العملات المشفرة تنتعش بدعم من آمال التهدئة بين واشنطن وبكين

العملات المشفرة تنتعش بدعم من آمال التهدئة بين واشنطن وبكين

تعافت معظم العملات المشفّرة الكبرى من الخسائر الحادة التي تكبّدتها خلال عطلة نهاية الأسبوع، بعدما سعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى تهدئة المخاوف بشأن العلاقات التجارية مع الصين.

وتداولت “بتكوين” صباح الإثنين في سنغافورة فوق مستوى 115 ألف دولار، بعد أن هبطت إلى ما دون 105 آلاف دولار يوم الجمعة في الولايات المتحدة. كما استعادت العملات الأصغر بعض مكاسبها، إذ عادت “إيثر” إلى نحو 4,200 دولار بعد أن تراجعت إلى أقل من 3,500 دولار.

تزامنت المكاسب مع تصريحات صدرت الأحد عن ترمب ونائبه جيه دي فانس، أبديا فيها انفتاحاً على اتفاق مع الصين، خفّف من التوترات التجارية بين البلدين.

وكانت الأسواق قد شهدت محواً قياسياً بلغ 19 مليار دولار من الرهانات على الأصول المشفّرة، وتراجعاً حاداً في الأسعار، بعد أن أعلن ترمب يوم الجمعة فرض رسوم جديدة صارمة على الصين. كما ساهمت المراكز الممولة بالرافعة المالية، وعمليات البيع التلقائية، وضعف السيولة في أوقات التداول غير المنتظمة عالمياً، في تضخيم الخسائر.

وقال ريتشارد غالفين، الشريك المؤسس لصندوق التحوط “دي إيه سي إم” (DACM)، إن “الارتداد مدفوع برسالة تصالحية من ترمب”.

وأضاف أن معظم العملات البديلة، وهي العملات الأصغر، لا تزال تتداول دون مستوياتها المسجلة في 9 أكتوبر، موضحاً أن “مخاطر الأخبار العاجلة، كما هو الحال طوال عام 2025، ما زالت مرتفعة، والسوق تبقى عرضة لأي تصعيد جديد في النزاع التجاري أو لأي مخاطر مفاجئة أخرى”.

تداعيات واسعة ومخاوف من انهيارات جديدة

امتد أثر موجة البيع إلى نطاق واسع، إذ فقدت عملة “إيثينا يو إس دي إي”، ثالث أكبر العملات المستقرة في السوق، ارتباطها القصير بالدولار، فيما شهدت منصة “باينانس”، أكبر بورصة للأصول الرقمية، أعطالاً تقنية مؤقتة. ووفقاً لبيانات موقع “كوين غلاس”، جرى تصفية مراكز أكثر من 1.6 مليون متداول.

ودخلت الشركات العاملة في القطاع أسبوعها الجديد وسط تساؤلات حول من تحمّل الخسائر الأكبر، في وقت لم يتم العثور فيه بعد على أي دليل يشير إلى انهيار كبير، وهو هاجس دائم في أسواق العملات المشفّرة بعد الانهيارات السابقة، مثل إفلاس منصة “إف تي إكس” التابعة لسام بانكمان فريد، الذي تسبب بسلسلة متتالية من الإفلاسات.

تحسّن في أساسيات التسعير

أشارت بيانات “كوين غلاس” إلى أن معدلات التمويل ،وهي الفوائد التي يدفعها المتداولون المتفائلون مقابل استخدام الرافعة المالية في عقود المشتقات، هبطت إلى أدنى مستوياتها منذ انهيار “إف تي إكس” عام 2022، في واحدة من “أشد عمليات تصحيح الرافعة المالية في تاريخ سوق العملات المشفّرة”.

وقال غالفين إن هذا التصحيح في أسواق الخيارات “سيوفر أساساً أكثر استقراراً للتسعير على المدى المتوسط”.

وسجلت “بتكوين” مستوى قياسياً بلغ 126,251 دولاراً في السادس من أكتوبر الجاري، ولا تزال مرتفعة بنسبة 23% منذ بداية العام، بدعم كبير من سياسات ترمب المؤيدة للعملات المشفّرة في الولايات المتحدة.

نقلاً عن: الشرق بلومبرج

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف