هل تستطيع التكنولوجيا تقليل إصابات اللاعبين؟

هل تستطيع التكنولوجيا تقليل إصابات اللاعبين؟

أكدت دراسة لشركة التأمين البريطانية “هاودن”، أن متوسط عدد الإصابات في الدوري الإنجليزي الممتاز تضاعف من 75 إلى 146، بين موسمي 2021-2021 و2023-2024.

باتت الإصابات تشكل هاجساً كبيراً للأندية والمنتخبات، ما جعلها تلجأ إلى التكنولوجيا المتطورة للتقليل منها وفهم أسبابها، مثلما أشار المركز الدولي للدراسات الرياضية CIES، في دراسة سابقة.

ويتساءل الخبراء، حول ما إذا كانت الابتكارات التكنولوجية قادرة على منع الإصابات، وذلك بمساعدتها على اكتشاف الأسباب وراء معاناة الأندية والمنتخبات، مثلما يحدث اليوم مع المنتخب الفرنسي.

من سترات GPS إلى الذكاء الاصطناعي

تعد سترات GPS التي يرتديها اللاعبون في المباريات والتدريبات، من أشهر استعمالات التكنولوجيا، للحصول على كم بيانات كبير لكل لاعب على حدة، ما يساعد على تكييفه مع تدريبات خاصة ونظام أكل مناسب.

ويؤكد إيمانويل فالانس، مدير الأداء في تولوز، لموقع “So Foot” الفرنسي، أن هذه السترات ذات وظائف متعددة، وتقدم كمية هائلة من البيانات، تساهم في الكشف عن إصابات محتملة قبل حدوثها، لأسباب تتعلق بالتدريبات والتغذية.

يستخدم ريال مدريد التصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء، ما يساعد على الكشف عن الحمل الزائد في العضلات، وهو ما يحد من تقليل الإصابات العضلية بنسبة 70%، وفقاً لدراسة أجريت في نادي سي دي ناسيونال البرتغال.

يؤكد بابتيست لاكورت، مدرب لياقة بدنية مستقل، يتعامل مع لاعبي الدوري الفرنسي، أن ضعف التحكم العضلي لدى اللاعبين يزيد من خطر الإصابة، حيث يفشل بعضهم في رفع ساقه أكثر من 20 درجة لوحده، رغم أنه يرفعها بزاوية 90 درجة بمساعدة المدرب.

المراهقة وتأثيرها على العمر البيولوجي

يعتمد المدربون في تولوز الفرنسي على نظام “التعلم الآلي” الذي يستخدم البيانات المتوفرة للاعبين، من أجل التنبؤ بخطر الإصابات، وهو ما أكدته أطروحة دكتوراه بعد دراسة على 38 لاعباً محترفاً.

ويتواصل الجدل حول تأثير مختلف الطرق العلاجية على تفادي وعلاج الإصابات العضلية وعلاج الالتهابات، مثل العلاج بالتبريد وحقن البلازما في مناطق مصابة لتحفيز الشفاء السريع، ناهيك عن التحفيز الكهربائي.

ويؤكد أخصائيون، أن مرحلة المراهقة تؤدي إلى اختلافات شكلية كبيرة بين اللاعبين، وهي مرحلة محورية للاعب كرة القدم المحترف، كونها تساهم في تقليل أعمارهم البيولوجية إن خضعوا لتدريبات دقيقة وبرنامج غذائي جيد.

برشلونة يلجأ لعلم الوراثة

يؤدي التدريب غير المنتظم في مرحلة المراهقة إلى زيادة خطر تكرار الإصابات بمجرد اكتمال النمو، مثلما حدث مع بيدري وداني أولمو نجمي برشلونة، ما جعل الأخير يقرر التركيز على فحص الحمض النووي.

ويتعاون برشلونة مع شركة ناشئة للكشف عن ضعف العضلات والأوتار والأربطة باستخدام علم الوراثة، تماماً مثلما لجأ ريال مدريد إلى الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات مختلفة، ما يسهل اكتشاف التعب العضلي. 

ورغم مرونتها ومساعدتها في تفادي الإصابات، إلا أن التكنولوجيا لا تزال في سباق محموم مع الزمن كي تصبح حلاً سحرياً يمنع العديد من الإصابات المؤرقة، مثل إصابات عضلة الفخذ الخلفية.

نقلاً عن: الشرق رياضة

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف