“فيراري” تكشف الستار عن عن أولى سياراتها الكهربائية

قدمت شركة “فيراري” لمحة عن أولى سياراتها الكهربائية، كاشفةً عن أبرز مؤشرات الأداء في طراز “إليتريكا” (Elettrica)، مع بدء الكشف التدريجي عن تفاصيله تمهيداً لطرحه وتسليمه في أواخر 2026.
قالت فيراري يوم الخميس خلال فعالية مخصّصة للمستثمرين في مدينة مارانيلو الإيطالية، إن سيارة “إليتريكا” ستزود بأربعة محركات، واحد لكل عجلة، لتمنح قوة تعادل أكثر من 1000 حصان.
تتميّز السيارة بانخفاض ارتفاع هيكلها عن الأرض، وتستطيع الانطلاق من السكون إلى سرعة 100 كيلومتر في الساعة خلال 2.5 ثانية، فيما تصل سرعتها القصوى إلى 310 كيلومترات في الساعة.
تراجع طموحات “فيراري” الكهربائية
يأتي هذا الكشف في وقت تقلّص “فيراري” طموحاتها في مجال السيارات الكهربائية، مقتفية أثر شركات سيارات فاخرة أخرى تراجعت عن التوسع في هذا القطاع المكلف بعد إخفاقها في جذب العملاء.
قالت فيراري يوم الخميس إن السيارات الكهربائية بالكامل ستشكل نحو 20% من مجموع طرازاتها بحلول عام 2030، أي نصف الهدف الذي كانت قد حددته في 2022.
يمهّد هذا التغيير الطريق أمام “فيراري” لزيادة مبيعات سيارات الاحتراق الداخلي ذات الهوامش الربحية الأعلى، والتي تشكّل جوهر علامتها التجارية، إذ رفعت حصتها المستهدفة من هذه الطرازات إلى 40%، بينما تبقى السيارات الهجينة عند 40% من إجمالي المزيج.
رفع الأهداف المالية لعام 2025
رفعت فيراري يوم الخميس أهدافها لعام 2025 على صعيد الإيرادات والأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء (EBITDA)، مستهدفةً زيادة هذه الأرباح بنحو الثلث بحلول عام 2030. تتوقع الشركة أن تبلغ إيراداتها الصافية هذا العام نحو 7.1 مليار يورو (8.24 مليار دولار) أو تتجاوزها، مقارنةً بالهدف السابق البالغ 7 مليارات يورو أو أكثر.
ومن المنتظر أن تبلغ الأرباح المعدلة قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء 2.72 مليار يورو أو أكثر، مقارنةً بتوقعات سابقة تبلغ 2.68 مليار يورو أو أكثر.
تتوقع “فيراري” ارتفاع إيراداتها بحلول عام 2030 إلى قرابة 9 مليارات يورو، مع أرباح معدلة قبل الفوائد والضرائب والاستهلاك والإطفاء لا تقل عن 3.6 مليار يورو.
تراجعت أسهم الشركة بنسبة 5.9% بعدما قابل المستثمرون نبرة التوقعات التحفظية برد فعل سلبي. ويُتداول سهم الشركة، الذي يتمتع بتقييمات تضاهي تلك الخاصة بشركة “هيرميس إنترناشونال” (Hermes International)، على انخفاض طفيف منذ بداية العام، إذ تأثرت “فيراري” بتباطؤ قطاع السلع الفاخرة، وحالة عدم اليقين المرتبطة بالرسوم الجمركية، وتراجع وتيرة المبيعات في الصين.
استثمارات فيراري خلال 10 سنوات
قال رئيس مجلس الإدارة التنفيذي، جون إلكان، خلال الاجتماع، إن شركة “فيراري” ومنذ طرحها العام الأولي قبل 10 سنوات، استثمرت نحو 6.5 مليار يورو في الإنفاق الرأسمالي، ورفعت عدد موظفيها إلى نحو 6 آلاف، وطرحت 41 سيارة رياضية جديدة استعداداً لدخول عصر السيارات الكهربائية. وأضاف: “السيارة الكهربائية الجديدة تُجسّد مرة أخرى كيف ندمج الصرامة التكنولوجية مع الإبداع التصميمي والتميّز الحرفي في مسيرتنا نحو المستقبل”.
قالت “فيراري” إن مدى قيادة طراز “إليتريكا” سيتجاوز 530 كيلومتراً، ليكون قريباً من المدى الذي تقدمه سيارة “تسلا موديل واي” القياسية.
وسيُكشف عن مزايا الطراز الجديد على مراحل، حيث ستُعرض المقصورة الداخلية في مطلع العام المقبل، على أن يتم الكشف الكامل عن السيارة في فصل الربيع. ولم تُفصح الشركة حتى الآن عن السعر.
