“فوتسي” ترقي فيتنام إلى سوق ناشئة بعد أن كانت حدودية

انتزعت فيتنام تصنيفاً طال انتظاره لتصبح في درجة سوق ناشئة من قبل وكالة “فوتسي راسل” (FTSE Russell)، في خطوة يُتوقع أن تفسح المجال أمام تدفق رؤوس أموال جديدة بمليارات الدولارات إلى أسواقها المالية.
ستُدرج أسهم البلاد ضمن فئة الأسواق الناشئة الثانوية التابعة لـ”فوتسي راسل”، لتنضم إلى دول مثل الصين والهند وإندونيسيا. وسيصبح هذا التصنيف سارياً في 21 سبتمبر 2026، وفقاً لبيان صادر عن الوكالة.
قال ديفيد سول، الرئيس العالمي للسياسات في “فوتسي راسل”، في البيان إن “إعادة تصنيف فيتنام تعكس تنفيذ تحسينات رئيسية في البنية التحتية للسوق”.
كانت فيتنام قد أُدرجت للمرة الأولى على قائمة المراقبة الخاصة بـ”فوتسي راسل” في سبتمبر 2018 لإعادة تصنيف محتملة، ومنذ ذلك الحين نفذت السلطات إصلاحات شاملة لملاءمة السوق مع المعايير العالمية. وستخضع البلاد لمراجعة مرحلية في مارس المقبل. وكانت “فوتسي” قد توقعت أن يؤدي الارتقاء بالتصنيف إلى جذب تدفقات أجنبية تصل إلى 6 مليارات دولار إلى فيتنام.
أداء أسهم فيتنام في 2025
شهدت الأسهم الفيتنامية عمليات بيع صافية من المستثمرين الأجانب منذ بداية العام، وسجّلت تدفقات خارجة شهرية قياسية في أغسطس. وتوقع “إتش إس بي سي هولدينغز” الشهر الماضي أن يؤدي التصنيف الجديد إلى تدفقات بقيمة 3.4 مليار دولار، مضيفاً أن نحو 38% من الصناديق الآسيوية و30% من الصناديق العالمية للأسواق الناشئة تمتلك بالفعل أسهماً في فيتنام.
قال تايلر مانه دونغ نغوين، كبير استراتيجيي السوق في شركة “هو تشي منه سيتي سيكيوريتز” (Ho Chi Minh City Securities)، إن “هذا الحجم من التدفقات الرأسمالية سيكون كافياً لعكس اتجاه البيع الصافي المستمر من قبل الأجانب في السنوات الأخيرة، لافتاً إلى أنه يمثل نقطة تحول في السوق”.
ارتفع مؤشر “VN” الرئيسي في فيتنام بنسبة 33% هذا العام ليبلغ مستويات قياسية جديدة حتى يوم الثلاثاء، مدفوعاً بالنمو الاقتصادي القوي والتفاؤل بشأن الترقية، مع إقبال المستثمرين الأفراد على الشراء. وصعد المؤشر بنسبة وصلت إلى 3% يوم الأربعاء قبل أن يقلص مكاسبه.
قال بريندان ماكينا، استراتيجي لدى “ويلز فارغو” (Wells Fargo) في نيويورك، إن الترقية يجب أن تجلب تدفقات جديدة من رؤوس الأموال إلى البلاد، ما قد يعزز قيمة عملة الدونغ الفيتنامي. وأشار إلى أن استدامة هذه التدفقات أمر أساسي، واصفاً الخطوة بأنها “بالتأكيد في الاتجاه الصحيح بالنسبة للاقتصاد والعملة”.
منافسة فيتنام مع دول أكبر
لكن ليس كل ما يتعلق بالترقية إيجابياً. فاعتباراً من سبتمبر، كانت فيتنام تشكل أكبر وزن نسبي في مؤشر “فوتسي للأسواق الواعدة” بنحو 32%، تليها المغرب بحوالي 20%. والانتقال إلى مؤشر الأسواق الناشئة يعني المنافسة مع دول أكبر وأكثر رسوخاً.
قالت هيبي تشين، المحللة في “فانتج ماركتس” (Vantage Markets) في ملبورن، إن “ترقية فيتنام إلى فئة الأسواق الناشئة من قبل فوتسي راسل تمثل لحظة فاصلة لأسرع اقتصاد صاعد في جنوب شرق آسيا، لكن الاحتفال يأتي مصحوباً بالحذر”، مشيرة إلى زيادة سريعة في قيمة الدونغ ومستويات تقييم مرتفعة.
يُتداول مؤشر “VN” حالياً عند 12.2 ضعف الأرباح المتوقعة، مقارنة بمتوسطه خلال السنوات الثلاث الماضية البالغ 10.1 ضعف، بحسب بيانات جمعتها “بلومبرغ”.
من بين الإصلاحات التي نفذتها فيتنام في طريقها إلى الترقية، إلغاء حق الشركات العامة في فرض حدود على الملكية الأجنبية تقل عن السقف المسموح به قانوناً أو بموجب الاتفاقيات الدولية، إضافة إلى إلغاء شرط التمويل المسبق الكامل للصفقات من قبل المستثمرين الأجانب، وهو ما أزال عقبة رئيسية أمام مشاركتهم.
وفي مايو، أطلقت البلاد نظام التداول المنتظر “KRX”، وهو ترقية تكنولوجية تُعتبر أساسية لتعزيز الشفافية والبنية التحتية للسوق.
في الشهر الماضي، وضعت الحكومة الفيتنامية خطة للامتثال الكامل لمعايير “فوتسي راسل” هذا العام، والوصول إلى تصنيف الأسواق الناشئة لدى “إم إس سي آي” (.MSCI Inc) بحلول عام 2030، وهو تصنيف يُنظر إليه على نطاق واسع بوصفه محطة أكثر أهمية قد تفتح الباب أمام تدفقات أجنبية أكبر.
قال نغوين توماس، الرئيس التنفيذي للأسواق العالمية في شركة “إس إس آي سيكيوريتز” (SSI Securities Corp)، إن “هناك الكثير من الترقب لهذه الترقية منذ فترة، والأهم هو أن تواصل فيتنام مسارها في التنمية”.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج