مطالبة نصية بسيطة فقط، ومشاركتها بسهولة مع الآخرين.

ورغم تأكيد الشركة أن هدف التطبيق هو تعزيز الإبداع والتواصل الاجتماعي بالاستفادة من قدرات الذكاء الاصطناعي في إنتاج مقاطع احترافية، فإن كثيرين يرون فيه منعطفًا مقلقًا نحو انتشار التزييف العميق (Deepfake) على نطاق أوسع، بالنظر إلى الواقعية المذهلة التي تتميّز بها المقاطع المنتجة، وسهولة الوصول إلى الأداة مجانًا.

مزايا مبتكرة

يعمل تطبيق Sora بطريقة مشابهة لتطبيقات مشاركة الفيديو القصير مثل “تيك توك”، ويقدّم واجهة استخدام مألوفة تتيح تصفح المقاطع في صفحة رئيسة (For You) تعتمد على خوارزمية توصية ذكية، مع إمكانيات الإعجاب والتعليق والمشاركة وإنشاء المحتوى الخاص. 

كما يتيح التطبيق تصفية المقاطع وفق الحالة المزاجية، في تجربة تجمع بين الترفيه والتخصيص.

لكن الميزة الأكثر إثارة للجدل تبقى ميزة “Cameos”، التي تمكّن المستخدمين من إدراج صور أشخاص آخرين في مشاهد تبدو حقيقية تمامًا.

ويمكن لأي مستخدم عند إنشاء حسابه رفع صورته الشخصية والسماح للآخرين باستخدامها في المقاطع، وهو ما يثير تساؤلات واسعة حول الخصوصية وأخلاقيات الاستخدام.

مقاطع شبه حقيقية

تتميّز المقاطع التي يُنتجها نموذج Sora 2 بدرجة عالية من الواقعية، تجعل من الصعب التمييز بينها وبين الفيديوهات الحقيقية.

كما أظهر النموذج قدرات متقدمة في فهم التعليمات المعقدة والتعبير الطبيعي، مع تحسين واضح في نطق الكلمات وجودة الحوار، بحيث تبدو المقاطع واقعية إلى حد كبير، وخالية تقريبًا من الأخطاء التقنية الملحوظة.

تستغرق عملية توليد الفيديو عادة من دقيقتين إلى خمس دقائق، وتحمل المقاطع الناتجة علامة مائية صغيرة تشير إلى أنها مولدة بالذكاء الاصطناعي.

ومع ذلك، فإن سهولة إنتاجها ومظهرها الواقعي يجعلانها عرضة للاستخدام في التضليل أو إنشاء محتوى خادع.

رقابة محدودة

يتضمن التطبيق نظام رقابة يمنع استخدام صور المشاهير دون إذن، غير أن خبراء يحذرون من إمكانية التحايل على النظام لإنتاج مقاطع تتضمن شخصيات عامة في مواقف أو تصريحات غير حقيقية، مما يعزز المخاوف من تآكل الثقة بالمحتوى المرئي على الإنترنت.

وقد وافق سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، على استخدام صورته داخل التطبيق، ما أدى إلى انتشار مقاطع ساخرة تُظهره في مشاهد خيالية، منها مقطع يظهر فيه مع شخصية “بيكاتشو” الكرتونية، في مشهد يعكس قدرات التطبيق من جهة، والمخاطر الكامنة وراءه من جهة أخرى.

الوصول إلى التطبيق

يتوفر تطبيق Sora حاليًا لمستخدمي هواتف آيفون في الولايات المتحدة وكندا عبر متجر “آب ستور” مجانًا، لكن التسجيل واستخدامه يتطلبان دعوة خاصة للتجربة في هذه المرحلة.

وتخطط OpenAI لإطلاق التطبيق لاحقًا على أجهزة أندرويد، إلى جانب توفير نموذج Sora 2 عبر موقعها الإلكتروني Sora.com.

ويمثل Sora نموذجًا واضحًا للتحول العميق الذي يشهده العالم الرقمي اليوم، حيث تتقاطع الابتكارات التقنية مع تحديات المصداقية والثقة.

وبينما تتيح أدوات الذكاء الاصطناعي إمكانات هائلة للإبداع وإنتاج المحتوى، فإن تطبيقات مثل Sora تثير أيضًا أسئلة أخلاقية معقدة حول كيفية التعامل مع المحتوى الاصطناعي في عصر يصعب فيه التفريق بين الحقيقة والوهم.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف