كيف يمكنكم إنجاز مهامكم كالرؤساء التنفيذيين؟

كيف يمكنكم إنجاز مهامكم كالرؤساء التنفيذيين؟

هذا الشهر، سألنا 10 مديرين تنفيذيين من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا عن أفضل نصائحهم لتحسين الإنتاجية. تنوعت إجاباتهم بين استغلال الصباح على أكمل وجه – من التمارين الرياضية إلى اجتماعات الإفطار – وهي استراتيجية شائعة؛ وقوة قائمة المهام كاستراتيجية أخرى؛ ثم هناك الجاذبية المُطلقة للمشي مع تخصيص وقت للتواصل مع فريق العمل.


  • ماري بيث لوتون

منذ أواخر مارس، تشغل ماري بيث لوتون، 87 عاماً، منصب الرئيسة والمديرة التنفيذية لشركة ”أر إي آي كو-أوب“ (REI Co-op)، الشركة المُتخصصة في النشاطات الخلوية، وهي تُشرف على حوالي 14 ألف موظف. تعيش لوتون، التي تقيم في بورتلاند بولاية أوريغون، شغفها بالمشي، وتقول: “أعشق المشي، لممارسة الرياضة ولمتعة التواجد في الهواء الطلق ولما يُضفيه من فسحة على يومي”.

كيف يُحسّن الرؤساء التنفيذيون عادات نومهم

أضافت: “تُظهر أبحاث كثيرة الفوائد الصحية العقلية والجسدية لقضاء الوقت في الهواء الطلق، وألاحظ حقاً قدرتي على التركيز بعد ذلك. أحاول الخروج بضع مرات يومياً”. كما أنها تعظم فائدة جولاتها: “غالباً ما أتحدث عبر الهاتف، أو أتصل بالمرشدين، أو أطمئن على زملائي، أو أتواصل مع فريقي. قد يكون صعباً إيجاد الوقت للتحدث بعمق مع شخص ما في المكتب، لكن الوقت يميل إلى التباطؤ في الخارج”.

بصفته المدير الإداري لشركة ”أندر آرمور“ (Under Armour) في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، يتنقل كيفن روس باستمرار، من مقره في أمستردام إلى المقر الرئيسي العالمي للشركة في بالتيمور. ويقول إنه يعتقد أن “الإنتاجية تكمن في الانضباط والعادات“.

بناءً على ذلك، ينام كل ليلة في التاسعة مساءً ويذهب إلى صالة الألعاب الرياضية في الخامسة صباحاً، أينما كان في العالم.

قال: “لا أعرف إن كانت هذه حيلة، لكن يجب الثبات على كيفية وتوقيت الاستيقاظ وجسمك سيتكيف مع ذلك بسرعة كبيرة”. كما أنه مقتنع بشدة بالقوائم، ويقول “كل يوم في المكتب، أكتب نفس القائمة تقريباً. تدوينها يوضح لي الأمور تماماً. لدي ثلاثة أقسام – ما هو مهم، ما هي المهمة، وما الذي يجب إنجازه – وأفصلها حسب الساعات التي أحتاج فيها إلى التركيز عليها”.

نيل كليفورد هو الرئيس التنفيذي لشركة ”كورت غيغر“ المتخصصة في الإكسسوارات والأحذية في المملكة المتحدة، التي استحوذت عليها شركة ”ستيف مادن“ (Steven Madden) في وقت سابق من هذا العام مقابل حوالي 289 مليون جنيه إسترليني (389 مليون دولار).

 قال كليفورد: ”أكسب يومي بأن أستفيد من الصباح كاملاً… أنا شخص يستيقظ مبكراً. منبهي مضبوط على الساعة 4:47 صباحاً، وهو رقم المنزل الذي ولدت فيه”. يقول إن أفضل أفكاره غالباً ما تأتي قبل بدء يوم عمله في التاسعة صباحاً، “سواءً أثناء القيادة إلى لندن، أو أثناء احتساء القهوة في السادسة والنصف صباحاً في (سالفينو) مع صحبة الإفطار، أو في ملعب التنس، حيث أدفع نفسي يومياً“.

حين تجرب أسبوع عمل من أربعة أيام تستصعب العودة عنه

يقول إن هذا النظام يُصفّي ذهنه ويُشحذ تركيزه ويُساعد على إطلاق العنان لإبداعه. ويضيف: “إنه روتين أحافظ عليه… هذا التوازن بين الانضباط والشغف والفضول هو ما يُحفّز إنتاجيتي ويضع الأساس لكل ما يليه”.

في وقت سابق من هذا العام، عُيّنت روز فانغيرفن رئيسةً تنفيذيةً لشركة ”فيندلي بارك بارتنرز“ (Findlay Park Partners)، وهي شراكة استثمارية مقرها لندن، يملك صندوقها الأميركي أصولاً تُقدّر بحوالي 10 مليارات دولار.

دفعتها وظيفتها الجديدة إلى إجراء تغييرات. تقول: “إحدى حيل الإنتاجية الجديدة بالنسبة لي هي تجنّب وسائل التواصل الاجتماعي. لقد حذفتُ (إنستغرام) عندما أصبحت رئيسة تنفيذية”. إليكم السبب: “لا أحب أن أكون مجرد مُنتج، ولا الوقت والاهتمام الذي تستهلكه هذه المنصات. في منصبي الجديد، أصبحت أكثر وعياً تجاه شخصيتي العامة؛ بدا لي الوقت مناسباً للتخلي عن وسائل التواصل الاجتماعي”. من منظور الإنتاجية، تقول: “لقد لاحظتُ فرقاً حقيقياً. أصبحتُ أقل تشتتاً، وهذا ما أحبه”.

اكتسبت إيلا ميلز قاعدة جماهيرية كبيرة لعلامتها التجارية البريطانية للأطعمة النباتية “ديليشوسلي إيلا“ (Deliciously Ella)، التي لديها 2.5 مليون متابع على ”إنستغرام“. في العام الماضي، استحوذت شركة ”هيرو“ (Hero) مقابل مبلغ لم يُكشف عنه على الشركة – التي تبيع كل شيء من الوجبات الخفيفة إلى عضوية شهرية تتيح دروساً في البيلاتس والبار.

“روبوت” يدرب المديرين على التفاعل مع موظفيهم

قالت ميلز عن الإنتاجية: “العادات الصغيرة تتراكم. بدلاً من التخلي عن التمارين الرياضية، أخصص وقتاً لما هو ممكن – مشي لمدة 20 دقيقة، أو ممارسة اليوغا لعشرة دقائق، أو لاصطحاب أطفالي إلى المدرسة سيراً على الأقدام. إن التخلي عن عقلية كل شيء أو لا شيء والتركيز على جهود صغيرة ومتواصلة أحدث فرقاً كبيراً“.

منذ انضمامه إلى دليل المطاعم الحصيف “إنفاتيويشن” في عام 2019، برز بول نيدهام في عالم المطاعم. بعد استحواذ ”جيه بي مورغان تشيس أند كو“ على العلامة التجارية عام 2021 مقابل مبلغ لم يُكشف عنه، عُيّن نيدهام رئيساً تنفيذياً عام 2023. وقد وجد طريقة ذكية لتعظيم الاستفادة من وظيفته ونطاق عمله.

يقول: “أنا من أشد المعجبين باجتماعات الإفطار. فهي تُخرجني من المنزل باكراً، وعادةً ما تكون أسرع من اجتماعات الغداء أو العشاء، ولكن ما يزال بإمكانك قضاء وقت ممتع. بحلول الوقت الذي أدخل فيه المكتب، أكون قد انتقلت بالفعل إلى جو العمل… إنها فرصة رائعة لتجربة مكان جديد أو استراحة ممتعة في فندق قبل بدء الزحام“.