تنتهج الشركة مساراً حذراً في التحوّل نحو السيارات الكهربائية، حيث ركّزت بدايةً على تعزيز إنتاج السيارات الهجينة التي باتت تمثّل الآن أكثر من نصف حجم مبيعاتها.
تحديات شركات السيارات الفاخرة الأخرى
وقد واجهت شركات السيارات الفاخرة الأخرى، من بينها “بورشه” (Porsche) و “مرسيدس-بنز” (Mercedes-Benz)، تحدّيات في مسار التحوّل إلى السيارات الكهربائية، إذ لا يزال كثير من المشترين الأثرياء متحفظين تجاه الانتقال إلى الطرازات القابلة للشحن الكهربائي.
وكانت فيراري قد أعلنت خطتها السابقة للسيارات الكهربائية في يونيو 2022، عندما كانت المخاوف البيئية تتصدر أولويات شركات صناعة السيارات،وكان التحول إلى السيارات الكهربائية يبدو وشيكاً ومحتوماً. لكن منذ ذلك الحين تغيّر المشهد السياسي، لتتصدر قضايا الأمن والتجارة جدول الاهتمامات.
اتجاهات جديدة
مع ذلك، تُجسّد “إليتريكا” محطةً فارقة في مسيرة “فيراري”، إذ أكد مسؤولو الشركة التزامهم بنقل “روحها الرياضية اللامتناهية إلى العصر الكهربائي دون أي تنازلات، مع ضمان تقديم تجربة استثنائية وخيارات متمايزة لعملائها”.
وللحفاظ على طابع سياراتها ذات محركات الاحتراق التقليدية، استعانت “فيراري” بتقنيات مستمدة من خبرتها في سباقات “فورمولا 1″، ومن طرازاتها الهجينة مثل “إس إف 90 سترادالي” (SF90 Stradale)، إضافةً إلى سيارة “بوروسانغوي” (Purosangue) رباعية الأبواب.
ستعتمد “إليتريكا” نظام التعليق النشط من “فيراري”، الذي يقوم بضبط كل عجلة بشكل متواصل لتحقيق توازن مثالي بين الثبات في المنعطفات والراحة أثناء القيادة.
كما دمجت حزمة البطارية بسعة 122 كيلوواط/ساعة داخل هيكل السيارة، ما أتاح خفض مركز الثقل، الأمر الذي سينعكس على أداء أكثر دقة وثباتاً أفضل، وفقاً لما ذكرته الشركة.كما حظي جانب الصوت باهتمامٍ دقيق من الشركة.
طورت الشركة نظاماً يُضخّم الاهتزازات الصادرة عن المحرك الكهربائي ومكوّنات منظومة الدفع الأخرى، ليُحاكي إحساس تبديل السرعات رغم غياب الوصلات الميكانيكية، مستعيداً جانباً من الإثارة المصاحبة لتجربة التسارع في السيارات التقليدية.
تفاؤل حيال سيارات محركات الاحتراق الداخلي
تبنّى المحللون في الأسابيع الأخيرة نظرة أكثر تفاؤلاً تجاه “فيراري”، مع توقّع بعضهم أن تقدم الشركة على خفض أهدافها المرتبطة بالسيارات الكهربائية. قال محللون لدى “آر بي سي كابيتال ماركيتس” (RBC Capital Markets) يوم الخميس إن الطلب القوي على السيارة من طراز” F80″، إلى جانب سيارة “إليتريكا” التي يُتوقع بيعها بأعداد أكبر، قد يسهم في دعم أرباح الشركة خلال السنوات القادمة.
تسعى “فيراري” أيضاً إلى استعادة زخمها في السوق الصينية، بعدما تباطأت مبيعاتها هناك بالتوازي مع التباطؤ الأوسع في قطاع الرفاهية.
أشار الرئيس التنفيذي بينيديتو فينيا إلى أن السيارات الكهربائية قد تمهّد الطريق أمام توسيع المبيعات في السوق الصينية، بفضل انخفاض العبء الضريبي.
كما تراجعت حصة شركتي “مرسيدس” و”بي إم دبليو” في السوق الصينية وسط منافسة محتدمة تقودها “بي واي دي” و”شاومي”. وتراجعت أسهم “بي إم دبليو” هذا الأسبوع بعد أن توقعت الشركة تراجع المبيعات في الصين وارتفاع تكاليف الرسوم الجمركية.
قالت سوزي تيبالدي، محللة قطاع الرفاهية لدى “يو بي إس”، في وقت سابق إن أول سيارة كهربائية تنتجها “فيراري” ستحتاج إلى جذب عملاء جدد، و”من المتوقع أن تلعب الصين دوراً محورياً في تنفيذ تلك الاستراتيجية”. وأضافت أن الطراز الكهربائي قد يكون أكثر ملاءمة للسوق، وإن لم يكن خالياً من التحديات.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج