حسمها “سعوديًا”.. ماذا يحتاج سالم الدوسري ليصبح أسطورة آسيوية؟

حسمها “سعوديًا”.. ماذا يحتاج سالم الدوسري ليصبح أسطورة آسيوية؟

في ليلة تاريخية لكرة القدم السعودية والقارية، نقش سالم الدوسري اسمه بحروف من ذهب في سجلات أساطير آسيا، بتتويجه بجائزة أفضل لاعب في القارة للمرة الثانية في مسيرته.

هذا الإنجاز لم يأتِ فقط ليؤكد علو كعب “التورنيدو” كأفضل لاعب في جيله داخل حدود القارة، بل ليضعه في مكانة تاريخية فريدة لم يبلغها سوى قلة من العمالقة، والأهم من ذلك، أنه جاء بعد موسم لم يحقق فيه فريقه، الهلال، بطولات كبرى، ما يبرهن أن بريق سالم كان ساطعًا بما يكفي ليضيء سماء آسيا بمفرده.

التتويج الثاني للدوسري يفتح الباب واسعًا أمام سؤال تاريخي: هل تجاوز سالم الدوسري بهذا الإنجاز كل من سبقوه ليصبح الأسطورة الآسيوية الأولى في عصره؟

بصمة مونديالية لا تُنسى

للإجابة عن هذا السؤال، لا بد من استعراض مسيرته التي امتدت لتشمل المحافل العالمية. على الصعيد الدولي، كان سالم دائمًا رجل المواعيد الكبرى للمنتخب السعودي.

من ينسى هدفه الحاسم في شباك منتخب مصر في كأس العالم 2018؟ أو تحفته الفنية التي أسقطت الأرجنتين، بطلة العالم لاحقًا، في مونديال 2022، وهو الهدف الذي صُنف ضمن الأجمل في البطولة. أتبع ذلك بهدف آخر في شباك المكسيك، ليصبح الهداف التاريخي للسعودية في كأس العالم مشاركةً مع سامي الجابر.

هذه الأهداف لم تكن مجرد أرقام، بل كانت لحظات خالدة أثبتت قدرته على مقارعة الكبار.

مسيرة ذهبية مع “الزعيم”

أما مع الهلال، فقصة سالم هي قصة نجاح متصلة. حصد كل الألقاب الممكنة، أبرزها دوري أبطال آسيا مرتين، وعدد لا يحصى من بطولات الدوري السعودي وكؤوس الملك، مساهمًا بشكل مباشر في هيمنة “الزعيم” على الصعيدين المحلي والقاري.

لم يكن مجرد لاعب في الفريق، بل كان القائد الملهم وصانع الفارق في أصعب اللحظات، مما رسخ مكانته كأسطورة هلالية لا غبار عليها.

على أعتاب التاريخ.. ماذا بعد؟

الآن، بفوزه بالجائزة القارية الثانية، ينضم سالم إلى قائمة نخبوية تضم أساطير مثل الياباني هيديتوشي ناكاتا والأوزبكي سيرفر دجيباروف، وكلاهما فاز بها مرتين. لكن طموح الدوسري وعشاقه لن يتوقف هنا. فماذا يحتاج ليرسخ نفسه كالأسطورة الآسيوية المطلقة؟

الخطوة الأولى قد تكون الفوز بالجائزة للمرة الثالثة. هذا الإنجاز سيضعه على قدم المساواة مع الأسطورة الكورية الجنوبية كيم جو سونغ، وسيعادل رقم الأسطورة السعودية الخالدة ماجد عبد الله، الذي توّج بجائزة أفضل لاعب آسيوي ثلاث مرات متتالية (1984-1986) في نسختها التي كانت تقدمها مجلة “آسيا وأوقيانوسيا لكرة القدم”، ونال تقديرًا معنويًا من الاتحاد الآسيوي لاحقًا.

إرث الكرة السعودية حافل بالنجوم الذين نالوا هذا الشرف، من سعيد العويران (1994) ونواف التمياط (2000) إلى ياسر القحطاني (2007). واليوم، لا يحمل سالم الدوسري هذا الإرث فحسب، بل يسعى للارتقاء به إلى مستوى جديد.

قد تكون قيادة الهلال للقب آسيوي آخر، أو تقديم أداء تاريخي جديد في كأس العالم المقبل، هي القطع المتبقية في لوحة أسطورته. لكن ما هو مؤكد أن سالم، بفوزه الثاني، لم يعد مجرد لاعب عظيم، بل أصبح أيقونة آسيوية يُطرح اسمها بقوة في نقاش “الأفضل على الإطلاق”.

نقلاً عن: إرم نيوز

أحمد ناجي محرر الأخبار العاجلة بموقع خليج فايف