  • ياكوب أروب أندرسن

يجعل ياكوب أروب أندرسن، الرئيس التنفيذي لشركة ”كارلسبرغ“ الدنماركية العريقة في صناعة شراب الشعير، وقت سفره مُثمراً. يقول: “لا أستخدم خدمة واي فاي على متن الطائرة أبداً. مع وجود ماركة (كارلسبرغ) في أكثر من 100 سوق، أقضي وقتاً طويلاً في الجو، وغالباً ما تكون تلك الساعات هي الوقت الوحيد المتواصل الذي أتمكن فيه من التركيز. لكن الأساس الحقيقي لإنتاجيتي هو اللياقة البدنية والنوم والتغذية”.

عدم رضا العمال يكبد الشركات الأميركية 1.9 تريليون دولار

يشير إلى أنه إطار عمل بسيط، ولكنه فعال أيضاً، ويقول: “عندما أكون منتظماً في اللياقة البدنية والنوم والتغذية، أظهر بالطاقة والوضوح اللازمين للقيادة واتخاذ القرارات والحفاظ على تركيزي في مختلف المناطق الزمنية. الإنتاجية لا تقتصر على الأدوات أو التكتيكات، بل تبدأ بكيفية العناية بنفسك”.

دعكم من استغلال الصباح، هي نصيحة سكوت وايزمان، الرئيس التنفيذي لشركة “نوكترن لوكشري فيلاز“ (Nocturne Luxury Villas)، الذي قال: “يبدأ يومي في الليلة السابقة”.

لدى شركته أكثر من 1200 موقع فاخر من المكسيك إلى منطقة البحر الكاريبي والولايات المتحدة. يقول: “أدوّن أولوياتي لتساعدني على تنظيم يومي، كي لا أُعيد كتابة قائمة مهامي ذهنياً في الثانية صباحاً… مع حلول الصباح، أجلس لتناول فطور سريع بصحبة ستة ألغاز لتنشيط الذهن. لديّ قاعدة صارمة في تدوين الملاحظات، حيث أعطي الأولوية لخمسة مهام إضافية عاجلة فقط في اليوم. وعندما ينتهي اليوم أنهيه بالمشي“.

في عام 2006، أطلقت سوزان ساريتش مخبزها “سوزي كيكس“ (SusieCakes) في لوس أنجلوس؛ وهي الآن الرئيسة التنفيذية لشركة تضم أكثر من 30 موقعاً في كاليفورنيا وتكساس وتينيسي وأوكلاهوما.

أسرار استمرار أعرق شركات العالم

في عام 2024، تجاوزت إيرادات “سوزي كيكس” 50 مليون دولار. توصي ساريتش باستخدام الترميز اللوني لتحقيق أقصى قدر من الكفاءة. تقول: “أُبرز كل مهمة في قائمة مهامي الرئيسية باستخدام قلم تمييز أخضر أو ​​أصفر أو وردي. الأخضر يُشير إلى المهام العاجلة، ويجب إنجازها اليوم؛ والأصفر يُشير إلى المهام ذات التوقيت المناسب، ويجب إنجازها هذا الأسبوع؛ أما الوردي فليس مُلحاً، وهو إضافي إنجازه بحلول نهاية الشهر. هذا يُعطيني ترتيباً للأولويات للتعامل مع المهام، وهدفي هو شطب جميع المهام الخضراء بنهاية كل يوم. أما شطب الألوان الصفراء أو الوردية فهو إضافة”.


  • إيلين بيتريدج

تشغل خبيرة السفر إيلين بيتريدج منصب الرئيس التنفيذي لشركة السفر الفاخر ”يونيورلد ريفر كروزس“ (Uniworld River Cruises) منذ عام 2016. منذئذ، وسّعت نطاق أعمال الشركة من رحلات بالقوارب النهرية – التي قد تشمل مغامرات في غابات الأمازون البيروفي أو جولة في أسواق عيد الميلاد في ألمانيا – إلى رحلات بالسفن والقطارات.

نصيحة بيتريدج واضحة: “عندما أحتاج حقاً إلى التركيز وإنجاز الكثير في وقت قصير، أضع قائمة، وأحدد وقتاً لكل بند، وأضبط مؤقتاً، وأنطلق. لا شيء أفضل من إنهاء جميع البنود”.

نقلاً عن: الشرق بلومبرج

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف