ضربة لم يخطط لها الاتحاد.. كريم بنزيما يربك حسابات النصر السعودي
في عالم كرة القدم الذي لا يتوقف عن مفاجآته، قد تأتي التداعيات من حيث لا نتوقع، وقد يجد نادٍ نفسه في أزمة إدارية معقدة بسبب تحركات غريمه التقليدي في سوق الانتقالات.
هذا هو السيناريو الذي يلوح في الأفق حاليًا، حيث لم يعد رحيل النجم الفرنسي كريم بنزيما المحتمل عن نادي الاتحاد مجرد صداع في رأس إدارة “العميد” وحدها، بل امتدت شظاياه لتهدد استقرار المنافس اللدود، نادي النصر، وتضع إدارته في مأزق حقيقي.
خيوط الأزمة تبدأ من إسطنبول
بدأت القصة مع تزايد الأنباء القادمة من تركيا حول اهتمام جدي من نادي فنربخشة بالتعاقد مع بنزيما، في صفقة ستكون بمثابة زلزال في سوق الانتقالات.
وبينما يترقب الاتحاديون مستقبل هدافهم بقلق، كانت هناك عيون أخرى في الرياض تراقب الموقف بحذر أكبر، لأن هذه الصفقة المحتملة تحمل في طياتها تأثيرًا مباشرًا وغير متوقع على قائمة أجانب “العالمي”.
يكمن مفتاح الأزمة في مصير اللاعب المعار من النصر إلى صفوف فنربخشة، جون دوران. فوفقًا للمنطق الكروي، إذا نجح النادي التركي في تأمين خدمات مهاجم بحجم وقيمة كريم بنزيما، فإن الحاجة الفنية لدوران ستنتهي تمامًا، وسيصبح بقاؤه مع الفريق أمرًا شبه مستحيل.
وبالتالي، فإن النتيجة الحتمية ستكون إنهاء إعارته وعودته بشكل فوري إلى ناديه الأصلي، النصر، وهو ما يمثل المشكلة الأكبر.
خيارات أحلاها مر في “الأول بارك”
عودة لاعب أجنبي في منتصف الموسم تشكل ورطة حقيقية لأي نادٍ مكتمل الصفوف، وحالة النصر تجسد هذا المأزق بكل تفاصيله.
قائمة أجانب الفريق مكتملة تمامًا بنجوم من العيار الثقيل مثل كريستيانو رونالدو، ساديو ماني، جواو فيليكس، ومارسيلو بروزوفيتش وغيرهم، ولا يوجد أي مكان شاغر لتسجيل لاعب جديد. ومع عودة دوران الحتمية في هذا السيناريو، ستجد إدارة النصر نفسها أمام خيارات أحلاها مر.
الخيار الأول هو محاولة إيجاد عرض إعارة جديد للاعب في أسرع وقت، وهو أمر صعب في منتصف الموسم وقد لا يرضي طموحات اللاعب أو النادي.
الخيار الثاني هو بيع عقده بشكل نهائي، وهو ما قد يجبر النادي على قبول عرض مالي أقل من المستهدف، لأن الأندية الأخرى ستدرك أن النصر في موقف تفاوضي ضعيف ويحتاج للتخلص من اللاعب.
أما الخيار الثالث، وهو الأكثر دراماتيكية، فيتمثل في التضحية بأحد النجوم الأجانب الحاليين وإلغاء تسجيله من القائمة لإفساح المجال أمام دوران، وهو قرار شبه مستحيل نظرًا للقيمة الفنية والجماهيرية لكل لاعب في تشكيلة المدرب جورجي جيسوس.
بهذا الشكل، يتحول رحيل بنزيما من كونه أزمة تخص هجوم الاتحاد، إلى مشكلة إدارية واستراتيجية معقدة لدى النصر. لقد ربطت هذه الصفقة المحتملة مصير الناديين بشكل غير مباشر، وجعلت إدارة النصر تراقب أخبار غريمها التي ربطته مع فنربخشة وهي تأمل ألا تتم الصفقة، ليس تعاطفًا مع الاتحاد، بل خوفًا من “هدية ملغومة” قد تصل إلى أبواب “الأول بارك” وتجبر النادي على اتخاذ قرارات صعبة لم تكن في الحسبان.
نقلاً عن: إرم نيوز
