“الكنز الأمريكي”.. هل تستغل المنتخبات العربية أعظم فرصة في تاريخ كأس العالم؟
تترقب الجماهير العربية نسخة استثنائية من بطولة كأس العالم 2026، التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، ليس فقط لكونها النسخة الأولى التي تشهد مشاركة 48 منتخبًا، بل لما تحمله من فرص غير مسبوقة قد ترسم ملامح تاريخ جديد للكرة العربية على الساحة العالمية.
فهل تنجح المنتخبات العربية في استغلال هذا “الكنز الأمريكي” وتحقيق إنجازات طال انتظارها؟
تصنيف تاريخي وقرعة أسهل
لأول مرة في تاريخ المونديال، سيضم التصنيف الأول 12 منتخبًا (9 منتخبات بالإضافة للدول المضيفة الثلاث). هذا التغيير يفتح الباب على مصراعيه أمام المنتخبات العربية المصنفة عالميًا لدخول التصنيف الأول أو الثاني، مما يضمن لها قرعة أكثر رحمة ومجموعات متوازنة نسبيًا.
ويبرز هنا المنتخب المغربي، رابع مونديال 2022، الذي يحتل حاليًا المركز الحادي عشر عالميًا، كأقوى المرشحين العرب لحجز مقعد بين كبار التصنيف.
وعلى الرغم من أن فرصة المنتخب المصري، الذي يحتل المركز الخامس والثلاثين، تبدو أبعد، فإنها لا تزال قائمة مع تبقي عدة أسابيع على التصنيف النهائي الذي سيُعتمد في قرعة ديسمبر المقبل. التواجد في تصنيف متقدم يعني تجنب مواجهة عمالقة اللعبة في الدور الأول، وبالتالي زيادة حظوظ التأهل للأدوار الإقصائية.

نظام صعود يفتح أبواب الأمل
لا تتوقف الفرص عند التصنيف المتقدم، بل يمتد الأمل إلى نظام التأهل الجديد من دور المجموعات. فمع تأهل صاحبي المركزين الأول والثاني من كل مجموعة (24 منتخبًا)، بالإضافة إلى أفضل 8 منتخبات تحتل المركز الثالث، بات الوصول لأدوار خروج المغلوب أسهل من أي وقت مضى.
هذا النظام يعني أن حصد 3 نقاط أو حتى نقطتين في بعض الحالات قد يكون كافيًا للعبور، وهو ما يمنح المنتخبات التي قد تتعثر في بداية مشوارها فرصة للتعويض. ومن المتوقع أن نشهد تواجدًا عربيًا لافتًا في الأدوار الإقصائية، وإذا لم يحدث ذلك، فسيعدّ إخفاقًا كبيرًا بالنظر للتسهيلات التي يقدمها النظام الجديد.
مستوى المنافسين والدعم الجماهيري
العامل الثالث الذي يعزز من فرص العرب هو الطبيعة الموسعة للبطولة نفسها. فزيادة عدد المنتخبات المشاركة من كافة القارات يعني بالضرورة وجود منتخبات ذات تصنيف ومستوى فني أقل، بما في ذلك منتخبات من أمريكا الجنوبية وأوروبا. فعلى سبيل المثال، تأهلت باراغواي من أمريكا الجنوبية وهي ليست ضمن منتخبات الصفوة، وهناك احتمالية لمشاركة منتخبات أخرى أقل قوة.
هذه النوعية من المواجهات، مقارنة بالنسخ السابقة التي كانت تضم نخبة النخبة، ترفع من أسهم المنتخبات العربية المنظمة والقوية لتحقيق انتصارات وحصد النقاط.
يضاف إلى كل ذلك، الدعم الجماهيري المتوقع. الجاليات العربية الكبيرة في الولايات المتحدة وكندا، وسهولة السفر والتنقل، تبشر بحضور جماهيري غفير في الملاعب، مما سيخلق أجواءً حماسية شبيهة بتلك التي شهدتها الأندية العربية في بطولات عالمية، مثل الدعم الهائل الذي حظي به نادي الهلال ونادي الأهلي في كأس العالم للأندية. هذا العامل قد يشكل دافعًا معنويًا هائلاً للاعبين.
في الختام، يبدو أن كل الظروف مهيأة لترسم المنتخبات العربية صفحة مضيئة في مونديال 2026. فالنظام الجديد، والتصنيفات المأمولة، ونوعية المنافسين، والدعم الجماهيري المنتظر، كلها عوامل تجعل من هذه البطولة فرصة ذهبية لا ينبغي إهدارها.
نقلاً عن: إرم نيوز
