ليس الوقت.. عوامل تحدد تأثير استعمال الشاشات على الصحة النفسية

ليس الوقت.. عوامل تحدد تأثير استعمال الشاشات على الصحة النفسية

أظهرت دراسة جديدة نشرت في Scientific Reports أن كمية الوقت التي نقضيها أمام الشاشات ليست العامل الحاسم، بل ما نقوم به أثناء استخدام الشاشة وموعد الاستخدام يعتبران الأكثر تأثيرًا على الصحة النفسية والسلوك.

المحتوى والسياق

تشير نتائج الدراسة إلى أن استخدام الشاشة لأغراض تعليمية، تواصل اجتماعي بناء أو نشاط تفاعلي يُعطي نتائج مختلفة مقارنة بالاستخدام العشوائي أو السلبي مثل التمرير العشوائي أو مشاهدة الفيديو السلبي.

أي أن نوع المحتوى والهدف منه يحدد إذا كان الاستخدام مفيدًا أم مضرًا. كما أكدت الدراسة أن توقيت استخدام الشاشة يلعب دورًا مهمًا، فالاستخدام المكثف قبل النوم مثلاً قد يتداخل مع جودة النوم والقدرة على التركيز في اليوم التالي.

الفئات المستهدفة

ركزت الدراسة بشكل خاص على الشباب والأطفال، لأنهم يعتبرون أكثر تأثرًا بعادات استخدام الشاشات. وأشارت إلى أن الاستخدام المكثف في ساعات متأخرة من الليل يرتبط بزيادة اضطرابات النوم، تدهور التركيز، وتقلبات المزاج.

لكن الباحثين لا يدعون إلى الحظر الكامل، بل إلى التنظيم الواعي وتحديد أوقات لاستخدام الشاشات وتشجيع البدائل مثل النشاط البدني وقراءة الكتب أو التفاعل الواقعي مع العائلة والأصدقاء.

توصيات وإرشادات

من توصيات الدراسة والإطار الأكاديمي المرتبط بها كان تخصيص فترات خالية من الشاشات، خصوصًا قبل النوم، للحفاظ على جودة النوم والراحة. كذلك من المهم استخدام الشاشات بشكل مخطط، مثلاً لمهام تعليمية أو تواصل ذي معنى، وليس كملء فراغ أو تسلية فقط.

أوصت الدراسة أيضًا بضرورة جعل وقت الشاشة جزءًا من نشاط متوازن يشمل القراءة، الحركة، التفاعل الاجتماعي.

الخلاصة

في عصر تتزايد فيه الشاشات ارتباطًا في حياتنا، تأتي هذه الدراسة لتذكّرنا أن التركيز على الوقت وحده غير كاف. فما يجعل الفرق بالفعل هو طريقة الاستخدام ومتى يتم ذلك. فإذا أردنا أن نجعل التكنولوجيا خادمة لنا لا عائقًا، فلا بد أن نكون أكثر وعيًا بما نفعله عبر شاشاتنا وليس فقط كم من الوقت نقضيه عليها.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف