أخرجه من الظل لأول مرة.. سر مفاجأة الخطيب لجمال جبر

أخرجه من الظل لأول مرة.. سر مفاجأة الخطيب لجمال جبر

في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة، أخرج محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، مدير المركز الإعلامي جمال جبر من “الظل” الذي عمل فيه لسنوات، ليضعه في دائرة الضوء بتكريم خاص وإشادة علنية.

إشادة محود الخطيب بجمال جبر مدير المركز الإعلامي بالأهلي

الخطيب، المعروف بقراراته المدروسة، لم يتخذ هذه الخطوة بشكل عشوائي. فخلف هذا التكريم الذي قد يبدو بسيطًا، تكمن أسرار ورسائل سياسية وإدارية بالغة الأهمية، تكشف عن “حرب” تدور في الكواليس، وتؤكد على تغيير في استراتيجية الأهلي الإعلامية.

السر الأول: درع الحماية وتأكيد “المنظومة”

أول وأهم أسرار هذا التكريم هو أنه بمثابة “درع حماية” لجمال جبر، الذي تعرض في الفترة الأخيرة لهجوم إعلامي شرس. فبصفته واجهة المنظومة الإعلامية، أصبح جبر هو “كبش الفداء” الذي يتلقى كل الانتقادات الموجهة لسياسات النادي الإعلامية.

جمال جبر مدير الإعلام في الأهلي المصري

بإخراجه للعلن والإشادة به، يبعث الخطيب برسالة واضحة للجميع: “جمال جبر لا يعمل من تلقاء نفسه، بل هو جزء من منظومة وقراراته تمثل مجلس الإدارة بالكامل”. بهذه الطريقة، يقول الخطيب لمنتقدي جبر إن هجومكم ليس موجهًا لشخص، بل هو موجه للإدارة بأكملها، وهو ما يمنح جبر غطاءً وحصانة لم تكن متوفرة له من قبل.

السر الثاني: رسالة نارية إلى “شوبير”

لا يمكن فصل هذا التكريم عن سياق الهجوم الذي شنه الإعلامي أحمد شوبير، أحد أبرز نجوم الأهلي السابقين، على جمال جبر والمنظومة الإعلامية في أكثر من مناسبة مؤخرًا. إشادة الخطيب العلنية بجمال جبر في هذا التوقيت بالذات هي “رسالة نارية” ومبطنة إلى شوبير وغيره من الإعلاميين حتى هؤلاء الذين يظهرون على قناة النادي.

أحمد شوبير

مفاد الرسالة أن إدارة النادي هي من تقيّم أداء موظفيها، وأن الانتقادات التي تُطلق في الفضائيات لن تؤثر على قراراتها أو ثقتها في رجالها. إنها طريقة الخطيب الدبلوماسية ليقول: “أنا أدعم رجالي، وقرارات النادي لا تُناقش على الهواء”.

السر الثالث: مكافأة على “حرب السوشيال ميديا”

يدرك الخطيب وإدارته أن المعارك لم تعد تقتصر على أرض الملعب فقط، بل امتدت لتشمل “حربًا” شرسة على منصات التواصل الاجتماعي والإعلام الجديد. في هذا العالم الفوضوي، نجح الأهلي تحت إدارة جبر الإعلامية في فرض سيطرته النسبية، والتعامل مع الأزمات والشائعات، وتوجيه الرأي العام الجماهيري.

هذا التكريم هو بمثابة “مكافأة” واعتراف بنجاح جبر في خوض هذه “الحرب الرقمية”، وقدرته على تكييف استراتيجية النادي الإعلامية لتواكب تحديات العصر الجديد، وهو نجاح لا يقل أهمية عن أي بطولة.

السر الرابع: تمهيد لدور جديد؟

قد لا يكون هذا التكريم مجرد نهاية لمرحلة، بل بداية لمرحلة جديدة. إخراج جمال جبر من “الظل” وتسليط الضوء عليه بهذا الشكل قد يكون تمهيدًا لمنحه منصبًا جديدًا أكثر أهمية وبروزًا في الهيكل الإداري للنادي خلال الفترة القادمة.

فبعد سنوات من الخبرة في أحد أخطر الملفات وأكثرها حساسية، قد يرى الخطيب أن الوقت قد حان لتصعيد جبر ليكون أحد صناع القرار الرئيسيين في النادي، خاصة مع التغييرات التي تشهدها إدارة الأهلي.

في النهاية، لم تكن مفاجأة الخطيب لجمال جبر مجرد لفتة طيبة، بل كانت “ضربة معلم” إدارية وسياسية. فبحركة واحدة، نجح الخطيب في حماية “جنديه المجهول”، ورد على منتقديه، وكافأ النجاح، وربما مهد لمستقبل إداري جديد، ليثبت مرة أخرى أنه يدير النادي بعقلية رجل الدولة الذي يدرك أن كل خطوة محسوبة ولها ألف معنى.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف