التقنية بمواجهة الفيزياء.. لماذا لا تعمل الهواتف مثل الكاميرات الحقيقية؟

رغم أن التسويق الحديث يستخدم مصطلحات توحي بالتشابه بينهما، إلا أنه هنالك فارقا جوهريا بين الكاميرات المدمجة في الهواتف الذكية والكاميرات المنفصلة الاحترافية.
الهواتف الذكية لا تتبع نفس القواعد الفيزيائية التي تعتمد عليها الكاميرات التقليدية، وذلك على الرغم من التقدّم الكبير في تقنيات التصوير المدمجة في الهواتف.
عوامل جودة الصورة
تعتمد جودة الصورة في الكاميرات على ثلاثة عناصر رئيسية، الأول هو الدقة، وتتعلق بعدد وحدات استشعار الضوء في المستشعر. وكلما زاد عددها، زادت التفاصيل.
العنصر الثاني هو المدى الديناميكي، أي الفرق بين الأجزاء الساطعة والمظلمة التي يمكن للكاميرا التقاطها في آنٍ واحد.
أما العنصر الثالث فهو الضوضاء، ويعني التشويش أو الحبيبات التي تظهر في الصور، خاصة في الإضاءة المنخفضة.

وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الكاميرات الاحترافية تعتمد على مستشعرات كبيرة الحجم، تسمح بجمع كمية أكبر من الضوء؛ ما يحسن الأداء العام ويقلل الضوضاء ويزيد من المدى الديناميكي.
أين تتفوق الهواتف الذكية؟
نظرًا لحجمها الصغير، لا تستطيع الهواتف الذكية استيعاب مستشعرات كبيرة مثل الكاميرات الاحترافية، لذا تلجأ إلى تقنيات متقدمة تعرف بالتصوير الحاسوبي.
عند التقاط صورة، تقوم الكاميرا بتسجيل عدة لقطات متتالية، ثم تحلّل وتدمج هذه اللقطات لاختيار أفضل العناصر من كل صورة. والنتيجة صورة واحدة عالية الجودة بأقل قدر من الضوضاء، وأفضل مدى ديناميكي ممكن.
وهذه المعالجة لا تعتمد فقط على الجهاز، بل على برمجيات متطورة جدًا، قادرة على تعويض كثير من القيود الفيزيائية للمستشعرات الصغيرة.
التحديات المقبلة
على الرغم من التقدّم المستمر، يبدو أن تطور مستشعرات الصور قد بدأ يصل إلى مرحلة استقرار، حيث باتت التحسينات أقل وضوحًا وتستغرق سنوات للظهور.
لذلك، أصبح الاتجاه السائد في صناعة الهواتف هو التركيز على الذكاء الاصطناعي ومعالجة الصور بدلاً من زيادة حجم المستشعرات أو تغييرات جذرية في الجهاز.
في الوقت نفسه، بدأت بعض الشركات في تحسين حجم وعدسات بعض الكاميرات في أجهزتها، لكن الحدود الفيزيائية تفرض واقعًا لا يمكن تجاوزه بسهولة؛ ما يجعل البرمجيات هي الرهان الأقوى مستقبلًا.
خلاصة
على الرغم من استخدام المصطلحات ذاتها، فإن الهواتف الذكية والكاميرات الاحترافية تعملان ضمن منظومات مختلفة.
الهواتف تتفوق بفضل تقنيات المعالجة، بينما تعتمد الكاميرات التقليدية على الحجم الفعلي للمستشعر وجودة العدسات. ومع اقتراب حدود التطور الفيزيائي، يبقى الدمج بين الجهاز الذكي والبرمجيات المتقدمة هو مفتاح مستقبل التصوير.
نقلاً عن: إرم نيوز