رئيس “أرامكو” يحذّر من أزمة نفط عالمية بسبب نقص الاستثمار

أطلق أمين الناصر، الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لشركة “أرامكو السعودية” تحذيراً من أزمة وشيكة في إمدادات النفط العالمية، في ظل تراجع الاستثمارات في عمليات الاستكشاف والإنتاج على مدى السنوات العشر الماضية، مكرراً وجهة النظر الصادرة عن عدد من اللاعبين الأساسيين في الصناعة.
وقال في مقابلة مع صحيفة “فايننشال تايمز” إن العالم يواجه أزمة إمدادات إذا لم يُستأنف الاستثمار بشكل جدي، مؤكداً أن حجم الإنفاق الحالي منخفض للغاية، في وقت يستمر فيه الطلب العالمي على النفط في النمو.
تصريحات رئيس عملاقة النفط السعودي “أرامكو” بهذا الصدد ليست منفردة، فقد رددها الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) هيثم الغيص بأن قال خلال جلسة بمؤتمر “أسبوع الطاقة الروسي 2025” أمس الأربعاء في موسكو إن قطاعي النفط والغاز بحاجة إلى مزيد من الاستثمارات، تماشياً مع توقعات بأن العالم سيحتاج إلى طاقة أكثر بنسبة 23% مقارنة بالمستويات الحالية، بحلول منتصف القرن.
الاستثمار في تراجع.. والطلب في تصاعد
أشار الناصر إلى أن شركات الطاقة الكبرى قلّصت إنفاقها على الاستكشاف والإنتاج منذ انهيار أسعار النفط عام 2014، متأثرة بتوقعات الانتقال السريع إلى الطاقة النظيفة وضغوط المستثمرين لزيادة العائدات. ووفقاً لتقديرات “وكالة الطاقة الدولية” من المتوقع أن تنخفض استثمارات النفط والغاز هذا العام بنسبة 6% لتصل إلى 420 مليار دولار، في أول تراجع سنوي منذ جائحة كورونا.
وقال “مررنا بعقد من الزمان لم يستكشف فيه الناس. سيكون لذلك تأثير.. إذا لم يحدث ذلك (الاستثمار)، فستكون هناك أزمة في المعروض”.
وأوضح الناصر أن أزمة الإمدادات لا تلوح في الأفق البعيد فقط، بل ستبدأ آثارها بالظهور في حال لم تتخذ الشركات قرارات استثمارية عاجلة، مشيراً إلى أن تطوير المشاريع الجديدة يستغرق من 5 إلى 7 سنوات.
طفرة النفط الصخري إلى انحسار
كما حذّر رئيس “أرامكو” من أن الطفرة النفطية في قطاع النفط الصخري الأميركي، التي أغرقت العالم بالنفط على مدى عقد ونصف، من غير المرجح أن تتكرر. وقال: “80 إلى 90 في المئة من النمو جاء من النفط الصخري. إذا نظرت إلى السنوات الخمس عشرة المقبلة، فمن المرجح أن يصل النفط الصخري إلى مرحلة الاستقرار ثم التراجع. من أين ستأتي البراميل الإضافية لتلبية الطلب؟”.
في المقابل، قدّرت “ريستاد إنرجي” أن النقص في المعروض قد يقترب من 10 ملايين برميل يومياً بحلول 2040، بحسب التقرير.
وتشير تقديرات وكالة الطاقة الدولية إلي أن العالم بحاجة لإنفاق 540 مليار دولار سنوياً على استكشاف النفط والغاز للحفاظ على مستويات الإنتاج حتى عام 2050، محذّرة أنه في حال عدم ضخ استثمارات جديدة، سيتراجع المعروض العالمي سنوياً بما يعادل إنتاج النرويج والبرازيل مجتمعين، أي أكثر من 5 ملايين برميل يومياً.
نقلاً عن: الشرق بلومبرج