تصرف ميسي الصادم.. هل إنتر ميامي أهم من منتخب الأرجنتين؟

تصرف ميسي الصادم.. هل إنتر ميامي أهم من منتخب الأرجنتين؟

في خطوة غير مألوفة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الكروية، ارتبط اسم ليونيل ميسي بقرار وضع ناديه إنتر ميامي في مقدمة أولوياته على حساب منتخب الأرجنتين، خصوصاً مع غيابه عن بعض الالتزامات الدولية بالتزامن مع مباريات حاسمة لفريقه الأمريكي، بالتحديد مواجهة المنتخب أمام فينزويلا، من أجل حضور مواجهة أتالانتا مع إنتر ميامي.

هذا التطور دفع الكثيرين للتساؤل: هل بدأ قائد التانغو، الذي طالما كان رمزاً للولاء الوطني، في تغيير بوصلته في خريف مسيرته؟

انقلاب في الأولويات أم إدارة للجهد؟

لطالما كان قميص منتخب الأرجنتين مقدساً لدى ليونيل ميسي، على مدار سنوات، تحمل السفر الطويل وضغط المباريات المتلاحقة ليكون حاضراً مع “الألبيسيليستي”، حتى في المباريات الودية. 

لكن يبدو أن المعادلة بدأت تتغير، ففي التوقف الدولي الجاري غاب ميسي عن مباراة فريقه المهمة ضد أتلانتا يونايتد بسبب الإرهاق عقب مشاركته مع المنتخب، وهو ما كلف فريقه خسارة فادحة.

وفي فترات توقف دولية لاحقة، أصبح النقاش دائرا حول إمكانية إراحته في مباريات المنتخب غير الحاسمة ليكون جاهزاً مع ناديه، وهو أمر لم يكن مطروحاً للنقاش في الماضي.

هذا “الانقلاب” الظاهري في أولويات ميسي يمكن تحليله من عدة زوايا. أولاً، تحقيق الحلم الأكبر بالفوز بكأس العالم 2022 في قطر حرر ميسي من عبء ثقيل ظل يلاحقه طوال مسيرته.

بعد أن قاد بلاده للمجد، قد يكون من الطبيعي أن ينخفض لديه الدافع لخوض المخاطر في المباريات الودية أو التصفيات المحسومة، والتركيز بدلاً من ذلك على الاستمتاع بمسيرته وإدارة جهده البدني.

مشروع ميامي: التحدي الأخير

ثانياً، لا يمكن إغفال حجم “مشروع” إنتر ميامي، لم ينتقل ميسي إلى الدوري الأمريكي من أجل الاعتزال الهادئ؛ بل انضم إليه ليكون محور ثورة كروية في الولايات المتحدة، هناك ضغط كبير عليه من إدارة النادي، الرعاة، والجماهير لقيادة الفريق نحو الألقاب وتحقيق النجاح التجاري.

هذا المشروع يتطلب حضوراً ذهنياً وبدنياً كاملاً، خاصة في ظل المنافسة القوية والموسم الطويل. أصبحت كل مباراة لميامي بحضور ميسي حدثاً عالمياً، وغيابه يعني خسارة فنية ومادية ضخمة للنادي والدوري بأكمله، وهو ما يضع على كاهله مسؤولية من نوع جديد.

 

هل تراجعت أهمية المنتخب؟

الإجابة الأقرب للمنطق هي “لا”، لم يتخل ميسي عن المنتخب، بل أصبح يتعامل معه بواقعية أكبر تفرضها المرحلة العمرية. ففي عمر يناهز 38 عاماً، بات من المستحيل عليه المشاركة في كل دقيقة مع النادي والمنتخب، بالتنسيق مع مدرب المنتخب ليونيل سكالوني، الذي أكد مراراً أنه “لن يخاطر بميسي” في المباريات غير المهمة، يبدو أن هناك اتفاقاً ضمنياً على إدارة مشاركاته. 

الهدف الأسمى لم يعد الفوز في مباراة ودية، بل ضمان وصول ميسي إلى بطولة كأس العالم 2026 في أفضل حالة بدنية ممكنة.

 

في النهاية، ما يبدو “تصرفاً صادماً” من ميسي ليس خيانة للمنتخب بقدر ما هو إعادة ترتيب للأولويات تفرضها حقائق السن والجسد والتحديات الجديدة. 

لقد تغير دور ميسي؛ فبعد أن كان الجندي الذي يخوض كل معركة، أصبح القائد الحكيم الذي يختار معاركه بعناية ليضمن الفوز في الحرب الأهم: إنهاء مسيرته الأسطورية بأفضل صورة ممكنة، سواء كان ذلك بقميص إنتر ميامي الوردي أو بقميص الأرجنتين السماوي.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف