تعرف كيف نفذ الجواهرجي صاحب المهمة المستحيلة ضربة مفتاح نصر 6 أكتوبر

كانت ضربة مفتاح نصر 6 أكتوبر 1973 بمثابة الشرارة التي أضاءت طريق النصر العظيم حيث مهدت ببراعة لعبور القوات المصرية وتدمير خط بارليف المنيع ولقد سطرت القوات الجوية ملحمة بطولية غير مسبوقة كان بطلها الأول طيار فذ نفذ أخطر المهام على الإطلاق ليبدأ معركتنا الحاسمة نحو استعادة الأرض والكرامة.
ضربة مفتاح نصر 6 أكتوبر بطل من طراز فريد
في قلب هذه الملحمة يبرز اسم الرائد طيار أحمد صادق الجواهرجي الذي كان أحد أمهر وأكفأ طياري القاذفات الثقيلة من طراز TU-16 في ذلك الوقت.
وبفضل خبرته الطويلة ومهارته الفائقة وشجاعته النادرة وقع عليه الاختيار لتنفيذ الضربة الافتتاحية التي ستحدد مسار الحرب بأكملها.
تكليف بمهمة انتحارية
كانت المهمة التي كُلّف بها الجواهرجي شبه مستحيلة بكل المقاييس فقد نجح العدو الإسرائيلي في إقامة مركز قيادة وسيطرة محصن في قاعدة أم مرجم الجوية بوسط سيناء.
وكان هذا المركز يدير كافة العمليات العسكرية ويحتوي على أحدث أجهزة الإعاقة والتشويش الإلكتروني وكانت الخطة تقضي بتدمير هذا المركز في صمت تام وقبل دقائق معدودة من انطلاق ساعة الصفر.
الخطة العبقرية للضربة الجوية الافتتاحية
نفذ الرائد الجواهرجي خطة خداعية عبقرية للحفاظ على سرية المهمة حيث قام بطلعة جوية روتينية فوق الصحراء الغربية ومنطقة وادي النطرون ليوهم العدو بأنها مجرد طلعة تدريبية ثم اتجه شرقًا بشكل مفاجئ نحو سيناء.
وحلّق على ارتفاعات منخفضة جدًا ليتجنب كافة الرادارات المعادية والصديقة على حد سواء وعند وصوله إلى الهدف أطلق صاروخين دقيقين دمرا مركز القيادة بالكامل وأبادا كل من فيه بضربة جراحية قاتلة.
تحدي الدفاعات الجوية الصديقة
كانت أصعب مراحل المهمة على الإطلاق هي العودة بسلام دون علم الدفاع الجوي المصري بالمهمة السرية ولكي يتجنب إسقاط طائرته بنيران صديقة اتبع الجواهرجي مسارًا غير متوقع.
حيث استخدم طريق صلاح سالم في القاهرة كمرشد بصري له ثم اتجه نحو مطار القاهرة الدولي بعد أن أغلق كافة أجهزة الاتصال والملاحة لضمان السرية المطلقة.
هبوط الأبطال في مطار القاهرة
عندما اقتربت طائرة الجواهرجي من المدرج الرئيسي لمطار القاهرة الدولي لاحظه المراقب الجوي وأطلق نحوه تحذيرًا شديد اللهجة يمنعه من الهبوط دون تصريح مسبق لكن الجواهرجي بكل ثقة وهدوء قطع الاتصال.
وأبلغ المراقب بأن الأمر عسكري وهبط بسلام على المدرج لتنتهي المهمة بنجاح ساحق وسط هتافات التكبير وصيحات النصر التي استقبلت هذا البطل المغوار.
نقلاً عن: صوت المسيحي الحر