لمعالجة نقص المواليد.. اليابان تشجع النساء على التخدير وتخفيف ألم الولادة

تعتزم اليابان دعم التخدير فوق الجافية لتشجيع النساء على تحمل آلام الولادة، في خطة تبدو محاولة الأزمة الديموغرافية البطيئة في البلاد، التي تتمثل في انخفاض المواليد وشيخوخة السكان وتناقص أعدادهم.
ووفق تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”، بدأت العاصمة طوكيو بالفعل بتوزيع إعانات لمساعدة النساء على دفع تكاليف التخدير فوق الجافية، و”التخلص من وصمة العار المرتبطة به”، حيث يعتقد البعض أن النساء اللواتي يتحملن الولادة دون مسكنات للألم يتمتعن بروابط أوثق مع أطفالهن.
وعندما كانت مويكو نيشيمورا تستعد لميلاد طفلها الثاني العام الماضي، كانت تخشى تكرار الألم الشديد والتعافي البطيء الذي عانت منه عندما ولدت طفلتها الأولى، وهي فتاة، في 2019
ولذا، عندما حان وقت الولادة، اختارت التخدير فوق الجافية، ورغم شيوعه في الولايات المتحدة الأمريكية وأجزاء عديدة من أوروبا، إلا أن هذا الإجراء لتخفيف الألم نادر جدًا في اليابان بسبب الموروث الشعبي الذي يمجّد النساء اللواتي يتحملن الولادة دون مسكّنات للألم.
وقالت نيشيمورا: “كنتُ مقيدة بعض الشيء بالعادات اليابانية التي تُقرّ بأن الولادة الطبيعية لا تُعتبر أماً، لذا أنجبتُ طفلي الأول دون تخدير فوق الجافية. وندمتُ بشدة على ذلك”.
وفي العام الماضي، استُخدم التخدير فوق الجافية في 13.8% من الولادات في اليابان، وفقاً لجمعية الأطباء التوليد وأمراض النساء في البلاد. أما في الولايات المتحدة، تُشكل نسبة 77% من الولادات التي تستلزم التخدير فوق الجافية، وفقاً لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها لعام 2022. وفي فرنسا وبعض الدول الأوروبية، تتجاوز هذه النسبة 80%.
والتخدير فوق الجافية هو إجراء جراحي يُحقن فيه المخدر في الجسم عبر قسطرة تُدخل في أسفل الظهر. وكما هو الحال مع بعض الأمهات الحوامل في بلدان أخرى، فإن بعض الأمهات الحوامل في اليابان يترددن في إجراء التخدير، خوفاً من المخاطر، وهي مشكلة تتفاقم بسبب ندرة هذا الإجراء هناك.
وبلغ عدد المواليد في اليابان نحو 686,000 نسمة بحلول 2024، وفقاً لإحصاءات الحكومة، بانخفاض عن أكثر من مليون مولود قبل عقد من الزمن. وفاق عدد الوفيات عدد المواليد بأكثر من ضعفين، ومع هجرة متواضعة، انخفض عدد سكان البلاد بنحو 4 ملايين نسمة منذ ذروته عام 2008، ليصل إلى نحو 124 مليون نسمة.
وتنعكس سمات التراجع الديموغرافي في اليابان في اقتصادات آسيوية أخرى وفي الغرب، فمعدلات الخصوبة آخذة في الانخفاض، وفي العديد من البلدان انخفضت بشكل ملحوظ إلى ما دون مستوى 2.1 طفل، وهو المستوى اللازم للحفاظ على استقرار السكان دون هجرة.
نقلاً عن: إرم نيوز