موقف مؤثر ليمني يعثر على معلمه المصري بعد 35 عاما (صور)

موقف مؤثر ليمني يعثر على معلمه المصري بعد 35 عاما (صور)

في واقعة إنسانية أثارت تفاعل نشطاء التواصل الاجتماعي، نجح المواطن اليمني عبده الشريف في العثور على معلمه المصري عبد الحليم الجبيصي، الذي درسه مبادىء التعليم الأساسية قبل 35 عاما في اليمن.

وعلى مدار 9 سنوات، والشريف يبحث عن الجبيصي ليلتقيه في مصر ويعبّر له عن مشاعر الوفاء والامتنان ويستعيد معه ذكريات الدراسة وأيام الغربة، حتى عثر عليه بالفعل في مدينة “بلطيم” بمحافظة كفر الشيخ في لقاء مشحون بالشجن والدموع.

من لقاء الطالب والأستاذ

وأكد الناشط المصري أمير صلاح، في تصريح للصحافة المحلية، أن “عبده الشريف منذ أن وطأت أقدامه الأراضي المصرية يعيش على أمل واحد لم يفارقه، هو العثور على معلمه المصري الذي ترك في نفسه أثراً كبيراً منذ أكثر من 3 عقود”.

وأشار صلاح إلى أنه “تعرّف على القصة من خلال مبادرته الإنسانية (لمّ الشمل)، التي أطلقها عام 2020 بهدف جمع من فرّقتهم سنوات الغربة والعمل، ولمّ شتات الذكريات التي انقطعت خيوطها بمرور الزمن”.

وأضاف أنه “من خلال برنامجه (تجارب شخصية في دول المهجر)، الذي يوثّق قصص التلاقي والحنين بين الشعوب العربية، بدأ تتبع خيوط القصة وجمع المعلومات حول المعلم المصري المفقود”.

من لقاء الطالب والأستاذ

وتابع: “على مدار سنوات، واصلنا البحث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتواصل مع عدد من المعلمين المصريين الذين عملوا في اليمن خلال الثمانينيات والتسعينيات، حتى وفقنا الله أخيراً للوصول إلى الأستاذ الجبيصي”.

من جانبه، قال عبده الشريف في كلمات مؤثرة: “أحد أفراد أسرتي التقيت به بعد 35 سنة، فهو بالنسبة لي ليس مجرد معلم، بل بمثابة أخي الكبير أو أبي”. 

وأضاف: “كنت أتمنى هذا اللقاء منذ زمن طويل، وكنت أتشوق لرؤيته لأكثر من 35 عاماً، بيننا مواقف كثيرة لا تُنسى، ما زلت أتذكرها دائماً وكأنها حدثت بالأمس”.

وتابع متأثراً: “هذا الرجل ترك في نفسي أثراً عميقاً منذ أن كنت طفلاً على مقاعد الدراسة، فقد علّمني بحب وإخلاص وأخلاق رفيعة، وكنت أردد دائماً لأبنائي أن لي في مصر معلماً لن أنساه ما حييت، واليوم تحقق الحلم ورأيته أمامي بعد رحلة بحث دامت 9 سنوات”، مشيرا إلى أنه “حرص خلال اللقاء على تقديم درع تذكارية لمعلمه المصري، رمزاً للوفاء والعرفان لما قدمه من علم وتربية صادقة”.

وقال المعلم المصري عبد الحليم الجبيصي: “أشعر اليوم وكأنني تُوّجت بجائزة نوبل اليمنية في الحب والإخلاص، لي ولكل معلم مصري درّس خارج وطنه،  فأهل اليمن لا ينسون الفضل أبداً، وهذا اللقاء أعاد إليّ أجمل ذكريات العمل هناك”.

وأضاف: “أن أرى أحد طلابي بعد 35 عاماً يصحب معه ابنه ليقول له هذا هو المعلم الذي علّمني وأثر في حياتي، شعور يفوق الوصف ويمتزج فيه الفرح بالدموع، ويؤكد أن رسالة المعلم تبقى خالدة رغم مرور السنين”.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف