اليوم الآسيوي المشهود.. 4 رجال في أخطر مهمة بتصفيات المونديال

اليوم الآسيوي المشهود.. 4 رجال في أخطر مهمة بتصفيات المونديال

تحبس قارة آسيا أنفاسها، وتتجه كل الأنظار مساء اليوم صوب مدينتي الرياض والدوحة، حيث تُقام مواجهتان من العيار الثقيل في الجولة الرابعة من التصفيات النهائية المؤهلة إلى كأس العالم 2026.

إنها ليست مجرد مباريات للحصول على ثلاث نقاط، بل هي معارك تكتيكية طاحنة وصدامات كروية تحدد بشكل حاسم ملامح المتأهلين عن القارتين.

 في قلب هذا الصراع، يقف أربعة مدربين كبار، أربعة “جنرالات” يُلقى على عاتقهم تحقيق حلم أمة بأكملها. إنها المهمة الأخطر، حيث لا مجال للخطأ، وحيث يمكن لتفصيلة صغيرة أو قرار جريء أن يرسل فريقًا إلى المونديال أو يدخله في دوامة من الحسابات المعقدة.

هؤلاء الرجال هم الفرنسي هيرفي رينارد، الإسباني جولين لوبيتيغي، الروماني كوزمين أولاريو، والأسترالي جراهام آرنولد.

أربع مدارس كروية مختلفة، وأربع فلسفات تتصادم في ليلة واحدة قد تغير مصير كل شيء.

لوبيتيغي ضد كوزمين: صراع الاستحواذ والدهاء في الدوحة

في المجموعة الأولى، يستضيف منتخب قطر بقيادة الإسباني جولين لوبيتيغي نظيره الإماراتي، متصدر المجموعة، بقيادة الداهية الروماني كوزمين أولاريو. الموقف لا يحتمل أنصاف الحلول لقطر؛ فبعد تعادل في المباراة الأولى، أصبح الفوز على أرضهم ضرورة حتمية للانقضاض على تذكرة الصعود.

سيدخل لوبيتيجي المباراة وفي ذهنه فلسفته التي لا يحيد عنها: الاستحواذ، التحكم، واللعب الموضعي. سيسعى فريقه للسيطرة على الكرة منذ الدقيقة الأولى، وتدويرها بصبر لاختراق الحصون الدفاعية التي من المتوقع أن يبنيها كوزمين. سيعتمد لوبيتيغي على تشكيل 4-3-3، مع ضغط عالٍ فور فقدان الكرة لاستعادتها بسرعة. التحدي الأكبر أمامه هو ترجمة هذا الاستحواذ إلى فرص حقيقية وأهداف، وتجنب الهجمات المرتدة القاتلة التي يبرع فيها الخصم.

على الجانب الآخر، يعرف كوزمين الملاعب الخليجية كراحة يده. هو مدرب واقعي وخبير في قراءة المباريات. لن يغامر باللعب المفتوح في الدوحة. من المرجح أن يبدأ بتشكيل 4-2-3-1، مع تنظيم دفاعي محكم وتقارب بين الخطوط لغلق المساحات أمام لاعبي قطر المهاريين.

كوزمين قد يلجأ إلى الانتظار واللعب على أخطاء الخصم، ثم الانطلاق بهجمات مرتدة سريعة ومنظمة. سلاحه الأبرز هو مرونته التكتيكية وقدرته على تغيير شكل الفريق أثناء المباراة بتبديل واحد أو بتعليمات فنية دقيقة. إنها معركة بين من يريد الكرة ومن يعرف كيف يلعب من دونها.

رينارد ضد آرنولد: صدام القوة والواقعية في جدة

في جدة، وعلى ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية، تدور رحى معركة طاحنة على صدارة المجموعة الثانية بين المنتخب السعودي، بقيادة المحنك هيرفي رينارد، والمنتخب العراقي المنظم، بقيادة الأسترالي جراهام آرنولد. كلاهما يملك 3 نقاط، والفائز في هذا اللقاء يصل مباشرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

أمام جماهيره، لن يكون لدى رينارد خيار سوى الهجوم. يُعرف المدرب الفرنسي بأسلوبه الجريء القائم على الروح القتالية والضغط العالي. سيلعب بتشكيله المفضل 4-3-3، معتمداً على خط دفاع متقدم لإبقاء اللعب في نصف ملعب العراق. سيطلب من لاعبيه تطبيق ضغط شرس لاستخلاص الكرة بسرعة، واستغلال سرعة الأجنحة لخلق الخطورة. التحدي الذي يواجه رينارد هو الحفاظ على التوازن الدفاعي، فأسلوب الدفاع المتقدم يحمل مخاطرة كبيرة أمام الفرق التي تتقن الهجمات المرتدة السريعة مثل العراق.

على الجانب الآخر يدرك آرنولد جيدًا أنه يلعب خارج أرضه أمام خصم عنيد ومدعوم بجماهير غفيرة. لذلك، ستكون الواقعية هي عنوان أسلوبه. سيعطي الأولوية القصوى للتنظيم الدفاعي، وبناء جدار صلب يصعب اختراقه. من المتوقع أن يلعب بتشكيل 4-2-3-1 أو حتى 4-5-1، وسيكون من الصعب للغاية تكرار اللعب برأسي حربة، ومع الاعتماد على القوة البدنية للاعبيه في الالتحامات. خطة آرنولد ستكون واضحة: امتصاص حماسة المنتخب السعودي في الدقائق الأولى، إغلاق المساحات، ومحاولة لدغ “الأخضر” بهجمة مرتدة منظمة وسريعة. إنه يراهن على انضباط فريقه التكتيكي لإحباط خطط رينارد الهجومية.

 

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف