استنزاف غير مسبوق.. مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي تثير مخازف بيئية

تشهد مراكز البيانات المخصصة لتشغيل تطبيقات الذكاء الاصطناعي استهلاكًا هائلاً للطاقة والمياه، ما يثير المخاوف بشأن تأثيرها البيئي على المجتمعات المحيطة.
وفي ظلّ النمو المتسارع في الطلب على الذكاء الاصطناعي، يبرز أن هذه المراكز لم تعد مجرد بنى تحتية رقمية، بل أصبحت عبئًا كبيرًا على البنى التحتية المحلية.
تلجأ هذه المراكز إلى استخدام وحدات معالجة الرسوميات GPUs لتسريع المهام المتكررة، لكن هذه الوحدات متعطشة للطاقة بشكل كبير. وأفادت الدراسات أن استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات ارتفع من نحو 60 تيراواط‑ساعة في منتصف العقد الماضي إلى 176 تيراواط‑ساعة بحلول 2025، مع توقعات بأن تصل مساهمة هذه المراكز إلى 12 % من إجمالي استهلاك الكهرباء في بعض الدول بحلول العقد المقبل.
معركة تبتلع الماء
إنتاج الحرارة هو الجانب الآخر من المعادلة، فعندما تعمل تلك المعالجات المكثفة، تنتج حرارة كبيرة يجب تبريدها للحفاظ على استقرار الأداء. فالتبريد التقليدي بالهواء لم يعد كافياً، ولهذا يتم اللجوء إلى أنظمة تبريد سائلة مغلقة. وبعض المشاريع تستخدم مياه البحر لتبديد الحرارة، مع التأكيد على أن العملية لا تسبّب فقدًا فعليًا للمياه.
واستخدمت مراكز البيانات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي 55.4 مليار لتر من المياه في الولايات المتحدة وحدها عام 2025، في حين أن مراكز البيانات التقليدية استهلكت 10.56 مليار لتر فقط.
الحلول المحتملة
تُعد الشفافية في قياس بصمة الانبعاثات والموارد نقطة انطلاق مهمة للتغيير، من بين حلول أخرى مقترحة. على سبيل المثال، تحسين تصميم الرقائق لتكون أكثر كفاءة في الأداء قد يساهم في خفض الانبعاثات واستهلاك الموارد.
وفي السياق ذاته، فإن نقل الأعمال إلى مراكز بيانات في مناطق تتوفر فيها طاقة متجددة بكثرة، قد يسهم في استهلاك الموارد.
ورغم هذه الاقتراحات، فإن الانتقال إلى أنظمة أكثر استدامة ليس بالأمر السهل، إذ يتطلب استثمارات ضخمة وتحولات في البنية التحتية، فضلاً عن أن كفاءة المعدات الجديدة قد لا تغطي الطلب المتزايد سريعًا.
في خاتمة المطاف، فإن مراكز البيانات المخصصة للذكاء الاصطناعي تمثل تحديًا بيئيًا خطيرًا، وقد يزداد تأثر المجتمعات المحيطة بها خصوصًا في مناطق ذات موارد مائية أو كهربائية محدودة، ما يستدعي تضافر الجهود بين القطاع التقني وصناع السياسات لضمان نمو التكنولوجيا دون استنزاف مقدرات الأرض.
نقلاً عن: إرم نيوز