“برشلونة العاجز”.. لماذا لا يمكن “توبيخ” فليك بعد فضيحة إشبيلية؟

“برشلونة العاجز”.. لماذا لا يمكن “توبيخ” فليك بعد فضيحة إشبيلية؟

بعد الهزيمة الثقيلة والمذلة لبرشلونة بأربعة أهداف مقابل هدف أمام إشبيلية، كان من الطبيعي أن تبدأ حملات “جلد” المدرب هانزي فليك، وأن تتعالى الأصوات مطالبة بمحاكمته على السقوط الأول للفريق في الدوري هذا الموسم.

لكن إلقاء اللوم على المدرب وحده في هذه الحالة ليس مجرد تبسيط للأمور، بل هو تجاهل كامل للحقيقة المرة والواقع الاستثنائي الذي يعيشه برشلونة. فالحقيقة أن فليك لا يقود فريقًا طبيعيًا، بل يقود “برشلونة العاجز”، الفريق يقاتل بـ”يد واحدة” في معركة غير متكافئة، ومجرد وجوده في المنافسة هو “معجزة” بحد ذاتها.

الكارثة الأولى: “المستشفى المفتوح” في غرفة الملابس

قبل أن نتحدث عن التكتيك، يجب أن ننظر إلى قائمة الفريق، برشلونة لا يواجه أزمة إصابات عادية، بل يعيش في “مستشفى” مفتوح.

في مباراة حاسمة مثل مواجهة إشبيلية، كان الفريق محرومًا من مجموعة من أهم أسلحته الهجومية والإبداعية: لامين يامال ورافينيا، وهما الجناحان الأساسيان، بالإضافة إلى غافي وفيرمين لوبيز اللذين يمثلان قلب وروح خط الوسط وأيضًا حارس مرماه الأساسي خوان غارسيا، وعندما يضاف إليهم إصابة ماركوس راشفورد أثناء المباراة، فنحن نتحدث عن فريق فقد عموده الفقري بالكامل. لا يمكن لأي مدرب في العالم، مهما كانت عبقريته، أن ينافس بفاعلية وهو محروم من نصف قوته الضاربة. إن مطالبة فليك بالفوز في ظل هذه الظروف أشبه بمطالبة طيار بالتحليق بطائرة بنصف جناح.

الكارثة الثانية: “الأزمة المالية الخانقة” التي تقيد النادي

لماذا لا يملك برشلونة بدلاء بقوة الأساسيين أنفسهم؟ الإجابة تكمن في “الأزمة المالية الخانقة” التي لا يعاني منها أي نادٍ كبير آخر في أوروبا بالشكل ذاته، فبينما تتعاقد أندية مثل ريال مدريد ومانشستر سيتي وباريس سان جيرمان مع من تشاء، يكافح برشلونة لتسجيل لاعبيه الجدد بسبب قوانين اللعب المالي الصارمة. هذه الأزمة لا تؤثر فقط في قدرة النادي على شراء صفقات جديدة، بل تجعل دكة البدلاء ضعيفة بالضرورة، وتجبر المدرب على الاعتماد على لاعبين شباب تنقصهم الخبرة في أصعب اللحظات.

الكارثة الثالثة: “فريق بلا بيت” ولعنة مونتغويك

يُضاف إلى كل ما سبق أن برشلونة هذا الموسم هو “فريق بلا بيت”، اللعب في ملعب مونتغويك الأولمبي، بجمهوره البعيد وأجوائه الباردة، لا يمكن مقارنته أبدًا بـ”جحيم” كامب نو الذي كان يرعب الخصوم. 

لقد فقد برشلونة سلاحه الأهم: “اللاعب رقم 12” الحقيقي. هذا العامل النفسي لا يمكن الاستهانة به، فاللعب لكل تلك الشهور خارج حصنك التاريخي يفقد اللاعبين جزءًا من شعورهم بالقوة والهيبة، ويمنح الفرق المنافسة جرأة أكبر لمهاجمتهم.

 

   

الكارثة الرابعة: “منافسة غير عادلة” مع عمالقة الأموال

في النهاية، ينافس برشلونة في إسبانيا فريقًا مثل ريال مدريد يدفع رواتب أعلى بكثير، وفي أوروبا يواجه “إمبراطوريات” مالية مثل باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي، هذه المنافسة “غير العادلة” ماديًا تجعل من كل انتصار لبرشلونة إنجازًا مضاعفًا. فالفريق لا يقاتل فقط في الملعب، بل يقاتل أيضًا ضد الفوارق الاقتصادية الهائلة التي تسمح لمنافسيه بامتلاك تشكيلات أعمق وأكثر جاهزية.

في ظل كل هذه الكوارث، من الظلم يتم “توبيخ” هانزي فليك!. الرجل يفعل ما بوسعه بفريق يعاني من إصابات كارثية، وأزمة مالية، ويلعب خارج دياره.

إن مجرد وصول هذا الفريق لصدارة الدوري الإسباني ولو لجولة واحدة ومنافسته في دوري الأبطال هو شهادة على “معجزة” يحققها المدرب واللاعبون المتاحون. قد تكون هزيمة إشبيلية قاسية، لكنها ليست “فضيحة” مدرب، بل هي النتيجة المنطقية لفريق يقاتل بقلبه وروحه ضد ظروف لا يرحمها المنطق.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف