لماذا تزداد أعراض لدغة أفعى المامبا سوءًا بعد إعطاء مضاد السم؟

كشف علماء عن سبب احتمال تفاقم بعض أعراض لدغات أفعى المامبا بعد تلقي المرضى مضاد السم. وأظهرت الدراسة المنشورة في مجلة Toxins أن سم المامبا يحتوي على نوعين من السموم العصبية التي تؤثر في الجسم بطرق متعارضة، وعندما يقوم مضاد السم بتحييد أحدهما، قد تظهر أعراض السم الآخر.
وتعتبر أفاعي المامبا، وخاصة السوداء، من أكثر الأفاعي فتكًا في العالم، حيث يهاجم سمها الجهاز العصبي مسببًا إمّا شللًا رخوًا (حيث تصبح العضلات مرتخية) وإمّا شللًا تشنجيًّا (حيث تصاب العضلات بتشنجات لا إرادية). ودون علاج سريع، قد يموت الضحية خلال ساعة بسبب شلل التنفس أو توقف القلب. ويُسجل أكثر من 30,000 حالة وفاة سنويًّا بسبب لدغات الأفاعي في أفريقيا جنوب الصحراء، حيث تنتشر المامبا.
ولطالما كان الاعتقاد السائد أن فقط مامبا الخضراء الشرقية تسبب الشلل التشنجي، بينما تسبب الأنواع الثلاث الأخرى، بما في ذلك المامبا السوداء، الشلل الرخو فقط. لكن الدراسة وجدت أن جميع الأنواع الأربع تحتوي على كلا النوعين من السموم. وكانت أعراض الشلل التشنجي مخفية لأن الشلل الرخو كان أكثر هيمنة. وعندما يُحيد مضاد السموم سموم الشلل الرخو، تظهر أعراض الشلل التشنجي.
وبحسب موقع “لايف ساينس” اختبر الباحثون سموم الأنواع الأربع على أنسجة مختبرية للحيوانات وقيموا فاعلية ثلاثة أنواع من مضادات السم التجارية المتوفرة في أفريقيا. وبينما كانت مضادات السموم فعالة ضد الشلل الرخو، كانت أقل فاعلية في علاج الشلل التشنجي.
كما اكتشف الفريق فروقًا إقليمية في سم المامبا السوداء، حيث اختلف سم الأفاعي القادمة من كينيا وجنوب أفريقيا في تأثيراته واستجابته لمضادات السموم؛ ما يؤكد الحاجة إلى علاجات مخصصة حسب المناطق.
ويشدد الخبراء على أن فهم تنوع السموم ضروري لتطوير مضادات سموم أكثر فاعلية. وأوضح عالم التكنولوجيا الحيوية أندرياس لاوستسن-كيل أن مضادات السموم يجب أن تستهدف كل السموم ذات الصلة، بغض النظر عن مصدر الأفعى.
ويهدف الباحث برايان فراي لتوسيع الدراسة لتحديد أي مضاد سموم يعمل بشكل أفضل في كل منطقة؛ ما يساعد الأطباء على تصميم علاج مبني على الأدلة ويُحسن النتائج السريرية لضحايا لدغات المامبا.
نقلاً عن: إرم نيوز